سلايدر
القضية الفلسطينية.. إلى أين؟!
د.نعيمه أبو مصطفى
عقدت يوم الثلاثاء الموافق 29/11/2016 ندوة بمركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة بالتعاون مع الجبهة العربية المشاركة للمقاومة الفلسطينية بعنوان القضية الفلسطينية إلى أين؟ بمناسبة ذكرى قرار تقسيم فلسطين الذي أقرته الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة رقم 181 والذي صدر بتاريخ29 نوفمبر 1947 ونص على تقسيم فلسطين 3 كيانات جديدة، كالتالي:
الأولى : دولة عربية: تبلغ مساحتها حوالي 4,300 ميل مربع (11,000 كـم2) وتقع على الجليل الغربي، ومدينة عكا، والضفة الغربية، والساحل الجنوبي الممتد من شمال مدينة أسدود وجنوباً حتى رفح، مع جزء من الصحراء على طول الشريط الحدودي مع مصر.
الثانية: دولة يهودية: تبلغ مساحتها حوالي 5,700 ميل مربع (15,000 كـم2) على السهل الساحلي منحيفا وحتى جنوب تل أبيب، والجليل الشرقي بما في ذلك بحيرة طبريا وإصبع الجليل، والنقب بما في ذلكأم الرشراش أو ما يعرف بإيلات حالياً.
استضاف المركز القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، والكاتب الفلسطيني عبد القادر ياسين، والمنسق العام للمبادرة العربية الشعبية حمد حجاوي، وحضر اللقاء عدد من المفكرين و الكتاب و الباحثين على رأسهم الكاتب الصحفي أسامة غيث، ولفيف من الجالية الفلسطينية بالقاهرة. وأدار اللقاء د. رفعت سيد أحمد رئيس المركز.
تحدث عبد القادر ياسين عن تصويت السوفييت على قرار التقسيم بالرغم من موقف الاتحاد السوفيتي ضد الصهيونية باعتبارها فكرة رجعية حسب كلام لينين وكان الاتحاد السوفييتي يصر على جلاء القوات البريطانية من فلسطين وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية. ولكن ما حدث بعد فشل مؤتمرين في لندن واحد في عام 1939 والأخر في عام 1946 لتسوية القضية الفلسطينية . في ابريل 1947 حول ارنست بيدن وزير خارجية بريطانيا قضية فلسطين إلى الأمم المتحدة بعد أن أكد له خبراء بان هذا المحفل الدولي سوف يعجز عن توفير أصوات له.
شكلت لجنة دولية وقاطعتها القيادة الفلسطينية على الرغم من لقائها بلجنة الأنجلو، والتقت اللجنة بوزير الخارجية اللبناني ونظيره السوري وأمين عام الجامعة العربية وتم الاتفاق على عدم أمكانية تعايش الدولتين معاً.
وأضاف عبد القادر عن التدخل الأمريكي والرشاوى التي قدمتها للتصويت لصالح التقسيم، وصوت الاتحاد السوفيتي على قرار التقسيم، ونشرت جريدة حديتو أن الاتحاد السوفيتي وافق على التقسيم لأنه انسب الخيارات وإنهم قبلوه سياسيا. وشنت الدول العربية هجوماً على الاتحاد السوفيتي.
أكد الشيخ نافذ عزام على ان فلسطين في قلب العالم العربي، وفى عام 1916 كانت ساكس بيكو، و1917 كان وعد بلفور، و1924 كان إسقاط النظام السياسي للخلافة العثمانية الأمر الذي أدى إلى تسلل العصابات الصهيونية إلى ارض فلسطين وصولا الى قرار دولي بإضفاء الشرعية على هذا الوجود وهو قرار التقسيم والإعلان عن قيام إسرائيل.
أضاف الشيخ ان فلسطين قضية كل العرب و ليس الفلسطينيين وحدهم، وعبر عن تقديره للمناضل فيديل كاسترو الذي ساند القضية الفلسطينية،
ارجع عزام قرار التقسيم إلى الخلل في النظام العالمي والعربية أدى إلى تقديم الدعم إلى تكريس الوجود الإسرائيلي في المنطقة ، والخلل في موازين القوي جعل إسرائيل تتوسع ضد المحيط العربي بالكامل. والموقف العربي المخجل وقتها كان مقصراً في حق فلسطين، ولازال مستمر حتى الآن. لأن العرب لم يقدموا مشروع فلسطيني وتعاملوا مع القضية الفلسطينية ضمن المناكفات التي سادت المنطقة وقتها، ولا زال العرب غائبين عن القضية الفلسطينية حتى اليوم.
وعلى المستوى الفلسطيني سرد عزام عدد الشهداء الفلسطينيين منذ عام 1967،حيث بلغ عدد الأسرى حوالي مليون فلسطيني، وأشاد بالمقاومة الفلسطينية في ظل دعم عربي ودولي ضعيف. كما أشاد المتحدث بالتضحيات العربية، والشهداء العرب الذين سقطوا على أرض فلسطين، وصولاً إلى إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية.
عن معاناة الفلسطينيين قال الشيخ أن الوضع العربي ينعكس على القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الانقسام الفلسطيني و الحصار،وأكد أن أسوأ فترة من عمر القضية الفلسطينية هي الفترة الحالية منذ بداية ما يسمى بالربيع العربي.
طالب عزام بإحياء القضية الفلسطينية من خلال هذه المناسبات، وحذر من فقدان الأمل، وطالب بالتمسك بروح المقاومة، والاستماع إلى جميع الأطراف.