“دبلوماسية عُمان” عززت “السلام” على الساحة الإقليمية والدولية
أشرف أبو عريف
اعتمدت سلطنة عُمان منذ السبعينيات من القرن الماضي بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، دبلوماسية السلام نهجاً تمكنت عبره من إقامة علاقات صداقة وتعاون مع سائر دول العالم وكرّسته في سياستها الخارجية وعلاقاتها الدولية وهو قائم على مبادئ التعايش السلمي والتعاون والحوار والمفاوضات والمصالحة لحل الخلافات وتسويتها بالطرق السلمية وبما يؤدي إلى إشاعة السلام والأمن بين الدول والشعوب.
فقد أكد السلطان قابوس منذ توليه مقاليد الحكم عام 1970 أن السلطنة تعمل دائماً بالتعاون مع الدول والمنظمات الدولية على إرساء أسس السلام والوئام بين الشعوب ووضع التعاون وتبادل المنافع والمصالح بين الدول في ظل الوئام والسلام ضمن أولويات سياستها الخارجية وما انضمامها إلى التجمعات العالمية والإقليمية إلا للإسهام الإيجابي المؤثر في كل ما يعود بالخير على الإنسانية.
وتأكيداً لنجاحها في دبلوماسية السلام ومكانتها الدولية، ترتبط سلطنة عُمان بعلاقات دبلوماسية مع 157 دولة في كافة قارات العالم وعضويتها في (77) منظمة عالمية واسلامية وعربية وخليجية كما وقعت على (172) من المعاهدات والبروتوكولات والاتفاقيات الدولية والإقليمية في مجالات الاتصالات والبيئة والتلوث ومكافحة الإرهاب، وفي إطار المنظمات الدولية والنقل الجوي ونزع السلاح ومكافحة المخدرات والتربية والثقافة والعلوم وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وغيرها من المجالات.
جوائز دولية
جاء إجماع 33 جامعة ومركز أبحاث ومنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية على منح السلطان قابوس “جائزة السلام” الدولية في 16 أكتوبر 1998 تقديراً عالميا لسياسة السلطان الحكيمة واعترافًا بدوره في خدمة ودعم قضايا السلام الإقليمي والدولي وعلى ما يقدمه ويبذله من جهود لتحقيق هذه الغاية النبيلة.
كما منحت الجمعية الدولية الروسية عام 2007 السلطان قابوس جائزة السلام اعترافاً بجهوده في خدمة السلم والتعاون على المستوى الدولي والتي تهدف إلى التقارب والحوار والتفاهم والتعايش. وأعلنت الهند عام 2007 عن منح السلطان قابوس جائزة “جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي” نظرًا لجهوده في تعزيز أواصر المودة والصداقة بين الشعوب.
ومنح المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي، الذي يتخذ من العاصمة النرويجية (أوسلو) مقرا له “جائزة الإنسان العربي الدولية” لعام 2016 للسلطان قابوس، تقديرا لجهوده وإسهاماته النبيلة في مجال حماية ودعم وتعزيز حقوق الإنسان محليا وعربيا ودوليا.
تؤكد التقارير الدولية أن هذا التقدير الدولي الذي حظي ويحظى به السلطان قابوس خاصة على مستوى قيادات دول العالم وشعوبها ومؤسساتها العلمية والأكاديمية يؤكد نجاح السياسات التي تنتهجها السلطنة، كما يؤكد أن السلام كقيمة عليا هو الهدف الذي تتوق إليه الشعوب للوصول إلى التفاهم والتعايش السلمي والرفاهية والوئام.
وتنطلق ثوابت السياسة العمانية أساساً من مبدأ السلام الذي يجب أن يكون تفعيله في اطار القانون الدولي وفي ضوء احترام المبادئ والأعراف التي يقوم عليها والتحلي بروح التسامح بين مختلف الجماعات والأجناس، لذا فقد أدركت السلطنة أهميّة وضرورة الاستفادة من موقعها الاستراتيجي المتميز إلى مركز إقليمي متطور للتجارة والاستثمار والاتصالات وتحقيق الاستفادة القصوى من علاقاتها المتميزة مع العديد من الدول على امتداد المعمورة في تفاعل وتواصل حضاري يمثل امتدادا للإسهام العماني العريق في الحضارة الإنسانية وعلى نحو يعزز التفاهم والحوار بين الشعوب.