سلايدرسياسة

الاف المسيحيين في القدس في ختام أسبوع الآلام

استمع الي المقالة

جثت سميرة حليم (52 عاما) القبطية المصرية أمام قبر المسيح الذي أعيد ترميمه حديثا تطلب شفاعته ليحمي عائلتها وأحبتها بعد هجومين لتنظيم الدولة الاسلامية على كنيستين في مصر أحد الشعانين اسفرا عن 45 قتيلا.

وسارت سميرة مع آلاف المسيحيين في طريق “درب الآلام” احياء لذكرى صلب السيد المسيح في شوارع القدس القديمة المحتلة، في الموقع حيث تم صلبه قبل دفنه وقيامته بحسب المعتقدات المسيحية.

وقالت سميرة بصوت حزين والدموع في عينيها بينما كانت تحمل قائمة باسماء اقربائها محاولة الحفاظ على موقعها قرب القبر وسط ازدحام خانق للحجاج، “هذا المكان المقدس بركة كل الاماكن المقدسة”.

واضافت تعليقا على الهجوم على كنيستي طنطا والاسكندرية، “فراق الاحباب صعب جدا، لكنهم شهداء وهم يشفعون لنا، نحن نصلي من أجلهم. استهداف الاقباط وقتلهم يزيد من إيماننا”.

وقال طارق أبو غرفة من “مركز الحياة”، “ازداد عدد المسيحيين القادمين من كل انحاء العالم وفق ما علمنا من الأديرة، لكن للأسف لم يحضر مسيحيو الضفة الغربية وفضلوا احياء الذكرى في مدنهم، ولم يصل احد من غزة”.

وحمل الزوار في مسيرتهم التقليدية صلبانا كبيرة وصغيرة وأيقونات بالاضافة الى اعلام دولهم، وانشدوا التراتيل في حين حمل الكهنة مباخرهم.

وعند دير نيفسكي الروسي قبل الدخول الى كنيسة القيامة توقفت مجموعة من الراهبات الروسيات ووضعن لوحة تمثل المسيح مكللة بالورود، توقف عندها الحجاج الارثوذكس لتقبيلها.

وقال رجل الاعمال سيرغي اليكسوفيتش (62 عاما) “أحضر كل عام للحج في عيد الفصح، هذا المكان يجمع كل مسيحيي العالم وهنا أشعر بسعادة عظيمة”.

يشار الى ان اعداد المسيحيين الفلسطينيين تشهد تراجعا كبيرا منذ عدة عقود.

وتقدم مسيرة الكاثوليك العرب شبان الكشافة وتسابق مسيحيو القدس على حمل صليب كبير.

ومرت بجانبهم مجموعة من الهنود الكاثوليك الذين غطوا رؤوسهم بقلنسوات حمر.

وشكلت اعادة فتح موقع قبر المسيح للزيارة حدثا مميزا خلال احتفالات الفصح بعد تسعة اشهر من أعمال الترميم التي تم خلالها ازاحة بلاطة الرخام التي تغطي القبر للمرة الاولى منذ عام 1810 على أقل تقدير.

وقام خبراء يونانيون بترميم القبر الذي تقرر إثر نشوب حريق في المكان، ليكشفوا لونه الأصلي الاصفر المائل الى الاحمر.

وبحسب التقليد المسيحي، فان جثمان المسيح وضع في مكان محفور في الصخر بعد أن صلبه الرومان العام 30 او 33 ميلادية. ويؤمن المسيحيون بحسب الانجيل بان المسيح قام من بين الاموات، وان نسوة قدمن لدهن جثمانه بالزيت بعد ثلاثة ايام على دفنه فوجدن القير خاليا.

وتعتبر كنيسة القيامة التي دشنتها الملكة هيلانة والدة الامبراطور الروماني قسطنطين الكبير العام 335 ميلادية، من أقدس الاماكن بالنسبة للمسيحيين.

ويحتفل بأسبوع الفصح وسط اجراءات امنية اسرائيلية مشددة مع تعالي الصراخ والتدافع بين افراد الشرطة والزوار الراغبين في الوصول الى كنيسة القيامة.

ونشرت الشرطة الالاف من عناصرها وأغلق الجيش الضفة الغربية ومنع دخول الفلسطينيين الى القدس واسرائيل خلال الفصح اليهودي الذي بدأ في 10 نيسان/ابريل ويستمر حتى 17 منه.

وقال اسحق عابدين (68 عاما) تاجر التحف الفنية في شارع الدباغة المؤدي الى كنيسة القيامة “كان الحجاج يأتون من كل أنحاء العالم قبل عام 1967. في العهد الاردني لم يمنعوا احدا. كانت الناس تدخل بسهولة، وكانت أعدادهم أكبر”.

واعتقلت الشرطة ثلاثة شبان من سكان البلدة القديمة حاولوا المرور وبينهم قاصر، بحسب مراسلة فرانس برس.

وتوفيت بريطانية في القدس الجمعة اثر اقدام فلسطيني على طعنها.

احتلت اسرائيل القدس الشرقية وضمتها سنة 1967 ثم أعلنت في 1980 القدس برمتها “عاصمة ابدية” لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

ويتطلع الفلسطينيون الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم العتيدة.

المصدر : فرانس 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى