سلايدر

التضخم يقفز في مدن مصر إلى 33% في يوليو مسجلا ثاني أعلى مستوى على الإطلاق

استمع الي المقالة
بائع فاكهة في الغردقة يوم 14 يوليو تموز 2017 – رويترز.

رويترز – أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يوم الخميس أن معدل التضخم السنوي في مدن مصر قفز إلى 33 ‬‬‬بالمئة في يوليو تموز من 29.8 بالمئة في يونيو حزيران مع تسارع وتيرة الإصلاحات الاقتصادية المؤلمة.

وهذا هو أعلى مستوى للتضخم في المدن منذ يونيو حزيران 1986 عندما بلغ 35.1 بالمئة وفقا لحسابات رويترز، كما أنه ثاني أعلى مستوى على الإطلاق منذ بدء تسجيل بيانات تضخم المدن عام 1958.

وعلى أساس شهري قفزت وتيرة تضخم أسعار المستهلكين في المدن إلى 3.2 بالمئة في يوليو تموز من 0.8 بالمئة في يونيو حزيران.

وقال البنك المركزي المصري يوم الخميس إن معدل التضخم السنوي الأساسي قفز إلى 35.26 بالمئة في يوليو تموز من 31.95 بالمئة في يونيو حزيران، مسجلا أعلى مستوى منذ أن بدأ البنك في تسجيل بيانات التضخم في 2005.

لا يتضمن التضخم الأساسي سلعا مثل الفاكهة والخضراوات بسبب التقلبات الحادة في أسعارها.

وقالت ريهام الدسوقي من أرقام كابيتال لرويترز “الزيادة هذا الشهر بسبب زيادة التكاليف على الشركات بعد ارتفاع أسعار المواد الخام وزيادة أسعار الوقود”.

وتأتي الزيادة في مستويات التضخم بمدن مصر بعدما رفعت الحكومة أسعار المواد البترولية في نهاية يونيو حزيران بنسب تصل إلى 50 بالمئة في ثاني زيادة خلال ثمانية أشهر. وزادت أسعار الكهرباء في يوليو تموز بنحو 40 بالمئة.

وقالت مؤسسة كابيتال ايكونوميكس للأبحاث ومقرها لندن “التضخم (في مصر) بلغ ذروته حاليا بفعل عدد من العوامل غير المتكررة التي ستتلاشي تدريجيا خلال الستة إلى التسعة أشهر القادمة… نعتقد أنه سيبدأ في الانخفاض بأسرع من المتوقع”.

وأضافت في مذكرة بحثية أن التضخم ربما يبدأ في الانحسار ويهبط لما دون العشرين بالمئة بنهاية 2017 مع تضاؤل تأثيرات تعويم العملة وهو ما سيتيح للبنك المركزي خفض أسعار الفائدة.

وخلال الأشهر القليلة الماضية رفعت الحكومة أسعار جميع السلع والخدمات التي تدعمها من وقود وكهرباء ومياه ودواء ومواصلات.

وقالت الدسوقي “الشركات غير قادرة على زيادة أسعارها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة حتى لا يتضرر الطلب أكثر من ذلك. أتوقع أن يتراوح معدل التضخم الشهر المقبل بين 32 و33 بالمئة”.

وأظهرت نتائج أعمال بعض الشركات الغذائية المقيدة في بورصة مصر تدهور أرباح الشركات خلال الربع الثاني من هذا العام بفعل قفزات معدل التضخم في البلاد وارتفاع أسعار الفائدة وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين.

لكن الشركات رفعت مصروفات البيع والتوزيع في محاولة منها لزيادة الترويج والإعلان من أجل الحفاظ على حصصها السوقية وتنشيط حركة المبيعات التي تراجعت بفعل انخفاض الشهية والقدرة الشرائية للمستهلكين جراء ارتفاع أسعار المنتجات والسلع.

ورفع البنك المركزي أسعار الفائدة الأساسية 200 نقطة أساس في أول يوليو تموز ليصل إجمالي رفع أسعار الفائدة إلى 700 نقطة أساس في أقل من تسعة أشهر وألف نقطة أساس في نحو عام ونصف العام.

كان التضخم بدأ موجة صعود حادة عندما تخلت مصر في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الماضي عن ربط سعر صرف الجنيه بالدولار، ورفعت حينها أسعار الفائدة 300 نقطة أساس بجانب زيادة أسعار المحروقات.

وقال آلان سانديب رئيس البحوث لدى نعيم للسمسرة في القاهرة “التكلفة مرتبطة بالدولار ولذا فإن (الشركات) ليس أمامها خيار سوى الإبقاء على أسعارها عند مستويات مرتفعة… الأمر بأكمله مرتبط بشكل أو بآخر بسعر الصرف.”

وتنفذ حكومة رئيس الوزراء شريف إسماعيل سلسلة إصلاحات اقتصادية منذ نهاية 2015 وحتى الآن سعيا لإنعاش الاقتصاد وإعادته إلى مسار النمو. وشملت الإصلاحات زيادة أسعار الطاقة والدواء والمياه وتحرير سعر الصرف وإقرار قوانين جديدة للاستثمار وتعديلات على قانون ضريبة الدخل وإقرار قانون ضريبة القيمة المضافة والموافقة مبدئيا على قانون للإفلاس.

ويشكو مصريون من بين ملايين يعيشون تحت خط الفقر من أنهم قد لا يجدون قوت يومهم بعد القفزات المتتالية في أسعار الوقود والدواء وأسعار النقل والمواصلات وخاصة مترو الأنفاق الذي يستخدمه ملايين المواطنين.

ورغم تحرك الحكومة لتخفيف وطأة الإصلاحات الاقتصادية بإجراءات من بينها زيادة الدعم لبطاقات التموين، يضج المصريون بالشكوى من الغلاء الطاحن الذي يلتهم الدخل ويعجزون معه عن تدبير احتياجاتهم الأساسية.

تقول أم عمر بائعة خضار وفاكهة في القليوبية “الأسعار غالية والناس لا تشتري زي الأول… مش عارفة أعيش… العيشة أصبحت صعبة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى