أشرف أبو عريف
بنبضات قلب دامية، ونزيف لدمعات العيون لما أصاب “محروسة” الدنيا من إهدار وتبديد وإحراق لمليارات العملات الصعبة مع سبق الإصرار والترصد علي مدار سبعة عقود تقريبا بعدما كان الجنيه المصري “liver de egypt” يتسيد الجنيه الإسترليني والجنيه الذهب وبالتالي سائر سبائك العملات، إلا أن عيون “أمينة” الوزارة الوليدة الثاقبة وإرادتها التي لم تنزف بفعل أظافر طيور الظلام أدركت، بل كانت تدرك كسفيرة فوق العادة للدبلوماسية المصرية، أنه آنَ الآوان لتصحيح مسارات تحويلات المصريين في الخارج لتصب في قلب “تحيا مصر”. وعبر شرايين وأوردة ذكية ذات صمامات محكمة جيداً، تُنشَّئْ الورش المهنية القائمة الآن بالفعل مع مصر الخير في بعيض المحافظات وغيرها لإعداد عامل مصري عصري لوأد الهجرة اللاشرعية، وبعد أن تُقام المصانع العملاقة في أرجاء التي كانت “أم الدنيا” تتغير الأمور لإعادة مصر الوئام لمكانتها مجدداً ” أد.. وأم.. وأبو” الدنيا..
وعليه، أمس التقت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اليوم عدد من سفراء دول العالم، علي أول مائدة مستديرة بأحد فنادق القاهرة، لبحث سبل تبادل الخبرات حول خدمة المواطنين بالخارج، وذلك بحضور السيد عمرو طه رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة فى مصر، و السفير نبيل مكي مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية، وعدد من وكلاء ممثلي التنمية فى مصر السيدات والسادة.
يأتي هذا اللقاء فى إطار تحقيق أقصي استفادة للمواطنين فى الخارج، وبحث سبل دعم خطط الحكومة فى المبادرات التى تطلقها للاستفادة من خبرات المواطنين فى الخارج، ومناقشة حقوقهم، وطرح رؤى للإستفادة من تجارب الدول المختلفة فى تشجيع مواطنيها بالخارج فى للمشاركة السياسية.
واضافت مكرم أن مصر تعتبر واحدة من أعلى بلدان متلقية للتحويلات المالية في العالم من المهاجرين التى تؤثر بشكل إيجابي كبير على الاقتصاد المصري، إلا أن هذه الاضافة تم استخدامها لأغراض استهلاكية وليس من أجل الأنشطة الاستثمارية طويلة ومتوسطة الأجل، لهذا ظهرت الحاجة إلى تعزيز التحويلات واستخدام المدخرات “للاستثمارات المنتجة عن طريق الاقتصاد المحلى وتوليد فرص العمل والتشغيل والتي بدورها سوف تسهم أيضا فى منع الهجرة غير الشرعية للشباب.
واشارت وزيرة الهجرة إلى أنه منذ عام ونصف مضت، تم إنشاء وزارة لشؤون الهجرة والمصريين بالخارج لهدفين رئيسيين، تنقلوا فى توفير الخدمات والرعاية للفئات المهاجرة وتسخير إمكانات القوة المهاجرة للتنمية بالداخل، ومنذ ذلك الحين، اتخذنا خطوات هامة نحو تحقيق تلك المهمة بما في ذلك تنفيذ العديد من الأنشطة ، بالإضافة إلى الزيارات الميدانية للمصريين بالخارج في بلدان المقصد الرئيسية في أستراليا ,الأردن ,الكويت ,الإمارات , البحرين ، إيطاليا، المملكة العربية السعودية , الولايات المتحدة , الدنمارك , السودان , كندا , إثيوبيا , نيوزيلندا. أطلقنا عددا من المبادرات لتعزيز مشاركتها في دعم التنمية في جميع الأنحاء ومجالات متعددة .
وأوضحت أن هذه المبادرات تمثلت فى “شهادة بلادى الدولارية “، و مساهمة الأطباء المقيمين في الخارج في مساعدة المصريين المحتاجين لعناية طبية ، بالاضافة لمبادرة “أولادك سندك يا مصر” التى يساهم فيها الخبراء والعلماء الذين يعيشون في الخارج في مشاريع وطنية تختص بتمنية مركز قناة السويس، والطاقة لدعم الحلم النووي، بالإضافة ايضاً الأهتمام بملف المرأة المصرية المغتربة حيث ان المرأة تحمل على عاتقها جزءمن تنمية مجتمعات المغتربين بالخارج ودعم البلد.
واستكملت حديثها قائلة :” شاركت في عدة زيارات ميدانية ، تبين لى من خلالها أن الجاليات المصرية المهاجرة ترغب في إقامة حوار مع الحكومة المصرية من أجل تمكين المشاركة الملموسة في تطوير البلاد، والمساهمة في تنمية بلادهم مصر ، وما نحتاج اليه لمعالجة كل هذه التحديات” مؤكدة أن تمكين المصريين المهاجرين أمر هام للمشاركة في تنمية وطنهم مع تعزيز الأثر الإيجابي للهجرة على التنمية الشاملة أيضا ، ووضع منهج مؤسسي عبر وزارة الهجرة للتواصل معهم وربطهم بالجهات الحكومية.
وذكرت أنه من خلال التنسيق الكامل مع وزارة الخارجية تم بذل كافة الجهود للوصول الى الاهداف الوطنية ، والتي تشمل على وضع السياسات والتقدم التشريعي والتنسيق المؤسسي لتحقيق المشاركة الملموسة، مشيرة إلى أن تحقيقا لهذه الغاية ، نسعي إلى تطوير برنامج وطني حول الهجرة والتنمية ، لتحقيقه والتي سوف يترتب عليه وضع استراتيجية بشأن إشراك المغتربين من أجل التنمية، و تحسين القدرات الوطنية لبناء دليل على الهجرة المصرية وتأثيرها، و تطوير وتنفيذ مبادرات ومشاريع ملموسة تهدف إلى تعزيز التنمية المحلية والوطنية من خلال المشاركة الأجنبية من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة ، وتعزيز التجارة ومبادرات كسب العقول في قطاعات اقتصادية محددة ، والتعاون مع منظمة الهجرة الدولية.
واختتمت كلمتها بأنها تشارك الاسبوع القادم في مؤتمر لرعاية المهاجرين بالسودان كضيف شرف رئيسي لتبادل الخبرات.
ومن بين المحطات المشاركة..
* المنظمة الدولية للهجرة!
من جانبها، قالت ثيوتا غرازاداني مسؤلة برامج قسم تنقل العمالة والتنمية البشرية المنظمة الدولية للهجرة إلى أهمية استراتيجية دمج المصريين بالخارج بأحدث السبل العلمية والطرق المتبعة للقضاء على الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع الحكومة المصرية والبرلمان ومنظمة الهجرة الدولية،
واكدت على أهمية بناء قاعدة بيانات وأنشطة لمكافحة الاتجار بالبشر وبناء القدرات من أجل ملاحقة مهربي المهاجرين وسبل تبادل المهارات والمعرفة.
* المكسيك!
سفير المكسيك:”أطلقنا مبادرة ٣ في ١، لتشجيع المواطن المكسيكي بالخارج على التبرع بدولار نظير دولار من الحكومة ودولار من المجتمع المدني لتطوير مدنهم”
بدأ جوزا اوكتافيو سفير المكسيك الحديث بنبذة تاريخية عن الهجرة من المكسيك قائلا :”ازدادت ظاهرة الهجرة في السبعينات ولذا هي تعد ظاهرة حديثة، ازدادت حدتها عند حدوث الأزمة الإقتصادية المتفاقمة في الثمانينات والتسعينات”.
وأوضح أن ٩٧٪ من المكسيكيين المغتربين يعيشون بالولايات المتحدة الإمريكية، عندما وقع الحادث الارهابي ٩ سبتمبر ٢٠٠١ ، أصبحت سياسات الهجرة داخل أمريكا أصعب، وأصبح عبور الحدود الإمريكية المكسيكية أمر فى غاية الصعوبة، فما كان على المكسيكيين المقيميين بالولايات المتحدة الامريكية الا البقاء بها وانفصلوا عن عائلتهم بالمكسيك.
وأشار إلى أن المكسيك تنظر دائماً إلى قدرات مواطنيها بالخارج مناظرة لما تحتاجه البلد وتعمل على الربط بين خبراتهم بالداخل، خاصة وأنها تملك ١٢ مليون مغترب، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من تواجد اتحاد للمكسيكيين بالخارج هو خدمة مصالحهم وربطهم بالقنصليات في الدول المقيمين بها.
وأضاف أن المكسيك أطلقت مبادرة ٣ في ١، حيث تقوم بتشجيع المواطن المكسيكي بالخارج على التبرع بدولار نظير دولار من الحكومة ودولار من المجتمع المدني لتطوير مدنهم، وقد تم من خلال هذا البرنامج اطلاق أكثر من ٢٠٠٠ برنامج تنمية بدعم ٢٧٪ من تبرعات المغتربين.
واختتم حديثه قائلا تجمع المكسيك معلومات عن أبنائها المغتربين عن طريق القطاع القنصلي حيث يقوم المكسيكيين بتسجيل أنفسهم بالقنصلية عند السفر وذلك للتأكد من بقاءهم على صلة بالمكسيك وولائهم لها، مشيرا إلى أن المكسيك تشجع أبنائها المغتربين على استثمار أموالهم داخل المكسيك في مجال التعليم.

* أيرلندا!
نائب رئيس البعثة الايرلندية:ايرلندا تتبني العديد من الاستراتيجيات لدمج مهاجريها بالخارج ومن أشهر هذه البرامج، برنامج DIASPORA “جمع الشتات”
قال فينسنت هيرليهاي نائب رئيس البعثة الايرلندية إن ايرلندا تتبني العديد من الاستراتيجيات لدمج مهاجريها بالخارج ومن أشهر هذه البرامج، برنامج DIASPORA “جمع الشتات” والذي يقوم على سياسة التواصل الفعال مع جميع المهاجرين بالخارج وكل من يحمل دماء أو أصول إيرلندية بميزانية 11 مليون يورو لدعم المغتربين والتواصل معهم بكافة أجيالهم وتوفير الدعم المباشر لهم على المستوى المحلي والعالمي لتعزيز روابط الصلة مع الوطن الام.
وأضاف نقوم بتنظيم معسكرات شبابية لهم في ايرلندا، ونعمل دائما جاهدين علي تجديد اواسر التواصل والتعامل مع التحديات المعاصرة، مشيرا إلى أن أمريكا حصل بها العديد من العلماء ذو الاصول الايرلندبة علي جائزة St.patrich للتميز العلمي في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
وأشار أنه من الناحية الدبلوماسية فاننا لانرغم اتحادات المغتربين علي التسجيل الرسمي بالقنصليات ولكننا نعمل دائما علي توفير سبل الدعم والمساعدة لهم ونقدم لهم ايضاخدمة اعلامية متطورة