مهند أبو عريف
بتكليفٍ من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ توّجت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي مساء أمس الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها السادسة التي خُصِّصت للعرب بمنحهم وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب في حفل أقيم بنادي الواحات بالعذيبة.
وبحسب وكالة الأنباء العُمانية، قد فاز بالجائزة في مجال الدراسات الاقتصادية في فرع الثقافة جلال الدين أحمد أمين من جمهورية مصر العربية، وفي مجال النقد الأدبي في فرع الآداب حصل على جائزة هذا المجال سعد بن عبد الرحمن البازعي من المملكة العربية السعودية، وفي مجال التصميم المعماري في فرع الفنون فقد حجبت اللجنة الجائزة لعدم رقيأعمال الأسماء المترشحة لهذا المجال والتي لا ترتقي لمستوى أهمية وأهداف الجائزة.
كما أعلنت معالي الدكتورة وزيرة التعليم العالي خلال الحفل عن مجالات الدورة السابعة 2018 لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.. وقالت إن “مجالات جائزة السلطان قابوس التقديرية للثقافة والفنون والآداب في دورتها القادمة المخصصة للعمانيين فقط ستكون لمجالات دراسات التراث الثقافي غير المادي عن فرع الثقافة والأفلام القصيرة عن فرع الفنون والشعر الشعبي عن فرع الآداب.
من جانبه قال سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم في كلمة ألقاها في بداية الحفل إن : “التعاطي مع المنجز الإنساني بشتى صنوفه ومعطياته يحتاج إلى عزيمة مستمرة لا يخامرها حماس لحظي ينبري الإنسان منه لساعة نشوة ثم يذبل إذ أنه لابد أن يكون أولا وأخيرًا مشروع حياة ومسار تتضافر من أجله كل الجهود سواء أن كانت تلك الجهود تمثل الإرادة لذروة سنام أي مجتمع كان أو كان ذلك فيما يخص الذين تشرفوا بالعمل التنفيذي لهذا المجال أو كان ذلك يخص البناء المجتمعي بأسره”.
وأضاف سعادته أن الالتفات للمنجز الإنساني يحتاج إلى صبر ومثابرة وجهدٍ متصل وبناء لا يتسم بالحماس اللحظي وإلا انقطع حبل الفكر وتوارت تلكم الرؤى مشيرًا إلى أن العطاء في جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب يستمد ألقه ورونقه ومعينه من لدن المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم /حفظه الله ورعاه/ فهو سيستمر دفاقا ينير سبل البحث والفكر الإنساني البناء.
وأوضح أن هذه الجائزة سواء كانت على المستوى المحلي أو العربي هي واحدة من المحفزات التي يسمو بها العطاء الإنساني التي تكتسب عطاءها وألقها وصورتها من حرص عُماني صرفٍ لا يفرق بين كائن وآخر إلا بمدى عطائه الإنساني بعيدًا عنالأحساب والأعراف ولكن التقييم والتركيز ينصب على أن يكون ذلكم العطاء عطاءً أصيلا يمثل جانبا مشرقا في مسيرة الإنسانية ليست على مستوى الشخص الباحث بذاته ولكن على مستوى أبناء البشرية والإنسانية أينما وجدوا.
حضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والسعادة وعدد من المختصّين في الجانبين الثقافي والإعلامي من داخل السلطنة وخارجها وجمع من الإعلاميين والمثقفين والكتّاب والأدباء والفنانين وعدد من ممثلي الجوائز الثقافية العربية.
كما قدمت الجمعية العمانية لهواة العود خلال الحفل فقرتين شملتا مقطوعات من الفنون التقليدية العمانية وعرضا للأغاني العمانية القديمة المعروفة.
الجدير بالذكر أن جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تأتي انطلاقا من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه ـ بالإنجاز الفكري والمعرفي وتأكيدًا على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعمًا من جلالته – أعزه الله – للمثقفين والفنانين والأدباء المجيدين حيث أصدر جلالته في 27 من فبراير 2011م المرسوم السُّلطاني السامي رقم (18/2011) القاضي بإنشاء جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.
وتهدف الجائزة إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلا لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد وتكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني وتأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية. وتعدُ جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب جائزة سنوية يتم منحها بالتناوب دوريا كل سنتين بحيث تكون تقديرية في عام يتنافس فيها العُمانيون إلى جانب إخوانهم العرب وفي عام آخر للعُمانيين فقط. ومُنِحت جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دوراتها الخمس الماضية لخمسة عشر مثقفًا وفنانًا وأديبًا عمانيًا وعربيًا بواقع خمسة عشر مجالاً متفرّعًا عن الآداب والفنون والثقافة وهي: الدراسات التاريخيّة، وقضايا الفكر المعاصر، الدراسات التربوية، والدراسات في مجال اللغة العربية، والرسم والتصوير الزيتي، والموسيقى، والتصوير الضوئي، والخط العربي، والقصّة القصيرة، والشعر العربي الفصيح، والتأليف المسرحي، وأدب الطفل، والترجمة، والفنون الشعبية العمانية والرواية.