إقتصاد

صناعة السياحة.. أحد آليات الاستراتيجية العُمانية للتخطيط

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

يتمثل المردود الاقتصادي للمشاركات العُمانية في الفعاليات السياحية بالخارج، ليس فقط في الترويج للمنتج السياحي العماني، وإنما أيضا في رفد القطاع السياحي ببيانات جديدة تساعد القائمين على هذا القطاع والمهتمين بتطويره في وضع الخطط والاستراتيجيات لتنميته.

فقد انعكس حرص السلطنة المتوالي على المشاركة السنوية في الفعاليات السياحية العالمية، وعلى رأسها بورصة سوق السفر والسياحة العالمي ببرلين إيجاباً على القطاع السياحي عبر تبادل المعلومات والأفكار بين الشركات العمانية ونظيراتها من الشركات العالمية، الأمر الذي أسس لقاعدة متينة من العلاقات تجسدت في ارتفاع السياحة الوافدة، وكذلك إجمالي الإنتاج السياحي.
فوفقاً لبيانات عام 2015 الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فإن إجمالي عدد الزوار الوافدين إلى السلطنة في عام 2015م بلغ نحو 2.6 مليون زائر، مرتفعا بذلك ما نسبته 88% مقارنة بعام 2011. كما سجل إجمالي الإنتاج السياحي ارتفاعا بنسبة 3.9% مقارنة بالعام السابق ليصل إلى 1.26 مليار ريال عماني، كذلك ارتفعت نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2015 حيث بلغت 2.8% ، بعد أن كانت هذه النسبة 2.2% عام 2014.

تشير الإحصائيات إلى أن السوق الأوروبي بشكل عام والسوق الألماني بشكل خاص يعتبران من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لسلطنة عُمان، حيث زادت نسبة أعداد السياح القادمين من السوق الألماني في نهاية عام 2016 مقارنة بنفس الفترة من عام 2015 ما يزيد عن 9%، كذلك زيادة أعداد السياح عن طريق السفن السياحية بنسبة 47% في نفس الفترة السابقة.

ولا شك أن صناعة السياحة بشكل استراتيجي مفيد تستند على مثل هذه البيانات وتفرض على القائمين على القطاع السياحي متابعة احتياجات هذه الفئة من السياح والتي تشكل الشريحة الأكبر من إجمالي السياحة الوافدة بالسلطنة، مع وضع هذه الاحتياجات والخدمات التي يحتاجونها في الاعتبار عند التخطيط لأي مشروع سياحي، مع رسم خريطة للأسواق التي يمكن أن ترفد السياحة الوافدة بالمزيد من الزوار ودراسة احتياجات القادمين من هذه الأسواق لوضعها في الاعتبار عند التخطيط. كذلك فإن قراءة البيانات الخاصة بإنفاق السياح تساعد في التخطيط لفتح أسواق جديدة.

فضلاً عن أن التخطيط القائم على المعلومات والبيانات هو الضمانة الأكبر لاستمرار منحى الصعود في المؤشرات السياحية، وهو العامل الأساسي في تحقيق التوقعات بفترة ازدهار غير مسبوقة للقطاع السياحي العُماني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى