رأى

حدث جلل

استمع الي المقالة

بقلم : ريهاب عبدالوهاب02122016081848

حادثة القطار الايراني  التي وقعت الاسبوع الماضي وأسفرت عن مقتل حوالي 49 شخصا واصابة أكثر من مائة ، مرت مرور الكرام في صحفنا ، شأنها شأن عشرات الحوادث التي تشهدها بلادنا ، والتي تقتل الالاف سنوياً وتضع مصر في مصاف دول حوادث الطرق . لكن الحقيقة استرعاني ما أثاره هذا الحادث في الداخل الايراني.  ففور وقوع الحادث جاء التحرك من أعلي رأس في الدولة، حيث أصدر الرئيس، حسن روحاني، شخصياً امراً بالتحقيق الفوري في سبب الحادث. فيما طالب المرشد الأعلي آية الله علي خامنئي المسئولين بمعرفة السبب الجذري للحادث علي الفور والعمل علي منع تكراره. وفي غضون 24 ساعة كان قد تم القاء القبض علي رئيس مركز القيادة والتحكم للسكك الحديدية بشمال شرق ايران، ورئيس مركز مراقبة المسار، والفرد المسئول عن تحويل المسارات في المنطقة التي وقع فيها الحادث. وقبل مرور 48 ساعة كان رئيس هيئة السكك الحديدية ونائب وزير النقل ، محسن بورسيد آغائي، قد أعلن استقالته من منصبه بعد تقديمه اعتذارا لكل من تأثر بالحادث.  في نفس الوقت وفي اليوم التالي للحادث مباشرة كان نواب البرلمان الايراني قد بدأوا حملة لجمع التوقيعات علي مقترح بعزل وزير الطرق والتنمية الحضرية عباس اخوندي.  وهو المقترح الذي سيقدم لرئيس البرلمان علي لاريجاني غداً الأحد.

هذا الحراك السريع وعلي كل مستويات مؤسسات الدولة لا يبرز فقط أهمية “النفس البشرية” التي أكد الله قدسيتها في آياته ، من فوق سبع سماوات، ولكنه يؤكد حقيقة لا نعيها هنا في مصر والتي شهدت 4777 حادثة قطار في آخر 5 سنوات أسوؤها هذا العام والعام الماضي  الذي شهد وحده 158 حادثا في 20 محافظة. هذه الحقيقة هي ان حادث قطار يودي بأرواح عشرات الأبرياء “حدث جلل”، يمكن ان يهز دولة من رأسها لأخمص قدميها، وان مقتل ايطالي أو مسيحي جراء تعذيب أو في ظروف غامضة ليس أعظم شأناً أو أكثر جللاً من مقتل العشرات وربما المئات بسبب خطأ بشري أو اهمال حكومي. انه درس ايراني علينا استيعابه وتمني تطبيقه.

‏Rehab_sayed27@hotmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى