سلايدرسياسة

“العمامة العُمانية” تنقذ أسرة كويتىة !

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

قصة حقيقيه حدثت في الطريق من الكويت لمكة  المكرمة.. يروي أحد الكويتيين قائلا ، كنت وأسرتي قادمين بالسيارة من دولة الكويت في طريقنا لأداء مناسك العمرة تعطل معنا إطار السيارة فوقفت بجانب الخط السريع لتغييره ، ولكن للأسف وجدت أن الاطار الاحتياطي فارغاً من الهواء وكان الجوحاراً جداً وأنا اقف خارج السيارة.

العرق يتصبب مني وكنت ألوح للسيارات لتقف لي لكن دون جدوى. استمر الوضع على هذا الحال لمدة 3 ساعات تقريباً. حتى ارتفعت حرارة السيارة من جراء تشغيل المكيف وهي واقفة لفترة طويلة. فاضطررت إيقاف المحرك وعانت أسرتي الكثير من التعب والحر الشديد حيث كانت درجة الحرارة قد تعدت 50 درجة مئوية. وبدأ اﻷطفال بالصراخ مما جعلني أشعر بالخنق والغضب من الذين يعبروننا دون توقف.

وفجأة رأيت أحد السائقين يلوح لي ويصيح من الجانب الآخر من الخط المعاكس فقطعت الطريق رغم خطورته وذهبت لاقابله عند السياج الفاصل بين المسارين.

وجدته من الإخوة العمانيين فاعتذر لي لعدم استطاعته في الوصول إلينا نظراً لأن السياج يمنعه، وبعد أن أخبرته بوضعي وأن الناس لا يقفون لي.

خلع عمامته من رأسه وقال لي اخلع عقالك والبس العمامة حيث علمني كيف البسها قال لي سوف يقف كل العمانيين الذين يمرون بهذا الطريق. وبعد مغادرته لم أقتنع بالفكرة فأخذت عمامته وألقيتها على ظهر السيارة.

واصلت الوقوف والتلويح لايقاف السيارات لساعتين أخريين دون  فائدة فلم يكترث احدا لي ومن كثرة يأسي قلت لنفسي لماذا لا أجرب نصيحة العماني رغم اني لم اقتنع بها.

فأخذت الف العمامة في رأسي كما علمني وبدأت في التلويح للسيارات القادمة. وما هي إﻻ دقائق معدودة حتى وقف لي أحد السائقين العمانيين ثم آخر وآخر حتى وصل العدد إلى خمسة أشخاص !!

وبعضهم ترافقهم أسرهم وكان كل واحدا منهم يحضر لي إطاره الاحتياطي ويطابقه مع سيارتي فلا يتطابق.

ورغما عن عدم توافقه يظل واقفاً و لا يذهب وأثناء الإنتظار تبادلوا العصائر والمياه الباردة مع أولادي ومع بعضهم البعض حتى تخيلت  وكأنهم يتعارفون منذ سنوات ولم يتلاقوا.

كذلك حصل مع زوجتي وأوﻻدي عندما أخذتهم احدى العمانيات إلى سيارتهم المكيفة ﻷنهم كادوا يهلكون من شدة الحر.

وعندما وصلت السيارة السادسة تطابق الاطارمع سيارتي وبعدها رافقتني كل السيارات لأكثر من خمسين كيلومتر.

حتى وجدنا أحد محلات تصليح الاطارات فأصلحنا الاطار وبعدها ودعوا بعضهم البعض كما قاموا  بتبادل أرقام الهواتف وذهب كل منهم في حال سبيله ووجهته.

” يومها بكيت حتى تمنيت لو كنت عمانيا “

فالتحية والتقدير لكل العمانيين فهذه هي طبيعتنا وشيمتنا. فكان تعليق الصحيفة الكويتية  من أراد السفر عن طريق البر عليه أن يشتري عمامة عمانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى