“مصر تستطيع”.. ولمن الفضل؟!
أشرف أبو عريف
عجبت لمن يسترق فكرة الغير ويحسبها لنفسه دون أدنى خجل كي يزهو ويترعرع على حساب “أهل الفضل“، خاصة إذا كان الغير ذو حسب وجاه علمي علي الصعيد الدولي وبالتالى المحلى. تترقبه الكاميرات والأقلام أينما ووقتما وحيثما أصبح وأضحي وأمسي شرق وغرب الكرة الأرضية.. إنه باختصار صاحب “نوبل” في الكيمياء البروفيسور د. أحمد زويل.
أما السارق لشعار “مصر تستطيع”، فهو أحد البرامج لشبكة فضائية أكد صاحبها عملية السرقة بإدعائه الريادة لقناته لشعار “مصر تستطيع”.. وكم كان الهدف وضحا جلياً وهو الدعاية والترويج للقناة عبر شراكة المحطة الفضائية لوزارة الهجرة في مؤتمر “علماء مصر بالخارج” المعقود بالغردقة يومى الرابع عشر والخامس عشر من الشهر المنصرم وتحقيق كسب غير مشروع علي حساب صاحب الفكرة ومخالفة ميثاق الشرف الصحفي.
الغريب أن الشبكة الفضائية، الراعية للمؤتمر بالشراكة مع الشركة المنظمة “اللغز” الأكبر، لم تذكر أنها إقتبست الفكرة من صاحب “نوبل” الذي أطلقها منذ حصوله علي الجائزة الدولية وإستقبال وتكريم مصر له عام 1999 وحصوله علي قلادة النيل من الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك.. أى منذ سبعة عشرة عاماََ!
تخطفته وسائل الإعلام المحلية والدولية وعلي مدار حوالي سبعة عشر عاماً وهو يردد ويؤكد فكرة “مصر تستطيع.. مشروع مصر القومى“.. وهذا في الحقيقة يؤكد علي التوازي حجم وثِقلْ مصر في شخص قامة علمية مثل د. أحمد زويل.
وكان من الأجدر إنطلاق مسرح حدث”علماء مصر في الخارج” في إطار “مصر تستطيع” من مهد الفكرة وصاحبها “مدينة زويل” وهذا ما يؤكده بُعد وفراسة الرئيس السيسي بتنبني الفكرة وإطلاقها منذ وقت وجيز مستلهما روح زويل.
والغريب، بل العجيب أن مدينة زويل لم تتلقي حتي دعوة للمشاركة في المؤتمر رغم أنها تضم خيرة علماء مصر في الخارج تم إنتقائهم طبقاً لمعايير علمية بحتة بواسطة زويل نوبل من خيرة جامعات أميريكا وكندا وأستراليا وأوربا واليابان، فضلاً عن باقي هيئة التدريس والباحثين في مدينة زويل..
والغريب أيضا أن المحطة الفضائية والشركة المنظمة ذواتا الجين الواحد حاولتا بشتي الطرق إستراق المشهد كليةََ علي مدار يومي المؤتمر.. عند توزيع الجوائز وتسليطها الضوء على أحد المحافظين وليس وزيرة الهجرة.. بين هنية وأخري مذيعة المؤتمر تضع المحافظ إياه في دائرة الضوء حتي عند تناول العشاء على شرف أحد رجال الأعمال الكبار.
وبالطبع هذه الأعراض ليست غريبة علي مهندس فضيحة تسريبات ويكيليكس بشأن السفارة السعودية ودوره اللأخلاقي كمبتز ومرتشي ومزور وعلي إثرها كانت إستقالة أو إقالة وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل ووفاته فيما بعد بوقت قصير علي خلفية الفضيحة.
ليس هذا فحسب، بل كان من اللافت للانتباه غياب تليفزيون الدولة بإستثناء محطة إقليمية أرضية شاركت في المؤتمر علي إستحياء. وهذا لإخلاء الساحة تماما للمحطة الفضائية الخاصة باعتبارها صاحبة حق الإمتياز!
هذا لا يعني أننا لا نؤكد الإشادة والتقدير لوزارة الهجرة علي حماسها اللامحدود وصراحتها المعهودة بوجود أخطاء في المؤتمر ستعمل الوزارة علي علاجها في المؤتمرات القادمة كما وعدت الوزيرة مكرم.
واستطاعت السفيرة الوزيرة الحصول على أكبر قدر من تصفيق الحضور لها وهذا ما أعتبره البعض ” أسمى” تكريم لها وبالتساوى مع د. مجدى يعقوب.. وهذا هو العشق المباح، إلا أن إهداء تلك المحطة الفضائية أثار حفيظة الحضور.. وأعتقد أنها فوجئت بهذا. وكان من الممكن تكريمها من جانب أحد العلماء وليكن السير مجدى يعقوب.
أيضاََ كان من بين الأخطاء التى أقرت بها الوزيرة هى تقزيم حق الشباب المشارك من أوائل الجامعات المصرية باعتبار أن الفكرة من المؤتمر هى “الشباب” كأحد محاور باكورة “مصر تستطيع”.
وأعتقد أن الوزيرة الفتية تضع نُصبْ أعينها “مدينة زويل” من الآن فصاعداََ وبدءاََ من المؤتمر الثانى لــ “علماء مصر بالخارج” مارس/إبريل القادم من أجل التعليم، خاصة وأن مدينة “زويل” مشروع مصر القومى بنكهة “مصر تستطيع” لا يخضع لأى وزارة بل الرئاسة فقط. ويمكن الإستعانة بعلماء “زويل” بالقيام بعملية الحساب والتقييم للمؤتمر الأول على أساس معايير التقييم والتحليل وسياسة مدينة “زويل”.
نعم مات زويل لكن أعماله لن تموت.. ولو كان بيننا اليوم لكان أول المدعوين!
وأدعو القارئ لقراءة المقال التالي للدكتور زويل في 24/7/2011 في الزميلة “المصري اليوم”..
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=304811