زادة يصدح في ذكرى استشهاد الإمام موسى الكاظم
بقلم : حميد حلمي زادة
أم تُراني لسْتُ المُبَوَّأَ حالا
جِئْتُ أسعى إلى رِحابِكَ شوقاً
فأضِفني يا ضائفاً أجيالا
يا عظيما لوَّى الخطوبَ عِناناً
انتَ بالصبر قد سَمَوتَ جلالا
قد عبَدتَ الالهَ حقّاً يقيناً
وتواضَعْتَ بلْ سَهُلْتَ مَنالا
آلُ طه هم سادةُ الدينِ نصَّاً
هم حمانا نوُدُّهم إجلالا
ما عرِفنا لآلِ أحمدَ وَهناً
قادةُ الخيرِ والثِّقاةُ مَقالا
سَيدي ايها العظيمُ مقامَاً
دُمْتَ عَوناً للطالبينَ نَوالا
كاظمَ الغيظِ ما أفَلْتَ إماماً
ولواءً يستنهضُ الأبْطالا
أنتَ عينُ البصيرِ ترنُو رؤُوفاً
وتواسي العِبادَ جُودَاً توالى
فالمطاميرُ للعُيونِ جُفُونٌ
ومَعينُ الكرامِ يَروي الجِبالا
لم يَخَلْ هارونُ وهو انتقامٌ
أن بَدْراً هو التَّمامُ اغتالا
لم تُغيِّبْهُ ظُلمةُ السِّجنِ نُكراً
وقِبابُ السُّراةِ خيرٌ مِثالا
تلكَ بغدادُ تزدهي كبرياءً
وهي بالكاظِمَين صَرحٌ تَلالا
آهُ يا سيدي الامامُ المُفدّى
أنتَ صوتٌ بالتضحياتِ تعالى
قد جعلتَ السجونَ مأوى اطِّهارٍ
لأُناسٍ خاضُوا الحياةَ ضلالا
وأنَرْتَ القلوب حبّاً ورِفقاً
فغدا ساجِنُوك طِيْبا خِصالا
كيف يَجفُون ابنَ طه عفيفاً
كاظمُ الغيظِ والصبورُ احتمالا
أرْكعَ السِّجنَ والحديدَ حبيساً
تلكَ أصفادُهُ انتَصَبْنَ نِضالا
ايها الطاهرُ الذي انت نورٌ
يا حِمى الدينِ والهَصُورَ فِعالا
لم تمالِ الطغاةَ مُلكاً عضوضاً
فتقلَّبْتَ في السُجونِ انتِقالا
وجعلتَ السُّجودَ أُنْسَكَ يا مَنْ
زُجَّ في غيهبِ السجونِ نَكالا
وبطامُورةٍ تقصُّ علينا
كيفَ أنَّ الطغامَ غالُوا الكمالا
آلَ طه وفاطمٍ وعليٍّ
وسراةُ الانامِ نَهجا حَلالا
يوم نادَوا ونعشُكَ الطُّهْرُ أرضاً
يا موالُون :َ كاظمُ الغيظ زالا
ما صدقتمْ يا قاتِلينَ إماماً
إنَّ موسى سمّمتُمُوهُ اغتيالا
فارقتْ روحُهُ الحياةَ شهيداً
فغدا قبرُهُ مَعيناً زُلالا
ينهلُ الظامئونَ مِنهُ ارتواءً
ويطُوفون بالضريحِ ابتهالا
آلُ طه دامُوا مَدارسَ وحيٍ
فهم الشمسُُ لن تغيبَ ارتِحالا