أشرف أبو عريف
ضرب منتخب الكاميرون عدة عصافير بحجر واحد عندما توج بكأس الأمم الأفريقية للمرة الخامسة في تاريخه إثر فوزه المتأخر على منتخب مصر (2-1) في نهائي نسخة الجابون 2017، وبذلك تخلص من عقد منافسه الذي هزمه مرتين في النهائي من قبل، كما حصد بطاقة الترشح الأخيرة للمشاركة في بطولة كأس القارات روسيا 2017 FIFA.
وسيشارك المنتخب الكاميروني “بطل أفريقيا” في بطولة كأس القارات FIFA للمرة الثالثة، بعد أن سبق له وشارك في نسختي 2001 و2003، وأصبح المنتخب الكاميروني آخر المنتخبات التي تعرف هويتها للبطولة التي ستقام في روسيا خلال الفترة من 17 يونيو/حزيران إلى 2 يوليو/تموز، حيث ستنضم “الأسود غير المروضة” للمجموعة الثانية التي تضم ألمانيا “بطل العالم”، تشيلي “بطل كوبا أميركا” وأستراليا “بطل آسيا”.
ويستهل المنتخب الكاميروني المشوار أمام تشيلي يوم الأحد 18 يوينيو/حزيران، ثم أمام أستراليا يوم الخميس 22 يونيو/حزيران، على أن يختتم مبارياته في دور المجموعات أمام المانيا يوم الأحد 25 يونيو/حزيران.
الكاميرون 2-1 مصر
لم يتأخر المنتخب المصري في إظهار رغبته الجامحة في الهجوم والتسجيل بوقت مبكر، وظهر ذلك جليا من خلال هجمة منسقة وسريعة حين مرر عمر وردة الكرة إلى محمد صلاح الذي هيأها بذكاء خلف الدفاع أمام عبدالله السعيد، لكن الأخير سددها أرضية ليوقفها الحارس جوزيف أوندوا. حاول الكاميرونيون الرد بالمثل حين سدد سيباستيان سياني كرة من مسافة متوسطة إلا أنها ذهبت سهلة لم تقلق الحضري الذي سيطر عليها دون عناء.
بدا واضحا أن المدرب الأرجنتيني للفراعنة هيكتور كوبر يعتمد على ذات الأسلوب المنظم في إغلاق نصف الملعب الخاص به والإنتقال بهجمات سريعة للأمام لاستغلال المساحات في الدفاع الكاميروني، وبالفعل نجح هذا الأسلوب عندما بدأ محمد النني هجمة منسقة ليمرر إلى عمرو وردة على الجبهة اليمنى أعادها وردة إلى محمد صلاح الذي كشف وهن الدفاع الكاميروني ومنح الكرة على طبق من فضة أمام محمد النني داخل منطقة الجزاء تقدم عدة أمتار قبل أن يسدد كرة صاروخية في سقف المرمى من زاوية صعبة هزم بها الحارس، هدف مصر الأول (22).
أحسن المنتخب المصري إغلاق كافة الطرق المؤدية إلى منطقة حارسه الحضري، ورغم ظهور المنتخب الكاميروني كثيرا في الملعب المصري، إلا أن الدفاع بقيادة حجازي وجبر ومعهما أحمد فتحي والمحمدي وبدعم من طارق حامد نجحوا في تحييد الخطورة، فلم يتهدد مرمى الحضري، وضاع الوقت ما بين الكرات العرضية أو التسديدات الطائشة، فيما لم يتسنى للفراعنة القيام بالمرتدات السريعة بعد أن أغلق الدفاع الطريق أمام إنطلاقات صلاح.
في الشوط الثاني إندفع منتخب الكاميرون لتدارك تأخره في الأول، وفرض الضغط المبكر ومن الفرصة الأولى له عكس القائد بنجامين موداندجو الكرة داخل منطقة الجزاء تقدم لها المندفع من الخلف نيكولا نكولو واستغل الموقف ليسدد الكرة عن يمين الحضري، هدف التعادل للكاميرون (59).
واصل منتخب الكاميرون ضغطه الهجومي بفعل الإنتعاشة التي جلبها هدف التعادل، ولذلك لم يكن غريبا أن يتقدم المدافع نفسه نيكولا نكولو ليرتقي إلى الركنية لكن رأسيته علت المرمى بكثير. وإثر السيطرة الكاميرونية حاول كوبر تفعيل الهجوم باشراك رمضان صبحي بدلا من تريزيجيه، ولكن لم يتغير الحال وظل السيناريو على ماهو عليه.
وفي ظل إنتظار الجميع الذهاب للأوقات الإضافية، ارسل القائد موداندجو كرة طويلة نحو المهاجم البديل فينسنت أبوبكر الذي استقبلها رغم الضغط الدفاعي، ونقل الكرة من فوق علي جبر ليسدد بسرعة نحو الشباك، هدف الكاميرون الثاني (88). ليهدي بلاده اللقب الخامس في تاريخ البطولة القارية.