وزير البترول يشيد بمستقبل الغاز فى مصر ويتجاهل إستيراده من إسرائيل بحوالى 20 مليار دولار !
مهند أبو عريف
في كلمتة خلال مؤتمر دول حوض البحر المتوسط الدولى التاسع للبترول والذى يعقد حالياً بمدينة رافينا الإيطالية، أكد وزير البترول طارق الملا أنه تم فى السنوات القليلة الماضية اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في منطقة البحر المتوسط والتى تعد نتيجة رحلة طويلة بدأت فى أوائل السبعينيات وقد تم تعزيز هذه الجهود مع تحقيق أحدث الاكتشافات العملاقة في مصر فى المياه العميقة بالبحر المتوسط ” حقل ظهر” باحتياطيات تصل الى 30 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويعتبر أكبر كشف للغاز الطبيعى على الإطلاق في البحر المتوسط، فضلا عن كونه واحداً من أكبر اكتشافات الغاز في العالم ،حيث فتح المجال لامكانية تحقيق إكتشافات أخرى، مما يحفز شركات البترول العالمية على زيادة الاستثمار في مجال استكشاف الغاز في مناطق الامتياز بالمياه العميقة المجاورة لحقل ظهر .
غير أن صحف ومواقع مصرية قد تناولت خبر زيارة وفد من شركة إسرائيلية إلى مصر أمس الأول الأحد لبحث تفاصيل تصدير الغاز من إسرائيل على أساس اتفاق مبدئي تم توقيعه عام 2015.
ونقلت التقارير المصرية عن مصادر قولها إن الوفد التقى بشركة دولفينوس القابضة المصرية (غير حكومية) التي ستستورد الغاز، وبحث معها تفاصيل الكميات، كما بحث مد خط أنابيب من إسرائيل إلى مصر بتكلفة نصف مليار دولار تقريبا.
ونسبت التقارير اتفاق الغاز إلى المجموعة الإسرائيلية المطورة لحقل تمار، وقالت إن الحديث يدور عن تصدير الغاز من الحقل إلى شركة دولفينوس لفترة 15 عاما بتكلفة تتراوح بين 15 مليار دولار وعشرين مليار دولار، وبكميات إجمالية قدرها ستون مليار متر مكعب.
وكانت دولفينوس قد وقعت في عام 2015 اتفاقين منفصلين لاستيراد الغاز الإسرائيلي، أحدهما مع المجموعة المطورة لحقل تمار، والآخر مع المجموعة المطورة لـحقل لفيتان.
وعلى الصعيد الرسمى، قالت وزارة البترول المصرية في ذلك الوقت إنها ليست طرفا في الاتفاق، لكنها أوضحت أنها لا تعترض عليه وستفتح الباب للشركات الخاصة الراغبة في استيراد الغاز من إسرائيل.
وقد وقعت شركة دولفينوس -التي تقول تقارير مصرية إنها مملوكة لرجل الأعمال علاء عرفة – اتفاقها المبدئي مع مجموعة تمار الإسرائيلية في عهد وزير البترول المصري آنذاك شريف إسماعيل الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء.
يذكر أن مصر تحولت في السنوات القليلة الماضية من مصدر للغاز إلى مستورد نتيجة الانخفاض الكبير بالإنتاج المحلي وارتفاع الطلب، وكانت قد باعت الغاز لتل أبيب بموجب عقد لمدة عشرين عاما ولكن الاتفاق انهار عام 2012.
وقد أعلنت المجموعة المطورة لحقل تمار مؤخرا أنها بدأت تصدير الغاز إلى الأردن، وهي أول صادرات غاز من إسرائيل ولدى الأردن اتفاق آخر لاستيراد الغاز الإسرائيلي من حقل لفيتان من المتوقع أن يبدأ تنفيذه في عام 2019 عند بدء الإنتاج من الحقل.