زيارة روحانى للقاهرة
علاء عريبى
كنا نتمنى أن تكون الرحلة الأولى لحسن روحانى رئيس الدولة الإيرانية إلى القاهرة، قبل أن تكون لدولتى عمان والكويت، وكنا نتمنى كذلك أن تكون القاهرة هى معبر الحكومة الإيرانية إلى منطقة الخليج.
ففى ظنى أن زيارة الرئيس الإيرانى حسن روحانى لدولتى عمان والكويت، تعد فرصة يجب استثمارها لإعادة النظر فى العلاقات المصرية الإيرانية، خاصة وأن هذه الزيارة جاءت اثر رسالة من دول الخليج الست إلى إيران، حيث أكد روحانى فى تصريحات له نقلتها وكالة «إرنا» الإيرانية: «بأن الدول الست فى منطقة الخليج قامت فى الآونة الأخيرة بإرسال رسالة لنا عبر الكويت بشأن حل سوء الفهم ورفع مستوى العلاقات ونحن رحبنا بمبدأ الرسالة، وسيتم خلال زيارة اثنين من الدول الأعضاء فى مجلس التعاون تبادل وجهات النظر فى هذا المجال».
للأسف الأنظمة المصرية لا تدير الملف الإيرانى بشكل يخدم على مصالحها، صحيح أمن منطقة الخليج من أمننا، وأن مواطنى بلدان الخليج هم أهل وأشقاء وإخوة، لكن هذا لا يعنى أننا نتعاطى مع هذا الملف بعقلية مراهقة، مصر منذ سنوات طويلة اختارت سياسة الصغار وقامت بقطع العلاقات مع إيران، وتبنت فكرة المخاصمة المذهبية التى رفعتها دولة المملكة العربية السعودية، وارتضت موقف التابع، وارتبطت سياستها بما تعلنه دول الخليج، وتحديدا بما تمرره المملكة العربية السعودية.
والذى تابع وسائل الإعلام المصرية المختلفة خلال السنوات الماضية وحتى الأسبوع الماضى، يكتشف أن معظم الكتابات المناهضة لدولة إيران تدور حول هاجسين أساسيين دينيين، الأول: وهو الخلاف المذهبى، والثانى: هو الخوف من المد الشيعى.
واختزلت الكتابات والتصريحات فيما ينفر المسلم من المسلم المخالف له فى المذهب، مثل: سب الصحابة، واتهام السيدة عائشة بالخيانة، وغيرها مما يؤذى مشاعر العامة، ويكرس للكراهية ويشجع على العنف اللفظى: التكفير، البدنى: الإرهاب.
النظام المصرى يبرر قطع علاقته بدولة فى حجم إيران بسبب اختلاف المذهب، والخوف من المد الشيعى، فى الوقت الذى يقيم فيه نفس النظام علاقات مع الكيان الصهيونى، ومع بلدان تتبنى ديانات غير كتابية، مثل الهند، والصين، واليابان، وكوريا وغيرها، وتقيم علاقات مع بلدان ملحدة، مثل روسيا.
لقد حان الوقت لكى نفكر بشكل يخدم على مصالحنا الاقتصادية والسياسية بما لا يؤذى أشقاءنا فى الخليج، مصر يجب ان تفكر فى السياحة الإيرانية التى قد تعوض السياحة الروسية بشكل كبير، السياحة الترفيهية، والثقافية، والسياحة الدينية المتمثلة فى زيارة أضرحة آل البيت: الحسين، والسيدة، فكما يزور اليهودى جبل موسى فى سيناء، وبيت موسى بن ميمون بالقاهرة، والمعبد فى شارع عادلى، ومقام أبوحصيرة فى البحيرة، يجب ان نفتح للمسلمين الشيعة الباب لزيارة آل البيت، مصر فى حاجة إلى أموال هذه الرحالات، كما أنها فى حاجة إلى مستثمرين إيرانيين، ومشروعات حكومية، تستوعب الخريجين، وتحد من طابور البطالة الذى يقضى على مستقبل الشباب.
ما المانع من أن تستقبل القاهرة حسن روحانى، وتفتح جميع الملفات العالقة بين البلدين بشكل مباشر بما يخدم على مصالح البلدين، ومصالح أشقائنا فى الخليج.