أليست زيارة “روحانى” لعُمان والكويت.. تصويباََ لبوصلة الشرق الأوسط؟!
أشرف أبو عريف
مع أن الزيارة إقتصرت على سلطنة عُمان ودولة الكويت، إلا أنها تعتبر بمثابة جس نبض لتعاطي دول الخليج مع ضغوطات الإدارة الأمريكية الجديدة ضد طهران أو أنها ردة فعل تجاه التقارب التركي الخليجيوخلاف إيران مع روسيا في بعض القضايا السورية..هذا، حسبما يرى بعض الخبراء السياسيين.
إلا أنى أرى هذا إن دل يدل على بُعد نظر وكياسة السياسة الإيرانية على ضوء هذه المتغيرات، فإن إيران تعمل على ردع السياسة الأمريكية المرتقبة تجاه إيران مع دول الخليج خاصة بعد التقارب السعودى الإسرائيلى بمباركة الإدارة المريكية الجديدة.
ومن موقع القوة المتمثل فى صفعة إيران لدونالد ترامب وإدارته القوية بردها بالمثل على حظر دخول الإيرانيين الولايات المتحدة الأمريكية بجانب ست دول عربية لم تحرك ساكناََ، إلا أن إيران الوحيدة التى كسرت أنف ترامب بمنعها دخول فريق المصارعة الحرة الأمريكى أراضيها للمشاركة فى البطولة الدولية المقامة هناك.. وهذا، بلا شك رفع من قدر شعوب المسلمين والعرب.
وبحكم العلاقة المتميزة دائما ين سلطنة عمان والدور المعروف عالميا للسلطان قابوس فى نزع فتيل حرب عالمية ثالثة بطابع نووى وكذا دور السلطنة فى إبرام الإتفاق النووى بين إيران و6 +1، كان من المنطقى أن يبدا الرئيس الإيرانى زيارته بسلطنة عمان كوسيط دائم فى ترويد التوتر بين إيران وباقى دول الخليج. وربما نفس الأمر بالنسبة للكويت للعلاقة الجيدة مع إيران وفى نفس الوقت سعى إيران لطمأنة الكويت، خصوصا بعد التطورات الأخيرة مع العراق.
ولا شك أن الزيارة تهدف لعزل الموقف الكويتي عن التصلب الخليجي الآخر، ومن ثم قيام الكويت – بجانب عُمان – بوساطة لحل الأزمة مع السعودية وتبريد موقف الخليج تجاه طهران وبالتالى وقف كافة الصراعات المدفونة والعلنية بين إيران والسعودية فى العراق وسورية ولبنان واليمن.
وأيضاََ علينا أن لا تُغفل أن زيارة روحاني للكويت كرد على زيارة وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، لطهران الشهر الماضي لتسليم رسالة من الأمير تتعلق بالعلاقات الخليجية الإيرانية. وكان الشيخ صباح قد قال وقتها إن لدى “دول الخليج رغبة حقيقية في أن تكون علاقاتها مع طهران طبيعية، ومعتمدة على القانون الدولي”، وطالب بـ”تطبيع العلاقات وبدء حوار” بين الجانبين.
وبالتالى عودة العلاقات بين إيران والسعودية التى قطعت علاقتها مع إيران منذ كانون الثاني/يناير 2016، عندما اقتحم محتجون مقر بعثتي المملكة الدبلوماسيتين في طهران ومشهد في أعقاب تنفيذ السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر.
وتشهد العلاقات توترا بين إيران ودول الخليج التي اتخذت مواقف تتعارض مع موقف طهران في الصراعين في سوريا واليمن، بسبب استمرار الاضطرابات السياسية في البحرين أيضا.. ولذا، أليست زيارة “روحانى” لعُمان والكويت.. تصويباََ لبوصلة الشرق الأوسط؟!