سلايدر

“العامة للاستعلامات” ترصد نشاط الرئيس الخارجية لأفريقيا منذ 2014

استمع الي المقالة

 

أشرف أبو عريف

* 30% من زيارات الرئيس السيسي الخارجية من نصيب أفريقيا!

* (112) لقاء عقدها الرئيس مع قادة ومسئولين أفارقة زاروا مصر!

فى ظل رئاسة “الهيئة العامة للاستعلامات” الجديدة برئاسة السيد/ ضياء رشوان، أجرت الهيئة التحليل الكمي لزيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخارجية ولقاءاته الدولية مع زوار مصر من القادة والمسئولين منذ توليه رئاسة الجمهورية في الثامن من يونيو عام 2014، إلى الأولوية التي تحتلها علاقات مصر مع الدول الافريقية في السياسة الخارجية للرئيس السيسي.

كما تؤكد نتائج هذه الزيارات، ومضمون اللقاءات الدولية للسيد الرئيس على العديد من العناصر التي ترسخ معالم سياسة مصر تجاه أفريقيا ما بين ثوابت تفرضها معطيات الجغرافيا ووقائع التاريخ، وبين مستجدات تستوجبها حقائق الواقع ورغبة مصر في استعادة دورها ومكانتها اللذان ترسخا منذ ثورة يوليو 1952.

* 21 زيارة رئاسية لأفريقيا

في تحليل أعدته الهيئة العامة للاستعلامات لزيارات الرئيس السيسي الخارجية منذ تولى سيادته الرئاسة حتى الان، فقد قام سيادته بـ 21 زيارة لدول أفريقية – بما فيها الجولة الحالية  – أو من اجل مناسبات افريقية، من إجمالي 69 زيارة خارجية قام بها السيد الرئيس، بما يمثل أكثر من 30% من إجمالي الزيارات الرئاسية الخارجية.

 كما عقد الرئيس السيسي 112 اجتماعاً مع قادة وزعماء ومسئولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الثلاث الماضية من إجمالي 543 اجتماعا عقدها الرئيس مع زوار مصر من قادة ومسئولي دول العالم والمنظمات الدولية.

ويستعرض تحليل هيئة الاستعلامات موقع قارة أفريقيا، داخل أجندة الزيارات واللقاءات الرئاسية على مدار الثلاث سنوات الماضية، وذلك على النحو التالي:

سبع زيارات لأفريقيا في العام الأول للرئاســة

قام السيد الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2014 – 7 يونيو 2015 بــ 27 زيارة خارجيـة، كان نصيب القارة الأفريقية منها 7 زيارات، شملت دول: السودان (3 زيارات) – إثيوبيا (2 زيارتان) – غينيا الاستوائية (1 زيارة واحدة) – الجزائر (1 زيارة واحدة).

كما جاءت اجتماعات ولقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، ممن استقبلتهم القاهرة، لتؤكد على الأهمية الاستراتيجية التي توليها مصر للقارة الأفريقية.

فقد عقد السيد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 213 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 45 اجتماعا، شملت دول: اثيوبيا – السودان – جنوب السودان-المغرب – الجزائر- ليبيا – مالي- بوركينافاسو- الصومال- السنغال-جزر القمر- غينيا الاستوائية- تشاد – أفريقيا الوسطى- تونس – بورندي- رواندا- جنوب أفريقيا، وغيرها.

كذلك شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود تمثل: وزراء البيئة الأفارقة – رؤساء تحرير الصحف الأفريقية – وفد التليفزيون الاثيوبي – وفد الكوميسا، وغيرهم.

42 اجتماعا مع مسئولين أفارقة في العام الثاني للرئاســة

قام السيد الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2015 – 7 يونيو 2016 بـ 17 زيارة خارجية، كان نصيب القارة منها زيارتان إلى كل من اثيوبيا، وإلى الهند للمشاركة في قمة الهند – أفريقيا.

كما عقد السيد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زيارات لمصر، أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 175 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 42 اجتماعا.. شملت دول: اريتريا – زيمبابوي- مالاوي- موزمبيق- اوغندا- الجابون- النيجر-موريتانيا- نيجيريا- توجو- اثيوبيا – السودان – جنوب السودان – الجزائر- ليبيا – جزر القمر- غينيا الاستوائية- تشاد – بورندي- جنوب أفريقيا – المغرب- الكونغو الديمقراطية، وغيرها

كذلك شملت هذه اللقاءات اجتماعات مع وفود تمثل: رؤساء تحرير الصحف الأفريقية – وفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي- بنك التنمية الأفريقي- سكرتير عام تجمع الكوميسا- رئيس برلمان عموم أفريقيا – وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، وغيرهم.

12 زيارة لأفريقيا منذ يونيو 2016

قام السيد الرئيس في الفترة من 8 يونيو 2016 – 7 يونيو 2017 بـ 18 زيارة خارجية، كان نصيب القارة الافريقية منها (6) زيارات تضمنت المشاركة في: القمة الأفريقية في كيجالى، والقمة العربية – الأفريقية في مالابو، والقمة الأفريقية في أديس أبابا، وزيارات ثنائية لكل من السودان وأوغندا وكينيا.

(يضاف الى ذلك زيارة الرئيس السيسي لأوغندا في 22 يونيو الماضي لحضور قمة دول حوض النيل وكذلك حضور الرئيس القمة الالمانية – الافريقية فى 3/7/2017،  بالإضافة إلى الجولة الحالية التي يزور خلالها السيد الرئيس اربع دول افريقية هي تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد).

وعقد السيد الرئيس اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زيارات لمصر، أو من خلال المشاركة في مؤتمرات ومنتديات استضافتها مصر، بلغت 155 اجتماعا، كان نصيب القارة الأفريقية 25 اجتماعا.

ملامح سياسة مصر تجاه أفريقيا

اهتمام مصر بأفريقيا وبتعزيز العلاقات مع دولها والاهتمام بقضاياها لم يتوقف فقط عند المدلول الكمي لعدد زيارات السيد الرئيس، حيث يشير تحليل هيئة الاستعلامات لنتائج هذه الزيارات، ومضمون اللقاءات الدولية للرئيس مع زوار مصر من القادة والمسئولين الأفارقة، وكذلك تحليل تصريحات الرئيس السيسي في هذا الشأن الى استخلاص مجموعة من النقاط التي تمثل ملامح سياسة مصر بقيادة الرئيس السيسي تجاه افريقيا ومن بينها:

– إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقي، والاعتزاز بهويتها الأفريقية، انطلاقا من أن انتماء مصر لمحيطها الإفريقي يعد مكونا رئيسيا من مكونات “الهوية” المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية، وهو الأمر الذي أكدته نصوص وديباجة دستور 2014.

– يؤكد الخطاب السياسي للرئيس عبد الفتاح السيسي-  داخليا وخارجيا –  على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية واعتزاز مصر بانتمائها الأفريقي، من ذلك تأكيد سيادته على: “إننا عازمون على عودة مصر إلى مكانتها والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة في مواجهة التحديات المتربصة بنا، لا سيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة”.

– انفتاح مصر على القارة الأفريقية، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الأفريقية، بما يرسخ مكانة قارة أفريقيا، كأحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية.

– إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، وتبنى دور مصري فعال في مجال التنمية البشرية والاقتصادية، بحيث يمكن القول بأن شعار “الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي” أصبح إحدى الرسائل المصرية لدول القارة  من ناحية، والمنهج المصري في المحافل الدولية من ناحية أخرى.

– تعدد محاور ودوائر التحرك المصري على الصعيد القاري: منطقة القرن الأفريقي-  شرق أفريقيا – دول حوض النيل – دول وسط أفريقيا – دول الجنوب الأفريقي، دول غرب أفريقيا، وهو أمر أكدته زيارات السيد الرئيس لهذه الدول: السودان – اثيوبيا – كينيا – أوغندا – غينيا الاستوائية – تنزانيا – رواندا – الجابون – تشاد.

– تعدد وتنوع روابط وعلاقات مصر بمحيطها الأفريقي على المستويات الثقافية والإعلامية والدينية، فيما يمكن أن نطلق عليه منظومة ” الوحدة الحضارية”.

– حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على المشاركة في العديد القمم الأفريقية، منذ توليه الرئاسة في مصر عام 2014، والتي بدأها بحضور قمة مالابو. ولاشك أن هذا الاهتمام الرئاسي، قوبل بتقدير أفريقي تجلى في الدعم الأفريقي لتمثيل مصر للقارة في منصب العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، ورئاسة لجنة تغير المناخ في الاتحاد الأفريقي، وعضوية مصر في مجلس السلم والأمن الأفريقي، ودعم الاتحاد الأفريقي ترشيح السفيرة مشيرة خطاب كممثلة للقارة على رأس منظمة اليونسكو.

– لم يقتصر الحضور السياسي المصري على المساهمة النشطة في المنتديات والقمم الأفريقية، وحسب، وإنما امتد ليشمل كافة المشاركات والمنتديات الاستراتيجية الإقليمية والدولية مع قارة أفريقيا لعل أبرزها: قمة أفريقيا – الاتحاد الأوروبي ببروكسل في أبريل 2014، وقمة أفريقيا – الولايات المتحدة بواشنطن في أغسطس 2014، وقمة الهند – أفريقيا في أكتوبر 2015، ومنتدى الصين – أفريقيا في ديسمبر 2015، وقمة ألمانيا – أفريقيا في عام 2017.

– استضافت مصر العديد من القمم والمؤتمرات الأفريقية المهمة مثل: مؤتمر التكتلات الثلاث ( الكوميسا – السادك – شرق أفريقيا)- منتدى الاستثمار في أفريقيا  2016– اجتماع وزراء  دفاع دول الساحل والصحراء.

– استقبال القاهرة العديد من رؤساء أفريقيا: السودان، وجنوب السودان، والكونغو، وغينيا الاستوائية، وتشاد، وإفريقيا الوسطى، واريتريا، والصومال، وجيبوتي، وجنوب أفريقيا، وموريتانيا، والجابون، ونيجيريا، إضافة إلى عشرات الزيارات للوزراء والمسؤولين الأفارقـة لمصر، حيث حرص العديد من قادة الدول الافريقية على مشاركة مصر في مناسباتها المهمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة مثل المشاركة في احتفال تنصيب الرئيس السيسي، والمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ عام 2015 والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة.

– تتبنى السياسة المصرية – على الصعيد الأفريقي – مبدأ “المكسب للجميع” خاصة ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل، وهو الأمر الذي أكده – بجلاء – الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام قمة دول حوض النيل في عنتيبي، في يونيو الماضي بقوله: ” إن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وإن مصلحتنا المشتركة في الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا، أعظم وأكثر أهمية بكثير من أي اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة.. إن دول حوض النيل في أمس الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لمتابعة التعاون المشترك من أجل تحقيق تنمية مستدامة حقيقية تعمل على توفير حياة لائقة لشعوبها”.

– الدعم المصري – في أكثر من مناسبة – للأجندة الخمسينية للقارة الأفريقية، والمعروفة باسم “أجندة 2063″، حيث أكد الرئيس السيسي، أن “أجندة 2063″ ” تجسد آمالنا الأفريقية في تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية التي يستحقها مواطنونا، فضلًا عن دعم جهودنا الرامية لتعزيز الاستقرار السياسي والأمني في دولنا”.

– تعزيز دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كآلية مصرية – أفريقية لدعم القدرات البشرية في أفريقيا، سواء من خلال إيفاد الخبراء المصريين، واستقبال العديد من المتخصصين الأفارقة للتدريب في مصر في مجالات: التعاون القضائي، التعاون الشرطي، التعليم، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة، التعاون والتدريب الإعلامي.

– حرصت مصر عبر عضويتها بمجلس السلم والأمن الأفريقي، ومجلس الأمن الدولي وترأسها اللجنة المعنية بالتغيرات المناخية، على تبني القضايا الأفريقية، وسعت لدعم بنية السلم والأمن الأفريقي، وكثفت مصر مشاركتها في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام بالقارة، حيث استعادت موقعها ضمن أكبر عشر دول مساهمة في تلك البعثات.

 إن الجولة الأفريقية الحالية للرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تشمل دول: تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد. تمثل امتدادا طبيعيا لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا، في إطار من “انفتاح مصر على القارة”، كما تمثل – وما سبقها من تحركات مصرية إفريقيا – ترسيخا للحرص المصري على إعلاء شأن انتماء مصر الأفريقي، والاعتزاز بهويتها الأفريقية، ذلك أن انتماء مصر لمحيطها الافريقي، يتجاوز الأبعاد الجغرافية والتاريخية التقليدية، حيث يعد هذا الانتماء مكونا رئيسيا من مكونات “الهوية” المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا في تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى