رأى

مسؤول وقاض جميل

استمع الي المقالة

مدحت محيي الدين

كما تعودت معى عزيزى القارىء أننى دائما ما أحب أن ألقى الضوء على الإيجابيات التى أراها بعينى وأشهدها فى هذا البلد مع التشديد أيضا على السلبيات حتى تتم معالجتها، وهذه المرة أتحدث عن الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة والإيجابية التى أتحدث عنها هى المستشار الدكتور / محمد جميل نائب رئيس مجلس الدولة  الذى انتدب ليرأس هذا الجهاز الهام والعملاق ، وانتداب قاض كالمستشار / جميل فى هذا المنصب لكانت خطوة عبقرية من قبل رئاسة مجلس الوزراء فأدائه يتسم بالعدل واحترام القانون والجميل أيضا أنه لا يضيع الوقت بل يسرع فى اتخاذ القرارات اللازمة ويسرع فى النظر فى الشكاوى والبت فيها حتى لا يعطل سير العمل.

كما علمت من مصدر موثوق منه فى الجهاز أنه قام بإعفاء الجهاز من مصاريف ” البوفيه ”  أى مصاريف المشروبات والمأكولات الخاصة برئيس الجهاز وضيوفه حتى يساهم فى التخفيف من أعباء الدولة ، فمعظم أجهزة الدولة بها ميزانية خاصة ” للبوفيه”  الذى بدوره يتعاقد مع أكبر المطاعم والكافيهات لتقديم أفخر المشروبات والمأكولات للمسئول وضيوفه ، وسابقا كان الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة من ضمن أجهزة الدولة المسموح لها بذلك قبل أن يلغيه المستشار / جميل  ويقرر أن يكون الإنفاق على ” البوفيه ” من جيبه الشخصى.

ولهذه النقاط المضيئة والإيجابية قررت أن أتوجه بالشكر للسيد المستشار الدكتور / محمد جميل وأتمنى أن يقتدى به جميع المسئولين بالدولة وليس فقط كبار المسئولين بل أيضا جميع موظفى الدولة ، يجب أن يتعلموا منه كيف يكون المسئول ذو الضمير الحى ففى الوقت الذى يعمل فيه قاض ذو شأن على درجة وزير كمعالى المستشار / جميل  لصالح المواطن ولكى لا يعطل سير العمل ووقت الناس يقوم أحد صغار الموظفين بالجهاز بتضييع وقت ومصالح الناس ورده الجاهز عندما يسأله موظف عن ورقه هو ” إيه يعنى بقالك كام شهر بتسعى فى الورق !  فى ناس بقالها سنة ولسه ما خلصتش ! ” !!  موظف صغير لا داعى لذكر اسمه يقبض راتبه ولا يعنيه أن هناك موظفين يعملون لشهور يعولون عائلاتهم وأطفالهم دون تقاضى رواتبهم لأن الأخ الموظف يحب أن يعطل الأوراق والمراكب السائرة !

وفى الختام أناشد السيد الوزير / محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية بالرقابة على صغار الموظفين فالفساد ليس فقط فى بعض المسئولين الكبار بل الفساد ممتد لبعض الموظفين الصغار اللذين يعطلون مصالح الناس ويظنون أنهم مختبئين فى مكاتبهم عن عيون الرقابة ، الفساد ليس فقط فى تقاضى الرشاوى الفساد يمكن أن يكون فى تعطيل مصالح الناس ووقت الدولة ، فالموظف الذى يعطل مصالح المواطنين مثله مثل المرتشى ، فكما يسرق المرتشى أموالا دون وجه حق يسرق الموظف الذى يعطل مصالح الناس أعمارهم ووقتهم أيضا دون وجه حق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى