محطات شعرية محمدية 53 – ذكرى وفاة رسول الله (ص)
بقلم: حميد حلمي زادة
الحلقة الخامسة والأخيرة من المجموعة الشعرية الخاصة برحيل سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا رسول الله الاعظم أبي القاسم المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) … عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم …
_____________________
أَجِبْ مَأْتَمَ الهادي دُمُوعاً تُهلِّلُ
على مِثلِهِ إنَّ المدامِعَ تَهطِلُ
أَدِمْ لَوعَةَ الوَجْدِ المُؤبِّنِ أحمداً
رَؤوفاً وبالخَيرِ العَميمِ يُؤَمِّلُ
أَجِبْ أَحرُفَ القلبِ انهِماراً لأَنَّها
مَزامِيرُ آياتِ الوَفاءِ تُرتِّلُ
ويا مُلتقَى الحُزْنِ العظيمِ مَهابَةً
دَعِ الخَطْبَ بَكّاءً يُجِيبُ ويَسْأَلُ
ويا دَمعةَ الحانِي الرّهيفِ صَبابَةً
أَسيلِي فإنَّ الرِّزءَ ما زالَ يَعذِلُ
يناشِدُ أَحلامَاً ويطلُبُ ناصِرَاً
ويرقُبُ سَبَّاقاً الى الحقِّ يرْحَلُ
أيا نادِبَاً يَومَ الهُمُومِ مُصيبةً
ونائِبةً عُظمى وحُزنَاً يُزَلزِلُ
ذَرِ الدَّمْعَ إِهراقاً يُحدِّثُ ناعِياً
رَحيلَ رَسُولِ اللهِ فَقْدَاً يُجَلْجِلُ
ويا باكياً طهَ الحَبيبَ مَودَّةً
وتستذكِرُ الجُودَ الذي دامَ يَبذُلُ
أَطِعْ بانتصارٍ للمُرُوءَةِ صابِراً
تناضلُ مِعطاءً وأَنتَ مُهَلِّلُ
وصُنْ مُؤمِناً نهْجَ الرّسالةِ إنّهُ
هُدى دينِ وَحي اللهِ لا يتبدَّلُ
وإنَّ رَسولَ اللهِ مِصباحُ اُمّةٍ
أزالُوا قلاعَ الشِّركِ لم يتزلْزلُوا
وكانَ رسولُ اللهِ دِرْعَ وِقائهِم
وقائدَهُم وعلى الشدائدِ يَحمِلُ
سَقى شِربةَ التقوى نُفُوساً أبيّةً
فهبُّوا مَصاديقاً ولم يتزيَّلُوا
وما خانَ إلا مُرجِفٌ ومنافقٌ
توَعَّدَهُ المولى بيومٍ يُهَوِّلُ
سلامٌ على طه الأمينِ محمدٍ
سلامٌ على النُّورِ الذي يتهَلَّلُ
فأحمدُ في بَطنِ التُّرابِ غياثُنا
كما كانَ حيّاً رحمَةً تتَهطَّلُ
عليهِ صلاةُ اللهِ تترى تحيةً
عليهِ سلامُ اللهِ طُهْراً يُبَجَّلُ
وثُمَّ على آل النبيِّ كمِثلِهِ
صلاةً وتسليماً ووُدَّاً يُوَصِّلُ
فهم حُجَجُ اللهِ العظيمِ مثابَةً
وخاتَمُهُم مَنْ للأنامِ مُؤمَّلُ