إيمان مهدي
تعتَبر إزالة الألغام واحدة من المكوّنات الأساسية الخمس للأعمال المتعلقة بالألغام. والأعمال المتعلقة بالألغام تشمل، بمعناها الواسع، عمليات المسح وإعداد الخرائط ووضع علامات على حقول الألغام، وكذلك الإزالة الفعلية للألغام من الأرض. وهذه المجموعة من الأنشطة يشار إليها في بعض الأحيان على أنها ”إزالة الألغام“.
ويوجد نوعان لإزالة الألغام: النوع العسكري والنوع الإنساني. وإزالة الألغام العسكرية هي عملية يضطلع بها جنود لفتح ممر آمن بحيث يمكن لهم أن يتقدموا أثناء النـزاع. والعملية العسكرية لإزالة الألغام تشمل فقط إزالة الألغام التي تعترض الممرات الاستراتيجية المطلوبة لتقدُّم الجنود أو انسحابهم أثناء الحرب. والتعبير العسكري المُستخدَم لإزالة الألغام هو ”الاختراق“. وهذه العملية تنطوي على قبول احتمال حدوث خسائر محدودة.
والنوع الإنساني لإزالة الألغام هو نوع مختلف بدرجة كبيرة. وهذا النوع يهدف إلى تطهير الأرض بحيث يمكن للمدنيين أن يعودوا إلى ديارهم وإلى ممارسة أعمالهم الروتينية اليومية دون التعرّض لتهديد الألغام الأرضية ومخلفات الحرب التي لم تنفجر والتي تشمل ذخائر لم تنفجر وذخائر متروكة قابلة للانفجار. وهذا يعني أنه يجب أن تُزال جميع الألغام ومخلفات الحرب القابلة للإنفجار التي تؤثّر على الأماكن التي يعيش فيها الناس العاديون، وضمان سلامتهم في المناطق التي تم تطهيرها. وتتم إزالة الألغام والتحقق تماماً من خلو المناطق منها بحيث يمكن القول بأن الأرض قد أصبحت مأمونة دون أي شك وأنه يمكن للناس أن يستخدموها دون أي قلق من الأسلحة. والغرض من النوع الإنساني لإزالة الألغام هو استعادة السلم والأمن على مستوى المجتمع المحلي.
وعمليات المسح، أو التجميع الرسمي للمعلومات المتعلقة بالألغام، تكون مطلوبة قبل الإزالة الفعلية. وعمليات تحديد الآثار تقيِّم الأثر الاجتماعي – الاقتصادي للتلوث بالألغام وتساعد في تحديد الأولويات بالنسبة لتطهير مناطق معيّنة. وعمليات تحديد الآثار تُستخدَم فيها مصادر المعلومات المتاحة جميعها، بما يشمل سجلات حقول الألغام (حيثما تكون موجودة)، وبيانات عن ضحايا الألغام، والمقابلات التي أجريت مع مقاتلين سابقين وسكان محليين. وعمليات المسح التقني تحدِّد بعد ذلك حقول الألغام وتوفِّر خرائط تفصيلية من أجل عمليات الإزالة.والخرائط الناتجة عن عمليات تحديد الآثار وعمليات المسح التقني تُخَزّن في نظام لإدارة المعلومات، بما يشمل مجموعة متنوعة من قواعد بيانات برنامجية، وهي توفِّر بيانات أساسية لمنظمات الإزالة ولتخطيط العمليات التشغيلية.
ووضع علامات لتحديد حقول الألغام يُجرى عند تحديد منطقة توجد فيها ألغام، غير أنه لا يمكن أن تنفَّذ على الفور عمليات الإزالة. ووضع علامات لتحديد حقول الألغام، الذي يُقصد به منع الناس من دخول المناطق الملغَّمة، يتعيّن القيام به بالاقتران بالتوعية بالألغام بحيث يكون السكان المحليون متفهمين لمعنى العلامات وأهميتها.
طرق عمليات الإزالة
- الإزالة اليدوية التي تعتمد على أشخاص مدرّبين على إزالة الألغام باستخدام أجهزة الكشف عن المعادن ومسابر رقيقة وطويلة لتحديد أماكن الألغام التي يتم بعد ذلك تدميرها بتفجيرات متحَكَّم فيها
- كلاب اكتشاف الألغام التي تكشف عن وجود متفجرات في الأرض عن طريق الشم. وتُستخدَم الكلاب مع العاملين في إزالة الألغام يدوياً
- الإزالة بالطرق الميكانيكية التي تعتمد على كاسحات الألغام والهراسات وأجهزة قطع الحشائش والحفّارات، التي يتم ربطها بجرارات مصفحة من أجل تدمير الألغام في الأرض.
وهذه الآلات لا يمكن استخدامها إلاّ في أراضٍ معيّنة، كما أن تكاليف تشغيلها باهظة. وفي معظم الحالات لا يُعتمد على هذه الآلات بنسبة 100 في المائة، كما أن هناك حاجة إلى مراجعة الأعمال بأساليب تقنية أخرى.
وقد أُحرز في السنوات الأخيرة تقدُّم في مجال التكنولوجيا سواء في نظم اكتشاف الألغام أو في الوسائل الآلية لتدمير الألغام في مكانها. غير أن الإزالة اليدوية لا تزال في كثير من الحالات الطريقة المفضّلة وذلك لأسباب تتعلق بالتكاليف وبالموثوقية.
وهيئات الأمم المتحدة التي تشترك في الأعمال المتعلقة بالألغام لا تقوم بعمليات إزالة الألغام مباشرة. ففي غالبية البلدان تتولى هذه الهيئات تقديم المشورة والمساعدة إلى السلطات الوطنية، أو أن بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة تقوم بإزالة الألغام. وتقوم الأمم المتحدة عادةً بإنشاء سلطة، أو مركز تنسيق، للعمليات المتعلقة بالألغام بحيث تكون السلطة مسؤولة، أو يكون المركز مسؤولاً، عن الإشراف على أنشطة الإزالة. ويمكن بعد ذلك أن تتولى عمليات الإزالة الفعلية وكالات مدنية وطنية، أو وحدات عسكرية توافق على المشاركة في العمليات الإنسانية، أو منظمات وطنية أو دولية غير حكومية، أو منظمات تجارية.