إقتصاد

هل نشهد “فجر” جديد فى العلاقات المصرية الإيرانية بعد مشاركة وفد سينمائى مصرى فى مهرجان “فجر” الإيرانى؟!

استمع الي المقالة

326815_0

نوران عبدالمنعم

بحضور وفد سينمائى مصرى يضم مسعد فودة، نقيب السينمائيين، والمخرجين هانى لاشين وعمر عبدالعزيز ومدير التصوير، محمود عبدالسميع، إختتم مهرجان فجر السينمائى الإيرانى فعالياته التى أقيم فى الفترة من 25 إبريل الماضى حتى 2 مايو الجارى دورته الـ33 .

فلأول مرة منذ اندلاع الثورة الإيرانية منذ ما يزيد على الـ30 عاما يخصص المهرجان قسماً خاصاً للسينما المصرية، يعرض فيه مجموعة من أفلام المخرجين المشاركين ضمن الوفد المصرى.

ويثير عرض هذه الأفلام تساؤلات عديدة حول طبيعة ومستقبل العلاقات السينمائية المصرية – الإيرانية التى مرت بمنعطفات عديدة نتيجة العلاقات السياسية المتوترة طوال السنوات الثلاثين الماضية.

ورغم أن الجانب الإيرانى لا يضع محظورات على المشاركات المصرية فى مهرجاناته السينمائية، إلا أن المهرجانات المصرية تتعامل غالبا مع السينما الإيرانية بمنظور أمنى، لذلك تشارك أفلامها فى مهرجان القاهرة عاما وتستبعدها إدارات المهرجان أعواما أخرى.

قال الدكتور محمد عفيفى، رئيس المجلس الأعلى للثقافة: إن زيارة الوفد السينمائى الموجود فى إيران لحضور مهرجان فجر غير رسمية ولا تمثل مصر أو وزارة الثقافة، وإنه لا يعرف أى معلومات عن هذا المهرجان.

وأضاف «عفيفى»: المشاركات والتمثيل الرسمى لمصر فى أى تظاهرة فنية أو مهرجان فى أى دولة فى العالم، لابد أن يكون من خلال وزارة الثقافة أو المجلس الأعلى للثقافة، لكن زيارة الوفد الحالى لا نعلم عنها شيئا». وتابع: الأفلام السينمائية لاتتبع وزارة الثقافة، وعن عرضها هناك والتطبيع السينمائى يُسأل فيها وزارة الخارجية المصرية، لأن الأفلام المشاركة هناك أو التى ستعرض لم تصدر من المركز القومى للسينما ولم تتم الموافقة على مشاركتها منه أو صندوق التنمية الثقافى، لذلك الموضوع لايعنى وزارة الثقافة».

وواصل: مهرجان القاهرة السينمائى ليس تابعاً للمجلس الأعلى للثقافة وليس لنا دخل فى مسألة قبول الأفلام أو رفضها، لأنه هيئة مستقلة ويشرف عليه مكتب الوزير، فالمهرجان الذى يتبعنا هو مهرجان سينما الطفل».

وشدد عفيفى على أن مهرجان الطفل لم يتلق طلبا إيرانيا بالمشاركة فيه، ولو كنا تلقينا الطلب كنا سنناقش الأمر مع الوزارة، لأن فى هذه الحالة الوزارة هى من تقرر هذا».

ويقول المخرج شريف مندور، عضو مجلس إدارة نقابة السينمائيين ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة السينما: إن زيارة الوفد المصرى جاءت بدعوة شخصية.

وأضاف «مندور»: «هناك الكثير من المهرجانات ترسل دعواتها بعيدا عن وزارة الثقافة، فأنا عدت اليوم من ألمانيا من مهرجان بعنوان (أفلامنا) وليس لوزارة الثقافة أى علاقة بمشاركتى فيه، فهناك كثير من المهرجانات المشاركة فيها تكون بعيدا عن الرسميات، أما وزارة الثقافة فتمتلك المركز القومى للسينما، وهو الجهة الوحيدة التى تتعامل مع أغلب المهرجانات مباشرة، وهو الممثل للحكومة». وأضاف: «زيارة مسعد فودة وعمر عبدالعزيز، حتى إن كانت نقابية، فالنقابة عمل أهلى وليست عملا حكومياً، وغير تابعة لأى من الوزارات، فلها قوانينها ولوائحها التى تنظمها، لأن كل أعمالها تخص السينمائيين فقط، وإنما تنظم قوانينها الحكومة فقط، ولكنها ليست مشرفة عليها ولا تمولها». وواصل: «لا أعلم إن كانت الزيارة رسمية أو غير رسمية، فهى ليست الزيارة الأولى لهم، فنحن ذهبنا إلى إيران من قبل وكنا وفد أكبر وكانت الدعوة من وزارة الثقافة الإيرانية للتبادل الثقافى والتعرف على السينما الإيرانية». وتابع: وظيفة الفن والرياضة عموما التقريب بين الشعوب والحكومات، وإذابة الجليد السياسى بينهم، حتى لو كانت هناك مشاكل كبيرة، فالرياضة والفن هما أهم الحلول لهذه المشاكل.

ويقول الفنان سامح الصريطى، القائم بأعمال رئيس اتحاد النقابات الفنية، وكيل أول نقابة المهن التمثيلية: إن الموضوع يخص نقابة المهن السينمائية، مشيراً إلى أن الموضوع خاص بالسينما والذى يختص به النقيب مسعد فودة.

ويقول المخرج عمر عبدالعزيز أحد أعضاء الوفد إنه لاتوجد أفلام مصرية مشاركة فى المهرجان، مشيرا إلى أن الدعوة وجهتها إليه إدارة المهرجان وليس وزارة الثقافة الإيرانية.

ويقول الناقد السينمائى طارق الشناوى إن ذهاب وفد مصرى للمشاركة فى مهرجان سينمائى إيرانى يدعونا للقول إنهم ممثلين للسينمائيين المصريين.

وأضاف «الشناوى»: «وجود مسعد وعمر على رأس وفد أمر طبيعى، فهو يعبر عن كيان شعبى اسمه نقابة السينمائيين وليس الدولة، لأن وزارة الثقافة لا تعبر عن السينما، لكن مسعد فودة يعبر عن كل السينمائيين، مثلما يعبر يحيى قلاش عن جميع الصحفيين، وبالتالى المسألة واضحة بشكل كبير وهى أننا لابد علينا ألا نخلط الأمور بمعنى أن السينما الإيرانية أصبحت من أهم السينمات فى العالم، وبالمناسبة تعتبر فاكهة المهرجانات، ففى مهرجان “كان” الأفلام الإيرانية هى التى تثير الضجة والجدل، وأيضا مهرجان برلين فى فبراير الماضى فيلم (تاكسى) للمخرج جعفر بناهى هو الذى حصل على الدب الذهبى».

وتابع: «لا أستطيع أن أحرم نفسى من الاضطلاع على هذه السينما القوية ومشاهدتها، ففى مصر وفى الدورة السابقة لمهرجان القاهرة السينمائى الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى (ميلبون) وهو إيرانى الجنسية، لذلك لاتوجد أى مشكلة من ذهاب السينمائيين والصحفيين هناك وهذا الكلام ينطبق على تركيا وقطر».

وواصل: «فى هذه الأيام أصدر وزير الأوقاف قراراً بمنع الشيوخ والأئمة من الذهاب فى رمضان إلى ثلاث دول وهى قطر وتركيا وإيران، لأنه من المتعارف عليه أن مصر من أقوى وأهم الدول فى تلاوة القرآن الكريم فدائماً ما يذهب شيوخنا إلى هناك لتلاوة القرآن وإحياء ليال فى دول العالم المختلفة، فالوزير بما لديه من صلاحيات قام بمنعهم من الذهاب، فنحن ضد خلط الأمور السياسية بأى أمور أخرى ونحن ضد عدم عرض المسلسلات التركية بمصر، لأن على الناس أن تختار».

وقالت المخرجة نيفين شلبى إن مهرجان «الفجر» يعتبر من أكبر المهرجانات للأفلام الوثائقية فى إيران، مشيرة إلى الوفد السينمائى المصرى يمثل السينمائيين المصريين. وأضافت «شلبى»: «إن السينمائيين من حقهم المشاركة فى أى مهرجان إذا لم يصدر بيان رسمى يحذر فيه من التعامل سينمائياً معه، وزيارتنا إلى إيران لاتوجد فيها مشاكل فنية وثقافية، فالأفلام المصرية دائما ما تشارك هناك والأفلام الإيرانية تشارك فى مصر».

وتابعت: «وزارة الثقافة المصرية لم تصدر بياناً رسمياً بتحذيرنا من المشاركة فى المهرجانات الإيرانية، فدائمًا مشاركتنا فى المهرجانات تكون من خلال 4 طرق الأولى الحقيبة الثقافية عن طريق المركز القومى للسينما ووحدة المهرجانات، والثانية عن طريق البريد السريع بإحدى شركات الشحن، والثالثة عن طريق الإنترنت، والرابعة عن طريق مندوب للمهرجان فى مصر، فهذه هى طرق المشاركة العامة فى أى مهرجان بالعالم».

وشددت شلبى على أنه لاتوجد أزمة فى مشاركة السينمائيين المصريين فى مهرجانات إيرانية، لكن المشكلة فى المشاركة بمهرجان إسرائيلى.

هذا.. ما جاء بالزميلة “المصرى اليوم” الأول من الشهر الجارى، فهل مشاركة وفد سينمائى مصرى فى مهرجان “فجر” السينمائى الإيرانى بداية لـــ “فجر” جديد فى العلاقات المصرية الإيرانية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى