سلايدر

جائزة السلطان قابوس “للثقافة والفنون والآداب” همزة الوصل بين المثقفين والمفكرين

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

تسعى سلطنة عُمان دوماً إلى تفعيل أدوات الدبلوماسية الناعمة والتي يعد المجال الثقافي والمعرفي أحد أدواتها وآلياتها الناجحة، وذلك بغية تعزيز التعاون والتواصل بين المثقفين والمفكرين والمبدعين بين سلطنة عُمان وغيرها من مختلف دول العالم.

وتطبيقاً لهذا المسلك العُماني، احتضنت القاهرة لقاءات تعريفية بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، شهدتها المحافل والأروقة الثقافية في مصر ومنها المجلس الأعلى للثقافة وكلية الآداب بجامعة عين شمس.

تهدف سلطنة عُمان إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي، وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد وتكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني اضافة الى تأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا، في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية.

 وتنفيذاً لذلك، احتضن المجلس الأعلى المصري للثقافة بمقره بدار الأوبرا المصرية اللقاء التعريفي بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب المخصصة هذا العام في دورتها السادسة للعرب ككل والذي نظمه مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

قدمت الدكتورة عائشة بنت سعيد الغابشية مديرة مكتب الجائزة خلال اللقاء نبذة تعريفية عن الجائزة بشكل عام وأهدافها ومعاييرها والاشتراطات الخاصة لكل مجال من مجالاتها الثلاثة في الدورة الحالية لكل فرع فيها وهي مجال الدراسات الاقتصادية ، ومجال التصميم المعماري ومجال النقد الأدبي، وذلك لضمان وصول فكرة الجائزة للمهتمين .

وأكد الدكتور علي بن أحمد العيسائي سفير السلطنة المعتمد لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أن الهدف من إقامة اللقاء هو تقديم لمحة بسيطة عن جائزة السلطان قابوس التي تعتبر حلقة وصل بين الثقافة العمانية والعربية والإنسانية بشكل عام، مشيراً إلى أن الجائزة لها أفرع ثلاثة هذا العام تتمثل في الاقتصاد والفنون المعمارية والنقد الأدبي ، ومؤكدا أن المرور على مصر ضمن سلسلة ندوات التعريف بالجائزة في غاية الأهمية لأنها الدولة الأعمق في التأثير ثقافيا في الوطن العربي.

وقد أعرب الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للثقافة عن فخره لاستضافته الندوة التعريفية للجائزة في دورتها الجديدة لما تقدمه من إسهام عظيم في سير حركة الثقافة ووصل ثقافات الدول العربية ببعضها البعض.

وقال إن دعم المجالات الثقافية يساهم في تعزيز التقدم الحضاري لأي دولة على مستوى العالم وهذا الاهتمام يتمثل اليوم في سلطنة عمان التي تحاول جاهدة إعلاء قيمة العلم، وبين أن مكانة الدول تقاس بعلمائها ومدى تقدمهم العلمي مؤكدا أنه بالعلم يبني الناس مجدهم ومنح الجوائز ودعم المبدعين هو خطوة في طريق إعلاء القيم الثقافية.

كما أكد بدر بن محمد بن راشد المسكري مدير مكتب مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم أن الجائزة جزء من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم الذي تم إنشاؤه في ٢٠٠٢ لتقديم الدعم للمراكز الثقافية داخل السلطنة وخارجها.

وكانت كلية الآداب بجامعة عين شمس استضافت في وقت سابق لقاءً تعريفيا حول جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب تحت رعاية الدكتور عبد الوهاب عزت رئيس جامعة عين شمس وحضور الدكتورة سوزان القليني عميدة الكلية وعضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ووكلاء الكلية وأعضاء هيئة التدريس.

وأشادت الدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب بجامعة عين شمس بحرص أعضاء مكتب الجائزة على التعريف بشكل مباشر بها وشرح مجالاتها من خلال التواصل الشخصي في الدول العربية وإقامة الندوات واللقاءات التعريفية بهدف إحاطة أكبر عدد من الخبراء والأكاديميين والمثقفين بمجالات الجائزة هذا العام.

الجدير بالذكر أن جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب والتي قضى المرسوم السلطاني رقم (18/2011) بإنشائها، منحت في دوراتها الخمس الماضية لخمسة عشر مثقفًا وفنانًا وأديبًا عمانيًا وعربيًا بواقع خمسة عشر مجالاً متفرعًا عن الآداب والفنون والثقافة وهي: الدراسات التاريخية، وقضايا الفكر المعاصر، الدراسات التربوية، والدراسات في مجال اللغة العربية، والرسم والتصوير الزيتي، والموسيقى، والتصوير الضوئي، والخط العربي، والقصّة القصيرة، والشعر العربي الفصيح، والتأليف المسرحي، وأدب الطفل.

وتعد جائزة السُلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب – وفق ما هو مقرر لها؛ جائزة سنوية، يتم منحها بالتناوب دورياً كل سنتين؛ بحيث تكون تقديرية في عام؛ يتنافس فيها العُمانيون إلى جانب إخوانهم العرب، وفي عام آخر للعُمانيين فقط.

ويتولى تنظيم سير العمل بالجائزة “مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم”، وذلك من حيث تحديد فروع الجائزة، والإعلان عن فتح باب الترشح ، وموعد إغلاقه، وتشكيل لجان الفرز والتحكيم ومواعيد إعلان النتائج، وتسليم الجائزة. وتؤول الجائزة وآلية تنفيذها إلى مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى