القاهرة – أشرف أبو عريف
تأتي الجولة العربية التي بدأها سامح شكري وزير الخارجية، وتشمل 6 دول عربية منها سلطنة عُمان، في إطار التشاور الدائم بين مصر وسلطنة عُمان حول مجمل العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة، خاصة في ظل ما يشهده المسرح السياسي من تطورات وتحديات ترتبط بأمن واستقرار المنطقة بشكل عام، الأمر الذي يقتضي تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين الشقيقين.
ومن المقرر أن ينقل شكري رسالة شفهية من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السلطان قابوس، تتناول العلاقات الثنائية، والتشاور حول تطورات الأوضاع في المنطقة، فضلا عن إجرائه مباحثات ثنائية مع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي.كان شكري قد قام بزيارة إلى سلطنة عُمان مطلع يناير هذا العام 2017، أحدثت دفعة قوية للعلاقات بين البلدين، وفي حينها أوصت لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري بتكثيف التعاون والتبادل التجاري بين مصر وسلطنة عمان، وسرعة تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين وإنشاء لجنة عليا مشتركة للتنسيق والتكامل بينهما.
كما أوصت اللجنة بتعيين ملحق تجاري لمصر في سلطنة عُمان بناء على طلب المصريين العاملين في السلطنة لتسهيل التجارة بين البلدين، وتفعيل وتكثيف الدور المهم للقوة الناعمة المصرية في السلطنة من ثقافة وفنون وآداب لما لها من دور حيوي في تعزيز الروابط الشعبية بين البلدين الشقيقين.
يرى محللون ومراقبون أن ثمة تناغماً في المواقف والسياسات بين مصر وسلطنة عُمان تجاه تطورات الأوضاع في المنطقة، حيث يدعو البلدان إلى حل المشاكل بالحوار، وسوف يؤكد سامح شكري خلال الجولة على موقف مصر الثابت بشأن ضرورة الحفاظ على التضامن العربي في مواجهة التحديات المختلفة التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها المحتملة على الأمن القومي العربي، ونقل رؤية مصر وتقييمها لكيفية التعامل مع تلك التحديات، فضلا عن التأكيد على سياسة مصر الثابتة والراسخة التي تدفع دائما بالحلول السياسية للأزمات وضرورة تجنيب المنطقة المزيد من أسباب التوتر أو الاستقطاب وعدم الاستقرار.
ومن المقرر أن تعقد اللجنة العُمانية المصرية المشتركة اجتماعها الرابع عشر في مسقط هذا العام 2017 وهو ما سيدفع خطوات تنشيط وتفعيل أطر ومجالات التعاون بين مصر وسلطنة عمان بشكل أكبر وفي كل المجالات خلال الفترة القادمة وبما يدعم جهود التنمية في الدولتين ويعود بالخير على شعبيهما الشقيقين. تعمل اللجنة على بحث وتطوير سبل ومجالات التعاون في مختلف المجالات وقد عقدت اجتماعها الثالث عشر في القاهرة في العام الماضي 2016 .
وكان يوسف بن علوي قد تباحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال زيارته للقاهرة في أبريل 2017، الإعداد الجيد للجولة الـ14 للجنة المشتركة المصرية العُمانية، إذ أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تطوير التعاون الثنائي مع عُمان في مختلف المجالات، وتعزيز مستوى التنسيق والتشاور بين البلدين، وأعرب عن تطلعه لأن تساهم نتائج أعمال اللجنة في تفعيل مختلف أوجه العلاقات الثنائية وتحقيق تقدم ملحوظ في التعاون الثنائي في شتى المجالات.و مما له دلالة عميقة أن الخارجية المصرية وصفت العلاقات العمانية المصرية بأنها ” تمثل محور ارتكاز أساسي في المنطقة العربية يستمد قوته من البعد التاريخي وعمق العلاقات الثنائية بين البلدين وتشعبها على مختلف الاصعدة “.
إذ تقدم العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان دوماً وفي مختلف المراحل والظروف نموذجا طيبا ورفيعا للعلاقات بين الاشقاء وما ترتكز عليه من تقدير واحترام متبادل ومن ثقة ووضوح وحرص متبادل على كل ما يحقق خير ومصالح الدولتين والشعبين الشقيقين وما يخدم السلام والاستقرار في المنطقة من حولهما أيضًا.