الحب والجمال
د. أحمد تركى
الجمال هو من أسباب الحب المفطور عليها الإنسان ، فالإنسان يحب كل جميل لذات الجمال حتي ولو لم ينل منه حظاً!!
والجمال كما يقسمه مولانا الإمام أبوحامد الغزالي ينقسم إلى قسمين :
1- جمال الصورة الظاهرة المدركة بعين الرأس.
2- جمال الصورة الباطنة المدركة بعين القلب والبصيرة.
جمال الصورة المدركة بعين الرأس يدركه كل المخلوقات ، أما جمال الصورة الباطنة المدركة بالقلب لا يدركه إلا أصحاب القلوب .
وإذا أدركت جمالاً بالقلب فهو محبوب لديك بقلبك. ومثل هذا : حب النبي ( صلي الله عليه وسلم ). فنحن جميعاً لم نره صورة وشكلاً. وإنما رأيناه خلقاً وحباً ورحمةً ، ورأينا آثاره الجميلة التي رفع الله ذكره بها إلى يوم القيامة وكذلك حب الله تعالي. ” إن الله جميل يحب الجمال “.
فإذا كان الجميل محبوباً ، فالله تعالي هو الجميل المطلق الذي لا ند له ، الفرد الذي لا ضد له ، الصمد الذي لا منازع له ، الغني الذي لا حاجة له ، القادر الذي يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه . خالق الكون ، ذو الفضل والجلال والجمال والقدرة والكمال ، ناجاه رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) بقوله : ” لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك “.
وإذا نظرت إلى جمال الكون وهو من خلق الله. دلك هذا إلي جمال الله المطلق. الذي لا تدركه العين. بل يدرك بعضه قلوب العارفين. ومن أدرك جمال الله بقلبه. أحب الله وأحبه الله ، قال تعالي ” يحبهم ويحبونه ”
ومن أعظم الجزاء يوم القيامة. وأفضل من دخول الجنة النظر إلى وجه الله الكريم. والنظر إلى وجه الله الكريم. يعني إدراك الجمال المطلق.
قال تعالي : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) سورة القيامة. اللهم اجعلنا منهم ياااااااارب.
# لا تفرط في الجمال الذي بداخلك فإنه دافعك إلى الحب ، والحب دافعك إلى الجنة والنظر لوجه الله الكريم.