مهند أبو عريف
تحافظ سلطنة عُمان على تقاليدها وقيمها المتوارثة باعتبار التراث والمحافظة عليه من ثوابت ومرتكزات المجتمع، وفي كل مناسبة ويختص المجتمع العُماني بخصوصية متفردة تميزه عن الكثير من المجتمعات العربية.
ومع حلول أيام عيد الفطر المبارك، تشهد سلطنة عُمان “هبطات العيد” وهي عبارة عن أسواق تقليدية تقام بمناسبة العيد على مساحات مفتوحة من الأراضي أو تحت ظلال أشجار النخيل والمانجو والغاف أو بالقرب من القلاع والحصون وتشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين والسياح.
وتعتبر من التقاليد العمانية العريقة التي تقام قبل العيد وتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية، ويحرص العمانيون على التوافد اليها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان استعدادا للعيد.
وتبدأ فعاليات سوق الهبطات في جميع المحافظات والولايات العُمانية قبل 10 أيام من العيد وتستمر إلى ما قبل العيد بيوم واحد. ويختلف موعدها من ولاية إلى أخرى.
وتمثل هبطة العيد أول أفراح العمانيين بعيد الفطر المبارك خاصة الأطفال الذين يحرصون على حضورها وهم يرتدون أجمل ما عندهم من الملابس، كما تعد تلك الهبطات فرصة للمربين لبيع مواشيهم بأسعار جيدة حيث يحرص العديد من المواطنين على شراء صغار المواشي والمعروفة باسم (المواليد) لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة بـ (العرسية) وهي وجبة تؤكل عادة قبل الذهاب إلى مصليات العيد تتكون من الأرز واللحم ويضاف إليها السمن البلدي.
ومن بين المشتريات التي يحرص العمانيون على شرائها من الهبطات السمن البلدي العماني و(عيدان المشاكيك) المصنوعة من جريد النخيل و(خصفة الشواء) المصنوعة من سعف النخيل إلى جانب الحطب وشراء السكاكين والأدوات المستخدمة في ذبح وتقطيع لحوم العيد وأوراق الموز التي تستخدم في لف (لحم الشواء) قبل وضعها في (التنور) إضافة إلى شراء العسل والتوابل والمكسرات والحلوى العمانية التي تعتبر جزءا مهما وأساسيا ومن واجبات الضيافة العُمانية خصوصا في الأعياد والمناسبات.
كما تشهد العديد من الهبطات بيع الأسلحة التقليدية الخفيفة التي يتزين بها الذكور بمختلف أعمارهم مثل البنادق والخناجر والعصي والأحزمة التقليدية والسيوف والملابس العمانية مثل (المصار والكميم).