سلايدر

“للأسف تمت مأسسة العمل التطوعي بسبب التمويل… في كثير من الدول العربية”

استمع الي المقالة

مهند أبوعريف

عن دور المرأة في الحوار بين ضفتي المتوسط باعتبارها وسيطا ثقافيا من شأنه أن يساهم في نشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش والتسامح والقيم المشتركة، كانت ندوة لجمعية إعلاميات عربيات بمقر البرلمان الأوروبي ببروكسل، بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة(إيسسكو).

تندرج الندوة الدولية التي انعقدت في البرلمان الأوروبي الأربعاء في إطار الحوار بين ضفتي المتوسط حول قضاياالمرأة باعتبارها وسيطا ثقافيا من شأنه أن يساهم في نشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش والتسامح. وشارك العديد من الأساتذة والباحثين في الندوة للحديث عن دور المرأة في الحوار بين جنوب المتوسط وشماله، وما تواجهه من قضايا مشتركة. ومن بين المحاضرين في الندوة، الباحثة في الجامعة الكاثوليكية بلوفان (بلجيكا) ، كوليت سابا توزان، وهي خبيرة في تصميم وإدارة وتقييم مشاريع التنمية في العالم العربي، التي تحدثت عن المنظمات غير الحكومية في العالم العربي باعتبارها وسيطا لتنمية جديدة، وشريكا في الدفاع عن حقوق الإنسان. وأكدت الباحثة على التفاوت بين المنظمات غير الحكومية في التأثير، ففي البلدان المتقدمة قد يكون التأثير أكبر من البلدان النامية نظرا لوجود عوامل مساعدة كحرية التعبير وتوفر ظروف عمل سياسية واقتصادية ملائمة. حوار

أي دور للمنظمات غير الحكومية في النهوض بأوضاع النساء وخصوصا في ظل تعمق الأزمات والنزاعات وتفاقم العنف؟

المنظمات غير الحكومية اليوم، هي إطار للدفاع عن حقوق المرأة. لكن عددها تزايد بشكل مهول لتحتل هذه المنظمات الدور الذي كانت النقابات والأحزاب (خاصة اليسارية) تقوم به للدفاع عن قضايا المرأة.

هل تلتزم كل منظمة غير حكومية بالمشاريع التي تسطرها منذ البداية؟

للأسف تمت مأسسة العمل التطوعي بسبب التمويل في كثير من الدول العربية، وصار الاهتمام بالنموذج على حساب المحتوى. وإذا نظرنا إلى الحصيلة، تساهم المنظمات غير الحكومية في النهوض بأوضاع المرأة وانتشالها من الفقر والعنف والتهجير. ولكن هل نجحت فعلا في تحقيق كل الأهداف وعلى المدى البعيد؟ لا أظن ذلك لأن هذه المنظمات ترتبط غالبا بمشروع محدد بوقت وتمويل، وبمجرد انتهاء ذلك تترك النساء المستفيدات لمصيرهن وأحلامهن، وقد تأتي منظمة أخرى بأهداف شبيهة أو مختلفة لإتمام المهمة وقد لا تأتي كذلك.

كيف ترين عمل المنظمات غير الحكومية في المجتمعات العربية؟ وهل يمكن الحديث عن أدوار لها تأثير ما في هذه المجتمعات؟ خاصة وأن العديد من الهيئات الإقليمية والدولية تعترف بها وبأدائها

التأثير فعلي ولكنه مرتبط بالالتزام والأهداف التي تحددها كل منظمة غير حكومية. فمثلا جمعية كفى في لبنان التي تأسست في 2005، وهي جمعية تسعى إلى القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة ومكافحة الاستغلال والعنف الأسري وتحقيق المساواة بين الجنسين، تم بفضل حملاتها التوعوية في 2014 إجبار الحكومة اللبنانية على سن قانون يحمي النساء من العنف الأسري .

أما جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة في لبنان كذلك فهي لا تحصل على الدعم المادي والإعلامي الكافيين، على الرغم مما حققته لذوي الاحتياجات الخاصة، لأن قضايا المرأة أكثر طرحا في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

ما مدى تأثير عمل المنظمات غير الحكومية في العلاقات الدولية؟

سياسة التنمية كما يوحي الاسم، هي إحدى أوجه السياسة الدولية. أما المنظمات غير الحكومية، كما تبين تسميتها أيضا، فلا تمثل الحكومات، ولكنها وبفضل الدعم المادي والمعنوي الذي يمنحه إياها الممول، تستطيع أن تؤثر في خيارات الحكومات في المسائل الداخلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى