نهج عُماني فريد … بالبحث العلمي تبنى الأمم
مهندأبو عريف
يشكل البحث العلمي أحد ثوابت النهوض بالأمم، فالبحث العلمي هو أحد مقومات الحياة، بل هو العمود الأساسي في تطور المجتمع، وهو بذرة صناعة المستقبل، فالبحث العلمي وحده قادر على مواكبة التطور وصناعة المستقبل، حيث يسعى الإنسان من خلاله إلى معرفة مدى تطور الحياة، فهناك دول لا تمتلك موارد طبيعية، لكنها كرست العمل من خلال استراتيجيات تهتم بالبحث العلمي واتبعت أساليبه ومناهجه، فغدت تمتلك المعرفة ونمت اقتصادياً وعسكرياً واجتماعياً، وأصبحت فاعلة في المشهد الدولي.
وقد أدركت القيادة السياسية الحكيمة دور العلم والبحث العلمي، حيث أكد السلطان قابوس على أهمية العلم والمعرفة، وضرورة متابعة مستجداتهما بكافة السبل المتاحة بذهن متقد على أساس من التدبر والتجربة؛ ودعا إلى تحفيز الهمم للإضافة الجيدة في هذا المجال؛ مدركاً أن العلم والبحث العلمي هما المنطلق الصحيح لكسب المعارف ونيل الخبرات والمهارات بما يمكِّن هذه الأجيال والأجيال القادمة من الإسهام إسهاماً فاعلاً في خدمة وطنها ومجتمعها وتلبية متطلبات التنمية على بصيرة وهدى، لذا أولى التعليم عناية تامة؛ فأنشأ المؤسسات الحكومية التي تعنى بجوانب التَّعليم والبحث العلمي.
وعلى مدار ثلاثين عاماً رفدت جامعة السلطان قابوس المجتمع العُماني بالكثير من الكوادر الوطنية في شتى مجالات العلم والمعرفة، وهو ما يتواصل مع منحة السلطان قابوس لعدد من الأبحاث العلمية الاستراتيجية التي تفيد المجتمع وتوطن المعرفة فيه، فقد فازت 7 بحوث علمية استراتيجية بدعم السلطان قابوس وذلك لدورها في خدمة المجتمع والنهوض بالقطاعات المختلفة للدولة.
كما تم الإعلان عن استحداث منحة جديدة مشتركة بقيمة 80 ألف ريال عماني بين جامعة السلطان قابوس وجمهورية جنوب إفريقيا لتقديم الدعم للمشاريع البحثية بما لا يزيد على ثلاثة آلاف ريال عماني للمشروع الواحد، على ألا تتجاوز مدة المشروع البحثي عامًا واحدًا.
ولا شك أن الدعم المستمر من قبل القيادة السياسية في سلطنة عُمان للبحوث الاستراتيجية والتي بلغت أربعمئة وخمسون ألف ريال عماني لعام 2016 تمثل إضافة لبنة جديدة من لبنات التنمية العلمية التي تؤتي ثمارها في مختلف جوانب التنمية والبناء، ليصل إجمالي تمويل المشروعات البحثية من قبل السلطان قابوس بين عامي 2001ـ 2016 حوالي 7.8 مليون ريال عماني.
ولا شك أن إقامة مؤسسات علمية وتعليمية رفيعة المستوى في سلطنة عُمان، تمثل خطوة كبيرة على الطريق الصحيح لاستيعاب العقول المواطنة المؤهلة من ناحية والعمل على تفريخ أجيال جديدة من العلماء، وهي المنظومة التكاملية التي بين التعليم والعلم والاستثمار في المستقبل وتحقيق التنمية الوطنية.