موقع عُمان الاستراتيجي يعزز فرص التنويع الاقتصادي

مهند أبو عريف

مستفيدة من موقعها الجغرافي المتفرد وضمن توجهاتها نحو التنويع الاقتصادي تسعى سلطنة عُمان إلى ريادة جديدة تكون فيها مركزا عالميا لتخزين النفط ومشتقاته.

إذ تتميز سلطنة عُمان بموقعها الاستراتيجي الفريد، وبيئتها المتنوعة، وشواطئها الطويلة على المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عمان والخليج ، وبجبالها وصحاريها وسهولها ، وقد حباها الله بموارد وثروات عديدة، تسهم بشكل متزايد في تنويع مصادر الدخل القومي ، والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للعائدات الحكومية.

وانطلاقا من ذلك تسعى الحكومة العُمانية جاهدة إلى جعل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مركزا لوجستيا إقليميا متطورا وقادرا على تنشيط حركة النقل والتجارة بين منطقة الخليج والعالم من حولها، إلى جانب إتاحة الفرصة لاستثمارات عديدة ومتنوعة في عدة مجالات، سواء للتكامل مع المناطق الصناعية الأخرى في السلطنة، أو للاستفادة من الموقع المتميز للمنطقة.

وتنفيذاً لتلك الاستراتيجية، منحت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الشركة العمانية للصهاريج (أوتكو) إحدى الشركات العاملة تحت مظلة شركة النفط العمانية الذراع الاستثمارية للحكومة العُمانية في قطاع النفط والغازـ  حق الانتفاع بالأرض لتشييد محطة تخزين النفط برأس مركز.

وتعد هذه الاتفاقية استثمارا أمثل للموقع الجغرافي للسلطنة حيث إن رأس مركز التي تقع على بعد نحو 70 كم جنوب مركز ولاية الدقم تقع قبالة المحيط الهندي الأمر الذي يجعلها قريبة من اقتصادات ناشئة تعتمد صناعاتها على الاستخدام الكثيف للطاقة.

كذلك فإن الاتفاقية التي تمنح الشركة العمانية للصهاريج حقوقا حصرية لتخزين النفط الخام ومشتقاته في مساحة تبلغ 1253 هكتارا تنص على تطوير منطقة رأس مركز على خمس مراحل رئيسية تتضمن إنشاء خزانات لتخزين النفط الخام ومشتقاته وإنشاء منصات عائمة لاستيراد وتصدير النفط، ومرفأ بحري لقوارب القطر وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال وتصدير النفط بأطوال تتراوح بين 5 كم و7 كم.

كما سيتم أيضا إنشاء محطة لضخ النفط إلى الخزانات الأمر الذي يفتح منفذا جديدا لتصدير منتجات سلطنة عُمان من النفط والمشتقات البترولية إلى العالم الخارجي.

ومثلما تمثل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم محور ارتكاز للتنويع والنمو القادم للاقتصاد الوطني العُماني، فإن مثل هذه المشاريع المبتكرة تعد من معززات هذا النمو والأسس التي ينبني عليها استمرارية مسيرة التنمية.