أشرف أبو عريف
-
الكعبي يكشف عزم المنتدى في تقديم رؤية إسلامية للسلم العالمي..المنتدى يحاكي نهج التسامح الإماراتي الذي أرساه المؤسسون..
ايتوس واير – كشف سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي أمين عام “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”، رئيس هيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، عزم المنتدى في تقديم رؤية إسلامية معاصرة عن مفهوم السلم العالمي. هذا بالإضافة إلى تقديم إسهامات الإسلام في السلم العالمي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في فندق (سانت ريجس – أبوظبي)، كشف خلاله عن أعمال الملتقى الرابع لمنتدى تعزيز السلم. واستهله مرحباً بالإعلاميين، قائلاً: اسمحوا لي باسم معالي الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” وفريق المنتدى، أن أرحب بكم في أجواء التسامح والسلام، وعبق الأخوة والوئام، الذي هو نهج راسخ في دولة الإمارات العربية المتحدة، أرساه القادة المؤسسون، بقيادة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويمضي على هديه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، نائب القائد العام للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات (حفظهم الله أجمعين).
وأثنى الدكتور الكعبي على دور الإعلاميين قائلاً: نبارك أقلامكم، ونعول على جهودكم، وإخلاصكم المهني والاحترافي؛ في توصيل جهود المنتدى، كما يليق بدوركم النبيل وحضوركم الكريم، فالإعلام أمانة، وصدق، وشفافية، وربما مسؤوليتكم تكون مضاعفة في هذه الأيام التي تشهدها منطقتنا؛ جراء الغلو والتطرف.
وأضاف الكعبي أن منتدى تعزيز السلم منذ انطلاقته الأولى عام 2014 هو دعوة للسلام، فركز في الملتقى الأول على تأصيل ثقافة السلم، وتصحيح المفاهيم. وفي الملتقى الثاني، أعلن مشروع تجديد الخطاب الإسلامي، وفي الملتقى الثالث، بحثنا مشروعية الدولة الوطنية في الإسلام. واليوم نناقش في الملتقى السنوي الرابع؛ موضوع “السلم العالمي والخوف من الإسلام: قطع الطريق على التطرف”. ويستمر الملتقى الرابع ثلاثة أيام من 11 إلى 13 ديسمبر الجاري في (سانت ريجس – أبوظبي)، ويشارك فيه نحو سبعمائة شخصية من العلماء والمفكرين والباحثين، وممثلي الأديان ومختلف النخب الثقافية، من دولة الإمارات، والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي عموماً.
ويجري تقديم نحو خمسين ورقة عمل، من خلال أربعة محاور رئيسية، يجري بالتوازي معها، تنظيم تسع ورش علمية، تناقش كل هذه الموضوعات بمنهجيات علمية وعقلانية.
في اليوم الثاني من الملتقى، سيتم الإعلان عن الفائزين بـ”جائزة الحسن بن علي للسلم الدولية” التي يقدمها المنتدى سنوياً، لشخصية أو أكثر، أو مؤسسة أو جمعية، لها إسهامات معروفة في تعزيز السلم وترسيخ ثقافة التسامح.
* قطع طريق التطرف
وأكد الدكتور الكعبي أن المنتدى في ملتقاه السنوي الرابع سوف يناقش موضوع “السلم العالمي والخوف من الإسلام – قطع الطريق أمام التطرف”؛ لأن اتساع دائرة الخوف والتخويف من الإسلام والمسلمين في المجتمعات الغربية، راح يُضعف الثقة بين الأقليات المسلمة وبين مجتمعاتها، مما يساهم بانتشار الخطاب المعادي للغرب؛ على أساس المفاصلة الدينية، وفي الوقت عينه يزيد من الأوهام التي تقول:” إن الإسلام يعادي السلم”. ولا بُدَّ من مواجهة ذلك بالبحث والتأصيل، ومن ثم تقديم رؤية الإسلام الصحيحة للسلم العالمي. وسيبحث المحور الأول موضوع “الدين والهوية والسلم العالمي”. ويتضمن عنوانين رئيسيين: “البيئة الدولية للسلم العالمي” و”البيئة الإقليمية للسلم العالمي”. ويُنظم في إطار المحور الأول، ثلاث ورش، تبحث العناوين التالية: “الدين والعنف”، و”الهويات والسلم العالمي”، و”الإسلام ومقتضيات السلم العالمي”.
في المحور الثاني يجري بحث موضوع “الخوف من الإسلام – الأسباب والسياقات” ويتضمن هذا المحور موضوعين اثنين هما: “الخوف من الإسلام من منظور غربي” والخوف من الإسلام من منظور المسلمين في الغرب”. وينظم في إطار المحور الثاني ثلاث ورش، تناقش الموضوعات التالية: “الإسلاموفوبيا والإسلاموفوبيا الجديدة” “الإسلاموفوبيا والنزعات الشعوبية الجديدة” “الإسلاموفوبيا والإعلام ووسائل الاتصال”.
في المحور الثالث يبحث موضوع “الإسلام والعالم – رؤية إسلامية للسلم العالمي”. ويتركز هذا المحور على طرح رؤية “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” حول طبيعة الإسهام الذي قدمه الإسلام للسلم العالمي؛ على مستوى المقاصد والأحكام والتجربة التاريخية.
في المحور الرابع من أعمال الملتقى، يجري بحث موضوع “الإسلام والعالم- مسارات التعارف والتضامن. ويطمح “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” أن يكون ملتقاه السنوي الرابع، فرصة لتلاقي وتلاقح أفكار وتجارب جزء من هذه النخبة؛ من أجل تحليل علمي موضوعي؛ لجذور وأسباب ومآلات المخاوف المتبادلة بين المسلمين وغيرهم من جهة، وللوصول من جهة ثانية إلى مقاربات نظرية جديدة، ومخرجات علمية تسهم في دعم جهود الحكماء والعقلاء” لخدمة السلم العالمي والتسامح والمحبة بين بني الإنسان؛ بمقتضى قوله عز وجل “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”.