سلايدر

ذكرى 25 يناير.. تليمة لـــ CNN: النظام لم يتغير.. الإخوان خربوا.. البرادعي أضر

استمع الي المقالة

 

القاهرة، مصر (CNN)— ست سنوات مرت على ثورة 25 يناير بمصر، التي أطاحت بنظام مبارك، وهي الثورة التي يُنظر اليها بكثير من التباين، فالبعض يراها هي أعظم الثورات، والبعض الأخر يحملها مسؤولية كل الأزمات والمآسي التي يعيشها المجتمع المصري الآن.

خالد تليمة، واحد من شباب الثورة القابض عليها بكل قوته ومؤمن بشعاراتها، يرى أن كل من تولى حكم مصر منذ 25 يناير 2011 لم يعمل على تحقيق أهداف الثورة، وأن الإخوان المسلمين أساؤوا للثورة وكان لهم دور تخريبي بها، بحسب ما قاله لموقع CNN بالعربية.

وقال خالد تليمة في حواره أن الخطأ الأكبر لثورة 25 يناير كان في عدم تحديد قيادة ورؤية من اليوم الأول، وأن ظهور محمد البرادعي، ألحق الضرر بالثورة، وأخر شيء يمكن أن يقوم به البرادعي هو الاشتغال بالسياسة.

وكان هذا نص الحوار :

– كيف تنظر لثورة يناير بعد مرور 6 سنوات عليها؟

لو نظرنا للثورة الأن سنجد إنها ألحقت الأذى بالناس، نلاحظ هذا الشعور عندما نتأمل الحياة الأن، لكن من زاوية ثانية سنجد أن الثورة رفعت الغطاء عن أمور لم تكن واضحة، ووضعت المجتمع أمام حقائق جديدة لم تكن معروفة، والشارع أصبح مشاركا حتى ولو بالكلام على المقاهي والقادم أفضل، والناس ستصدق في يوم ما أن ثورة يناير هي من فتحت الباب للأمل، فالمجتمع المصري عصي على أن ينجرف لسيناريوهات حدث بدول مجاورة، ومصدق جدا إنه في لحظة ما إننا أنجزنا شيئا.

– هل الثورة فشلت من وجهة نظرك؟

لم تفشل الثورة، ولكنها تمر بمحنة تلو محنة، فكلما تصل الى لحظة إحباط تجد أمرا جديدا يعطينا طاقات نور، مثل معركة جزيرتي تيران وصنافير، فلولا ثورة يناير ما انتصرنا فيها، ولو حدثت هذه الاتفاقية قبل الثورة ما كنت أعتقد إننا يمكننا أن نخوض تلك المعركة بهذه القوة وننتصر.

– ما هي أخطاء ثورة يناير؟

الخطأ الجوهري يتمثل في عدم وضوح القيادة والرؤية من اليوم الأول، ويجب أن نعترف إنه كان هناك مقاومة لوجود قيادة ومازالت تقاوم حتى اليوم سواء من الأجهزة الأمنية أو غيرها، فقد وقف الإخوان المسلمين مع الثورة في خندق الثورة، وكل أدبيات الإخوان تقول إنهم لم يؤمنوا بأي قيمة من القيم التي نادت بها ثورة يناير، برغم وجودهم بالميدان وكانوا يقولون إنهم من الثورة وما زلوا يقولون ذلك، وكان من الضروري بلورة قيادة ورؤية سواء خلال الـ 18 يوم بميدان التحرير أو بعدها، المحنة الحقيقية والأكبر لثورة يناير أن جمهورها غير مؤمن بنفس القيم، اللحظة التي ستنجح فيها الثورة هي اللحظة التي نجد لها جمهورا محددا وواضحا ولديه أهدافا بعينها ويعرف ماذا يريد، ومقومات أي ثورة هو خلق مجال تنافس لاختلاف الرؤى، فالحرية كتلة واحدة وليست على المزاج، فكيف تخلق أجواء التنافس وجمهور الثورة غير متفق على تعريف واحد للحرية على سبيل المثال، فالحرية ليست أن تهتف ضد نظام حاكم، وليس مع حرية إبداع شخص مثل الروائي أحمد ناجي لأنه كتب نصا يراه البعض خارج منظومة أخلاقه، أو شخص مثل إسلام بحيري قال كلاما لا يرق للبعض.

– هل أخطأ ثواره يناير في إنهم تركوا ميدان التحرير دون اختيار قيادة؟

تركيبة ميدان التحرير في الـ 18 يوما كانت تجبر على رحيل الناس من الميدان، فشخص مثل صفوت حجازي هتف بضرورة الرحيل من الميدان، ومعروف علاقة الإخوان المسلمين ومن هم على شاكلتهم بالأجهزة الأمنية، وكان الإخوان قد توصلوا لاتفاقات مع هذه الأجهزة تحت الطاولة، وكان من الضروري إنهاء مشهد الميدان، ولكن أخطأنا بعد ذلك في إصرارنا على خلق تكرار مشهد ميدان التحرير أكثر من مرة على مدار ما يقرب من عام .

– ظهور محمد البرادعي في الصورة أفاد الثورة أم أضرها؟

قولا واحدا، البرادعي هو الشخص الغلط الذي تم الرهان عليه، مع كامل التقدير له، وأخر شيء ممكن أن يعمله شخص مثله أن يشتغل بالسياسة، ظهوره في الثورة ألحق بها ضررا كبيرا، وكلامي هذا نتيجة تعامل مباشر معه، وأعرف أن هذا الكلام قد يغضب البعض وأهاجم عليه.

– لماذا انقلب المجتمع على ثورة يناير وشبابها؟

بسبب موجات التشويه التي تعرضت لها الثورة وشبابها منذ اللحظة الأولى وحتى اليوم، وكل من أدار البلد حرص على هذا التشويه، وهذا كلام ليس فيه تجني على أحد، بالإضافة الى أخطاء وقعنا فيها على رأسها عدم إدراك كامل بحقيقة أوضاع الناس في الشارع، لأن هؤلاء الناس تعرضوا لأزمات هزت أسرهم واستقرارهم، لهذا الناس أخذت موقف حاد من الثورة، وفات على الثورة أن تعيش أمل وألم الناس، بالإضافة الى الدور التخريبي الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين في الثورة، بخلاف أن بعض الناس رأوا أن الشارع غاية وليس وسيلة، مع احترامي لحرية التعبير عن الرأي، وبالمناسبة هذا الانقلاب موجود في قطاع من الناس وليس كلهم، ولكن في نفس الوقت كان هناك قطاعا كان يأخذ موقفا من الثورة في البداية والأن يعيد أفكاره من جديد واقتنع بأنه لم يكن هناك طريقا أخر غير الثورة.

– كيف ترى التباين في نظرة المجتمع للثورة، فالبعض يراها عظيمة والبعض الأخر يحملها كل مأسي المجتمع الآن؟

المصريون عموما لا يعرفون تأمل الأشياء بهدوء، فالبعض أخذ مواقف حادة ضد الثورة لأسباب شخصية جدا، وهناك مجموعة من المحسوبين على الثورة قابلة لفكرة التسامح مع الإخوان المسلمين علي سبيل المثال، ولكنه في نفس الوقت غير قابل لنفس الفكرة مع أعضاء الحزب الوطني المنحل، ونحن في أمس الحاجة لهذا التسامح مع الجميع، والمجتمع يحتاج لفكرة التسامح، والحل موجود في الدستور من خلال قانون العدالة الانتقالية، والبلد لن تمر إلا بالمصالحة الشاملة منطلقة من الدستور، وأنا هنا لا أقصد المصالحة مع الإخوان المسلمين حتى لا يفهم كلامي بالخطأ .

– هل ترى أن من تولى الحكم بعد الثورة عمل على تحقيق أهدافها رغم توالي ثلاثة أنظمة حاكمة؟

لا أحد عمل على تحقيق أهداف الثورة، وغير منتظر أن تتحقق شعارات الثورة، وأنا مختلف على أن هناك ثلاثة أنظمة تولوا الحكم بعد الثورة، لأن كلمة نظام أكبر وأشمل، فلم يحدث أن تغير النظام، فالمجلس العسكري والإخوان والنظام الحالي لديهم نفس الرؤية، ونحن مستمرين في خناقة مع نفس الطبقة الحاكمة، والطريق عكس الطريق.

– هناك إتهام لثورة يناير بأنها وضعت يدها مع الإخوان المسلمين، فما رأيك؟

عندما نتحدث عن هذا الموقف يجب أن نضع الأمور في ظرفها السياسي والموضوعي ولا يصح أن نجتزأ الأمور من سياقها الزمني، بدليل أن هناك من تعاملوا مع الإخوان وموجود الأن في مجلس النواب ضمن تيار دعم مصر، وكل الموجودين في المشهد الحالي كان لديهم مواقف داعمة للإخوان، ومن تعامل مع الإخوان من تيار الثورة كان من وجهة نظرهم وقتها إنها الطريقة التي تخرجهم من عودة الدولة القديمة بصورتها البشعة، وكان رأيي أن نقف موقف المتفرج، فأنا لم أنتخب الإخوان المسلمين طيلة حياتي، ومن تعاملوا مع الإخوان من تيار الثورة هو نوع من السياسة، وهى مواقف تتفق وتختلف معها، كما أن دعم الإخوان كان بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية بين أحمد شفيق ومحمد مرسي وقبل إعلان النتائج .

– لماذا يطلق البعض على 25 يناير إنها مؤامرة على مصر؟

– هذا الاتهام تطلقه شبكة المصالح الذين تضرروا من ثورة يناير، ولو تمكنت الثورة ستؤثر على مصالحهم، وطبيعي أن يكونوا ضد الثورة.

– لماذا انقسم المجتمع بعد 30 يونيو؟

أسباب الانقسام سياسية واقتصادية، فالناس تعيش ظروف صعبة، وكان من الممكن أن يتحمل المجتمع هذه الظروف الصعبة لو أن هناك مجالا أرحب مستوعب الجميع، ويتحمل مسؤولية ذلك كل شخص أدار البلد وكان له سلطة اتخاذ قرار بعد 30 يونيو 2013.

– ما رأيك في تسريب المكالمات الهاتفية لعدد من شباب الثورة؟

هذه جريمة مشينة دون مناقشة محتوى المكالمات، وكل مكالمة تبث من محطة تليفزيونية تبث من مصر ولا تتحرك ضدها دعاوى قضائية يتحمل مسئوليتها النظام السياسي الحاكم.

– كيف ترى الزج بعدد من شباب الثورة في السجون؟

هؤلاء يدفعون ثمن مشاركتهم في الثورة.

– هل تتوقع أن يُفرج عن بعض الشباب ضمن العفو الرئاسي؟

لدي أمل في أن يكون هناك حكماء يؤمنوا احتياج بلدنا الشديد لنفس أعمق بعقل، ويدركوا أن البلد في حاجة لكل الناس .

– البعض يستبعد ثورة أخرى رغم الأزمات التي يعيشها المجتمع، فهل ترى ذلك؟

لا أستطيع أن أقول ذلك، فالشعوب عموما ليس لها كتالوج، فحينما اندلعت ثورة تونس، خرج علينا البعض ليسوا محسوبين على نظام مبارك ، بل بالعكس كانوا على أرضية التغير والديمقراطية يقول أن مصر ليست تونس وعددوا أسبابهم المنطقية ، وبعد عدة أيام اندلعت ثورة 25 يناير ، كما أن الإخوان المسلمين أكدوا أكثر من مرة إنهم وصلوا لحكم مصر ولن يرحلوا ، ثم خرج الشارع الملايين عليهم في 30 يونيو، ومن الضار جدا أن يحدث حراك ثوري جديد في مصر سيكون الثمن فادح على الجميع ، ولكن نحن لأن في حاجة ماسة لبناء دولة حديثة بكل قيمها لأننا نحتاج لدولة مستقرة بشكل حقيقي وليس استقرارا مزيفا، والبعض يروج لفكرة الاستقرار الوهمي بعدم المساس بمؤسسات الدولة وما الى ذلك، ولكن الأساس هو المواطن ومؤسسات الدولة وجدت لخدمة المواطن، والهيبة الأولى يجب أن تكون لهذا المواطن، فعندما يكون ضعه صعب يجب أن تدرك المؤسسات ضرورة تغيير هذا الوضع بالتشريعات فيما يتعلق بحرية الرأي والتعبير والعدالة الاجتماعية وكرامته الإنسانية، كما أن تجديد الخطاب الديني يحتاج لنظرة مختلفة بعيدا عن الكلام المستهلك، والخطب التي تقال على المنابر في المساجد هو نفس الكلام الذي كان يقوله الإخوان والسلفيين ، ولكن اللافتة تغيرت من التيارات السلفية والإخوانية الى لافتة رجال وزارة الأوقاف والأزهر .

– هل أصبحت مصر أكثر ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية بعد ثورة يناير؟

الأوضاع أصبحت أصعب بكثير مما كانت عليه قبل 2011، ولكن لو قيل هذا الكلام ونقطة سيكون فيه نوع من اجتزأ الأمور من سياقها، لأن الأحداث تجري أسرع من تصورها، والثمن الذي يدفع الأن أصعب وأكبر ولكن نتائجه ستكون أسرع مما حدث من قبل، فالناس وصلت لمشهد يناير بعد سنوات طويلة، لكن الظروف التي تعيشها الناس حاليا أصعب والنتائج ستكون أسرع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى