الهوية الثقافية تعزز التنمية الاقتصادية والبناء المستدام في سلطنة عُمان
مهند أبو عريف
مع ضرورة الاهتمام بكافة الجوانب التنموية في سلطنة عُمان، سواء كانت اقتصادية أو تكنولوجية أو عمرانية، تظل الهوية الثقافية العُمانية هي الأساس الذي تنبني عليه استدامة العملية التنموية، حتى أن استمرارية أي عمل نهضوي مرهونة بانبثاق هذا العمل من القيم التي ينبني عليها المجتمع وهويته الثقافية.
وإذا كان البعض من المؤرخين والمثقفين يرون أن الثقافة بعيدة عن الأمور الاقتصادية بأرقامها ومعادلاتها، الأمر الذي ينسحب على الاهتمام بها من الناحية الاستثمارية، فلا شك أن هذه النظرة قصيرة المدي، فالاستثمار في الثقافة بات من الصناعات الاقتصادية المربحة.
فاقتران الجانب الثقافي بالعملية التنموية يجعل من هذه الأخيرة ركناً أساسياً في بناء نهضة شاملة يمضي قطارها متنقلاً في محطات يزداد تطورها بازدياد عمر تجربة البناء.
وفي الحاصل الأخير لا يمكن الفصل بين التنمية الاقتصادية الشاملة والتطور الحضري دون محددات الهوية الثقافية للمجتمع.
وبالنظر إلى العديد من التجارب التنموية وفي مقدمتها سلطنة عُمان، فإنها تتمتع بالعديد من المقومات التراثية والثقافة التي تكونت من حضارة ضاربة في عمق التاريخ.
ومن هنا فإن السلطنة من الدول المؤهلة لتعزيز الاستثمار في الثقافة، بشرط إدارة هذا الاستثمار بطريقة مثلى، الأمر الذي يؤتي ثماره على مختلف القطاعات شريطة الاتجاه إلى أفكار إبداعية كاجتذاب صناع السينما العالميين لإنتاج أعمال مستمدة من تاريخ السلطنة أو التصوير على أراضيها، وأيضا الاتجاه إلى مشاركة فعالة في حركة النشر العالمية بل والدخول في إنتاج أعمال ثقافية وفنية تستند إلى الإرث الكبير من التراث المادي وغير المادي الذي تزخر به سلطنة عُمان.