سلايدر

ظلام الأسر يخيم على ذكرى النكبة

استمع الي المقالة


كتبت د.نعيمه أبو مصطفى
في إطار الفعاليات الخاصة بإحياء ذكرى نكبة فلسطين فى العام 1948 أحيت الجبهة العربية المشاركة للمقاومة الفلسطينية بالتعاون مع مركز يافا للدراسات ولأبحاث هذه الذكرى اليوم الاثنين الموافق 15-5-2017 بمقر المركز بالقاهرة. وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة لقاءات تهتم بالشأن العربي يقيمها المركز بصفة منتظمة.

قدم الندوة الدكتور رفعت سيد أحمد رئيس مركز يافا، الذي سرد أحداث النكبة متوقفاً عند بعض محطات النضال الفلسطيني، ومعرفاً الهدف الاستراتيجي للندوة المتمثل في التركيز على أبجديات الصراع العربي-الصهيوني، مطالباً بإحياء ذكرى الشهداء والمناضلين في هذا اليوم وكل يوم، مؤكدا على دور المثقف في إحياء التاريخ الصحيح حتى لو تنازل السياسي لأن القضية الفلسطينية تمثل قضية الظلم عبر التاريخ الإنساني.

تحدث المؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين عن ذكرى الهزيمة ومرارتها، وارجع الهزيمة إلى عدة اسببها أهمها تفكك الجيوش العربية تحت خمس قيادات أدت إلى القضاء على كل جيش عربي منفصل عن الآخر نتيجة أنظمة عربية خاضعة للاستعمار ، وبنية تحتية للشعوب مشوهه.

وصاغ عبد القادر سبب أخر للنكبة وهو أن جيش العصابات الصهيونية كان حوالي 68 ألف مقاتل محترف ومسلح بذخيرة ذات تقنية متقدمة، في حينه، وان الجيوش العربية لم ترسل قوات تتناسب مع تعداد هذه العصابات، حيث بلغ تعداد الجيش العربي حوالي عشرون ألف مسلحون بعتاد سيء لا يرقى لمواجهة هذه العصابات.

دافع ياسين عن الاتهامات الموجهة إلى تسليح الجيش العربي في العام 1948 حيث اتهم البعض أن الأسلحة فاسدة وقال عبد القادر هذا غير صحيح لأن محاكمات يونيو العسكرية برأت كل من شارك في صفقة الأسلحة، واستشهد ياسين بما قاله مصطفى بهجت بدوى بأن هناك مدفع أو اثنين انفجرا بفعل حرارة الجو وهذا أمر طبيعي ووارد الحدوث في اى معركة.
هاجم عبد القادر الأنظمة العربية الحالية المتعاونة مع الاحتلال، وما يسمى بالتنسيق الأمني وأشار ياسين إلى أن استخدام مثل هذا المصطلح خاطئ لأن التنسيق الأمني يتم بين ندين متساوين بينهما تعاون لكن ما تقوم به السلطة الفلسطينية هو حماية الاحتلال وتقديم المقاومين للاحتلال والإرشاد عنهم مستشهدا بما أعلنه ماجد فرج عن إحباط مئتان محاولة اعتداء على العدو الصهيوني وكأنه عمل قابل للفخر.

كما هاجم ياسين ما قام به أبو مازن مؤخراً من قطع رواتب موظفي قطاع غزة قائلاً أنهم تلقوا أوامر من أبو مازن بعدم الذهاب إلى عملهم ثم قام بقطع رواتبهم حتى يشكلوا وسيلة ضغط على حماس في محاولة للقضاء على المقاومة الفلسطينية بالكامل لإرضاء العدو الصهيوني، واستنكر ما يقوم به عباس من العودة إلى طاولة المفاوضات والجلوس مع ترامب لتحديد لقاء مع نتنياهو بدون شروط لإنهاء الاحتلال، حيث كان السبب في توقف المفاوضات هو عدم إفراج الاحتلال عن الدفعة الرابعة من صفقة الأسرى وعدم تحديد موعد لإنهاء الاحتلال بشكل نهائي والانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية، والآن يعود عباس لطاولة المفاوضات دون شروط.

كما تحدث الكاتب الفلسطيني رجب أبو سرية عن تاريخ المقاومة الفلسطينية المستمر عبر عمر القضية، واستنكر فرحة عباس بلقاء ترامب، وتصريحات ترامب الشاذة حول نقل سفارة العدو إلى القدس.

حذر أبو سرية من محاولات أبو مازن لقبر المقاومة الفلسطينية التي أجبرت الاحتلال على الانسحاب بعد الانتفاضة الأولي، وطالب رجب باستمرار الحفاظ على سلام المقاومة.
لخص الكاتب صلاح زكي أحمد كتاب بن جوريون المؤسس الفعلي لدولة الاحتلال الذي صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 2000 في 900 صفحة وهذا الكتاب يحكى يوميات الحرب خلال الفترة 47-1949 أي منذ قرار تقسم فلسطين حتى اتفاقية الهدنة.
طالب السفير السابق محمد كريم أول سفير مصر لدى السلطة الفلسطينية بضرورة اتخاذ إجراءات عملية لحماية حياة السري والحفاظ على المقاومة، وصياغة الدروس المستفادة من النكبة وتلافيها، حث على ضرورة التواصل مع الإعلام لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية والحفاظ عليها على رأس الأولويات العربية والدولية.

قدم الدكتور خالد سعيد أستاذ اللغة العبرية بمركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق قراءة للأعلام العبري وعدم ترحيبه بزيارة ترامب المزمعة خلال أيام.

وفى ختام الندوة تحدث الأسير المحرر الدكتور محمد أبو سمرة عن ظلام سجون الاحتلال وقال أبو سمرة انه خاض تجربة الإضراب عن الطعام مرتين وهي أيام صعبة جدا حيث يتم تجريد الأسير من كل متعلقاته وحبسه في زنزانة قذرة بها حشرات وتفتيشه يوميا خمس مرات، وكيف يفقد السير صحته وسمعه وبصره بعد الأسبوع الثالث من الإضراب يدخل في مرحلة حرجة جداً، وبعد فك الإضراب يكون الأسير قد أصيب بعدد من الأمراض الصعبة التي قد تستمر معه مدي الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى