أشجان الريحانة 6 (س)
بقلم : حميد حلمي زادة
ضميرِيَ أمْسِكْ لا إخالُكَ تَسْعَدُ
وثَمَّ حِدادٌ حاسِرٌ فيهِ أحمدُ
رآى فاطِماً رَهْنَ المنُونِ صَريعةً
وقد تركتْ بيتاً يُضامُ ويُضْهَدُ
رآى فاطماً تشكُو الديارَ وأهلَها
مُسائِلةً : ما للأنامِ تجَمَّدُوا
فهُم غادروا بابَ النّجاةِ مَعارِفاً
الى بَدَلٍ خاوٍ وحُكْمٍٍ يُشرِّدُ
فوا أسفاً أينَ الحصافةُ والنُّهى
أَيُتْرَكُ رَبّانٌ ويُقصَدُ مِقْوَدُ ؟!!
رآى ألَماً أردى البَتُولَ حزينةً
وليس يُواسِيها حُشُودٌ وذُوَّدُ
فقد سُلِبَتْ حقّاً وإرثاً مؤكّداًْ
وداهمَ سُكْناها العنيدُ المُعَرْبِدُ
كأنْ لم يَكنْ بيتُ الزكيّةِ مَسجِداً
ومنزِلَ قرآنٍ بَناهُ مُحمدُ
وكانَ بهِ يدعُو النبيُّ مُصلّّياً
على آلهِ شكراً يقُومُ ويَسْجُدُ
صلاةٌ بها قدراً يزيدُ ويرتقي
أُولُو الأمرِ مَنْ همْ بالمودَّةِ مُجِّدُوا
فهم عترةُ الهادي و عِلمُ محمدٍ
ولمْ يختلفْ في ذا الصديقُ ولا العَدُو
لقد حيَّرَ الآفاقَ حُسْنُ خِصالِهِم
وهم سادةُ الأرضِ الذين تزهَّدُوا
فيا زفَراتِ القلبِ واسِي محمداً
بفقدِ ضَنَاً كانتْ كاُمٍّ ُ تَوَدَّدُ
سقتْ أحمداً عندَ النوائبِ بلسماً
لِتنصُرَ ديناً بالمكارمِ يَصعَدُ
كما أعلنتْ حقَّ الوصيّ مثابةً
ولم تخشَ جِلوازاً يَصيحُ ويُزْبِدُ
وماتتْ فِدا الحقّّ الجَلِيِّ مُناصٍرا
إمامَ زمانٍ بالتُّقى هو أمجَدُ
أحاطَ بهِ أهلُ الضلالةِ دَيدَناً
غداةَ شِقاقٍ عارمٍ ليسَ يُحمَدُ
سلامٌ على الزهرا البتولِ شهيدةً
لقد نطقتْ حقّاً ونادَتْ ألا اهْتَدُوا
فما غَيرُ نبراسِ الهدايةِ ملجأٌ
سِوى بَدَدٍ يا اُمَّةَ الخيرِ فَارشُدُوا
إمامُكُمُ نَفْسُ النبيِّ مجاهِدٌ
يُنيرُ لكم نهجَ الحياةِ ويُرشِدُ
اُحذِّرُكُمْ مِمّا يُخافُ سِياسةً
هو الظلمُ أنْ يَهدِي العِبادَ مُهَدِّدُ
بِطانتُهُ خانُوا وصيّةَ أحمدٍ
وحارِسُهُ وَزْغٌ وعِلْجٌ و”قُنفُدُ”
لذلكَ زهراءُ النُبُوّةِ أنكَرتْ
حُكومةَ أحلافٍ أتَواْ ما يُفَسِّدُ
أَبانَتْ وقالتْ خُطبةً نبوّيَّةً
فَلانَ لها قلبٌ يَرِقُّ وعُبَّدُ
وَضجَّ لها اهلُ الدّرايةِ والتُّقى
بُكاءً وآهاً فالمُحَدِّثُ أحمدُ
بياناً وإفهاماً تسوقُ كلامَها
ومطلبُها أنْ يَستنيرَ مُؤيِّدُ
ولكنّ من سنَّ الجفاءَ إراعَها
وآلَمَها عَسفاً يجورُ ويُجهِدُ
ففارقتِ الدنيا وغُيّبَ قبرُها
وإنّ ثرى اُمِّ الأئمةِ سُؤدَدُ
يُنيرُ هُدى المُستمسِكينَ بحقِّها
ففاطمةٌ نهجٌ يجودُ ومَسجِدُ
يُسبِّحُ في أكنافِهِ كلُّ مؤمنٍ
تمسَّكَ بالقُربى سبيلاً يُشيِّدُ
على ألمِ الزهراءِ أسبِلُ دمعتي
فمحنتُها عِبْرَ الزمانِ مُخلَّدُ
لقدَ قطعوا أوداجَها يوم كربلا
وذلك لمّا في السقيفةِ مهَّدُوا
وهم هضَمُوا إرثَ النبيِّ تُراثَها
وسارَ بِذا ظلمُ الورى يتَجدّدُ
وصارَ فَعالَ المارقينَ فِعالُهمْ
إلى اليومِ نيرانٌ وقهرٌ ومِفصَدُ
فيا بئسَ أهواءٌ أمَضّتْ حياتَنا
وَما ضامَنا أمسٌ يُخبّئهُ الغَدُ
الى الله ندعو أنْ يُعَجِّلَ دولَةً
تقيمُُ لنا عدلَ الولايةِ تُنجِدُ
يُسَدِّدُنا سبطُ النبيِّ مسيرةً
عليه سلامُ الله سبطاً يُوَحِّدُ
ففي دولةِ المهديِّ قُرةُ أعيُنٍ
تُكحِّلُ أنظارَ الهداةِ وتُسعِدُ
لفاطمةٍ بُشرىً هناكَ عظيمةٌ
وكلُّ ظُلاماتِ العبادِ تُبَدَّدُ