سلايدر

“العراق في عيون العالم العربي”.. صالونًا ثقافيًا لـ “المركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية”

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

 

أقام المركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية بالقاهرة صالونًا فكريًا، تحت عنوان “العراق في عيون العالم العربي” وذلك بحضور العديد من الشخصيات العامة والسياسية من الجانبين المصري والعراقي، على رأسهم الدكتور هاشم العوادي، مدير المركز العراقي الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، و وحيد نوري جبر، الملحق التجاري العراقي في القاهرة، والدكتور عبدالستار عشرة، مستشار الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.

وقال اللواء هاني غُنيم، رئيس المركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، إن الشعب العراقي من أكثر الشعوب العربية تقاربًا للشعب المصري فكرًا وثقافةً وحضارة، مُشيرًا إلي أن رجل الشارع العربي لا تصل له الصورة الحقيقية لما يحدث من صراعات في العراق بسبب ما يُصدره الإعلام الذي يستند أغلبه إلى أجندات وتوجهات خاصة، وأنه يتمنى أن يتم توصيل الصورة الحقيقية للواقع العراقي من خلال إعلام عربي محايد.
فيما بدأ الدكتور هاشم العوادي، مدير المركز العراقي الأفريقي للدراسات الاستراتيجية، حديثه قائلًا “اسم العراق ليس غريبًا على مسامع الأخوة في جمهورية مصر العربية، فالحديث عن العراق وتاريخه يشمل جزءً منه على تاريخ مصر، والعكس صحيح باعتبار مدى عمق العلاقات والترابط بين الدولتين”، منوهًا بأن الحديث عن العراق في الإعلام العربي يحتاج إلى أن يكون أكثر دقة وتنوع وأكثر قُربًا من الواقع.

وأكد “العوادي” أن السواد الأعظم من العرب ينظر إلى تفاعلات الوضع العراقي من خلال مرحلة ما بعد عام 2003، وهو ما يُعد اجحاف في حق العراق والبحث العلمي، حيث أنه لا يُمكن الحكم على بلد وفق مقطعًا زمنيًا مقطوع الصلة عن تاريخه.

واستعرض “العوادي” تاريخ قضية الأكراد باعتبارها أزمة قومية، مُشيرًا إلى أن مطالب الأكراد بتأسيس دولة ليست جديدة، غير إنه في العهد الملكي وحتي عام 1958 تعامل الدستور العراقي مع القومية الكردية كمجتمع عراقي، لكن الأكراد كانوا غير مسالمين بهذا الوضع، وأنه مع إعلان جمهورية العراق في 1958 كانت أول مكاسب الأكراد هي الاعتراف بالقومية الكردية في الدستور الراقي، علي خلفية تأييدهم لـ “عبدالكريم قاسم” والحكم العسكري آنذاك.

وتابع العوادي، “حينما استلم حزب البعث السُلطة في عام 1968 أصبحت القضية الكردية هي القضية الأساسية في العراق واستمرت ووصلت إلي مستوي الحرب، حيث أقتتل الجيش العراقي مع ميلشيات الأكراد، إلى أن انتهت الحرب باتفاقية الجزائر وتعهدات الحكومة العراقية بمنح الحكم الذاتي للأكراد، غير أنها لم تفي بذلك لأن السلطة كانت مهتمة وقتها بمشاريع أخرى”.

وأضاف “العوادي” أنه بعد قرارات السلطة العراقية بغزو الكويت في عام 1991 حصل الأكراد على فرصتهم بعد الانتفاضة الشعبية بفرض قرار منطقة آمنة بواسطة القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية فمُنع الجيش والطيران العراقي علي إثر ذلك من الخول إلي كردستان فوجد الأكراد أنفسهم شبه دولة وشكلوا برلمانا، حيث أن ميزانيتهم يحصلون عليها وفق برنامج النفط مقابل الغذاء، ورغم ذلك فإنهم لم يتمكنوا من اختيار رئيس حتي عام 2003، حيث أصبحوا أمام مشروع الدولة المستقلة فعليًا، ما يدعونا للتساؤل حاليًا؛ هل نحن أمام جنوب سودان جديد وأزمة جديدة؟

وأشار “العوادي” إلى أن الصراعات المُسلحة الأخيرة في العراق يحاول البعض أن يصورها علي أنها صراع طائفي، لكن الحقيقة أن الصراع الشيعي السني لم يؤثر على طبيعة العلاقات بين أبناء المجتمع العراقي، بالرغم من أن ظاهرة يُشير عكس ذلك، مؤكدًا أن بعض الجماعات الإرهابية في العراق أضعفت الدولة وأضعفت إمكانياتها، كما سمح لبعض أماكن العراق بأن تكون بيئة حاضنة لبعض المشاريع الإقليمية والدولية.
وتطرق “العوادي” في حديثه إلى نشأة تنظيم “داعش” الإرهابي، مؤكدًا أن إعلان المؤسسة الدينية العراقية فتوى الجهاد ضد داعش كان طوق النجاة للدولة، حيث أن الفتوى ساعدت في تحديد حركة داعش وإيقافها عند النقاط التي وصلت إليها ثم بعد ذلك بدأت العملية الثانية باستعادة الأرض العراقية من هذه العصابة الإرهابية.

وطالب “العوادي” في نهاية حديثه عن الواقع العراقي النُخبة والإعلام العربي برصد أماكن القوى في المُجتمع العراقي والدولة العراقية مثلما يرصد الإعلام مكامن ضعف العراق، مع ضرورة تنويع النقل الإخباري بدلًا من التركيز فقط علي الحرب والإرهاب في العراق، خاصة أن الدول الأكثر تقمًا في مكافحة الإرهاب تُعاني أيضًا منه كما هي الحال في العراق.

يُذكر أن المركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية ينظم صالونه الفكري منذ تدشينه في فبراير الماضي، وذلك في مقره الكائن بمنطقة الزمالك بالقاهرة، ويناقش الموضوعات الرامية إلى تعميق الفهم حول ما يجري من أحداث سواء كانت محلية أو إقليمية وقد حضر الصالون المشار له سلفًا، الدكتور محمود ضياء، رئيس مؤسسة الدفاع الوطني، والاستاذ محمد السيد حسين عضو الهيئة الاستشارية والدكتورة أماني الطويل، مركز الأهرام للدراسات والأبحاث الاستراتيجية والباحثة في الشأن الأفريقي، والدكتور أحمد الجعفري، والدكتور رامي عاشور، والدكتور علي الشيعيني، أستاذ الأدب المُقارن والدكتور سيد أبو فرحة أستاذ العلوم السياسية وعضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى