رأى

عندما ترُدّ الثورة الإيرانية على وقاحات الإستكبار الأميركي !

استمع

بقلم : حميد حلمي زادة

خرجت ايران بجماهير مليونية حاشدة لتخليد الذكرى الثامنة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية، وذلك يوم الجمعة 22 بهمن 1395 هجري شمسي الموافق 10 شباط 2017 في مسيرات عظيمة جابت العاصمة طهران وانحاء البلاد ، و تميزت هذا العام برسالتها التأديبية الشفيفة الى طاغية اميركا الجديد “دونالد ترامب” بعدما اطلق مواقف هوجاء ونزقة ضد عدد من الشعوب الاسلامية ومنهم الشعب الايراني المؤمن المجاهد تحت ذرائع واهية.

مراسم الشعب الايراني المجاهد في ذكرى الثورة المباركة هذا العام جسدت الوحدة الوطنية بأبهى معانيها وصورها فضلا عن انها عبرت عن تأييدها للسياسات العليا والعريضة وتقديرها للانجازات والمكاسب المهمة في البلاد.

ابناء الثورة الاسلامية اعلنوا ايضا تضامنهم الشديد مع سلسلة التظاهرات الشعبية الغاضبة التي انطلقت من الولايات المتحدة ذاتها والعديد من بلدان اوروبا والعالم احتجاجا على مواقف رئيس اميركا الجديد وقراراته وسياساته وسلوكياته الرعناء من قضايا تمسّ التعايش الانساني الدولي والحوار الحضاري والديني العالمي والتعدديات الثقافية والاجتماعية في ارجاء الارض.

والواقع ان الشعب الايراني – وكما عوّدنا على ذلك دائما – قد اضطلع خلال هذه المظاهرات الضخمة بمسؤولياته الجسيمة على مستوى تعزيز التلاحم والتكاتف والاتحاد ومساندة المجاهدين من ابنائه البررة وهم يواجهون التحديات الاستكبارية الغربية التي لم تفتأ تتواصل رغم توقيع اتفاق فيينا النووي بين طهران ومجموعة دول 5 + 1 في تموز 2015 والوعود الاميركية المعسولة بإنهاء هذا الخلاف المزمن بالتوافق ، مع اعادة عشرات المليارات من الدولارات وهي الودائع والأموال الايرانية المجمدة في بنوك الولايات المتحدةومراكزها المالية، والامتناع عن وضع عراقيل امام الجمهورية الاسلامية في مسيرتها المشروعة لامتلاك الطاقة النووية السلمية التنموية.

الثابت ان الشعب الايراني هو شعب ودود معروف بحضارته وعقيدته ومتمسك بثوابته الدينية والاخلاقية والتربوية ، وليست لديه اية نوازع عدوانية يمكن ان تشكل تهديدا او خطرا على الامن والسلام الاقليمي او العالمي .وهو مجبول على الحلم والصبر والهدوء والدبلوماسية وحسن التعامل واللباقة في اخلاقياته الذاتية .

لكنه صدم تماما من وصول رئيس فاشيستي مثل “دونالد ترامب” الى سدة الحكم في البيت الابيض مهددا ومتوعدا ايران والاسلام والمسلمين باجراءات ترقى الى جرائم معاداة حقوق الانسان. كما ان شعب ايران تشاءم تماما ، شانه شأن باقي الامم والشعوب، من تدشين الرئيس الاميركي الجديد عهده بسلوكيات عنصرية شوفينية.

ومن الواضح ان شعارات الموت لاميركا والموت لاسرائيل ، خرجت هذا العام من صميم قلوب المتظاهرين الايرانيين ومن معهم ، نظرا لدور هذا الثنائي العدواني في تقويض الامن الاسلامي والامن العربي ْوانتهاك الحقوق الفلسطينية بالتواطؤ مع ملك النظام السعودي الحالي سلمان بن عبد العزيز الذي دشن هو الاخر عهده بحرب دموية طاحنة ضدّ ابناء الشعب في اليمن الجريح.

الاعتقاد السائد هو ان ثلاثية آل سعود – ترامب – إسرائيل ، تعطي صورة واضحة عن حجم المخاطر التي يمكن ان تتهدد الامة الاسلامية والمنطقة ، بسبب نزوع التحالف المذكور ومنذ البدايات الى لغة التهديد والانتقام والمذابح والحروب والتحطيم الانساني والتكفير ، وممارسة الارهاب الدولي المنظم ، والتنصل من المعاهدات والقوانين المعترف بها عالميا.

من هنا كانت صرخات المتظاهرين التي ركزت في العام الجاري على شعار الموت لدونالد ترامب تعبيرا واضحا عن حس جماهيري ثوري يضع الامور في نصابها الصحيح ويعلن تحديه لمن تسول له نفسه تجاوز الخطوط الحمراء ذات الصلة بشعوب العالم الاسلامي ومنها احترام الكرامة الانسانية وحرية المعتقد والتزام الانضباط عند اطلاق التصريحات والمواقف بعيدا عن الكلاميات الخرقاء التي لن تحمد عقباها ، وسوف تعود على قائلها بالندم الشديد إن لم يتورع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى