استمع الي المقالة
ـ القصيدة الاولى ـ
شعر:حميد حلمي زادة
يا حُزنَ نفسِي للمُصابِ القاهِـرِ
وفجيعةٍ أبداً تُـهَيِّجُ خاطِـري
خَطبٌ أحالَ الكائناتِ مآتِماً
وبهِ تضَعضَعَ كُلُّ طَودٍ باهرِ
واهتزّتِ ألارضُ الفسيحةُ والسّما
جزعاً على فَقْـدِ النبيِّ الزاهِـرِ
وهو الأمانُ لكـلِّ مَنْ فوقَ الثرى
ولَـنُـورُهُ الزاهي هُدى المُتصابِرِ
وهو الشفيعُ لكلّ عبـدٍ مُؤمِنٍ
يومَ النُّشُورِ الى الجليلِ الغافرِ
طوبى لمنْ لزمُوا صراطَ محمدٍ
وهُـدُوا الى نهجِ الوصيِّ الناصـرِ
في يومِ فقْـدِكَ نستحثُّ مدامعـاً
ألمـاً على القَـدَرِ المُريبِ العاثِرِ
أعلى رحيلكَ سيدي نَبكيكَ أمْ
نبكي على ِ الرِّزءِ الخَؤُونِ الجائرِ
لا يومَ مثلُ رَحيلِكَ المُشجي أسَىً
يا حسرةَ الشاكِي الغيورِ الناظِرِ
ملءَ الحناجرِ نستعيذُ بربِّـنا
من فتنةِ الزَّيْغِ المُبينِ الماكِرِ
ظفرتْ سياساتٌ بفُرقةِ اُمةٍ
وَعدَتْ على إرثِ النبيِّ الطاهِـرِ
ما استَولدَتْ إلاّ التنافُرَ واللَّظى
فالمسلمونَ اليوم طُـعمةُ غادِرِ
ها هُمْ اُولاءِ مشرَّدونَ تغرُّبـاً
والمارقُونَ يُدنِّسُونَ حَواضرِي
عاثُوا فساداً يأكُلونَ جُلُودَنا
فكأنّنا ثاراتُ عَـهْدٍغابِـرِ
خِفْنا قديماً ها نخافُ بِعَصرنا
فهدايةُ الأبرارِ صُنْـعُ بَصائِرِ
هم آلُ بيتِ المصطفى ووَصيِّهِ
هم آيةُ القُربى ومأوى الزائِرِ
ما مِدِحتي زبدُ ليذهبَ ماحقاً
فلديكَ يا هادي الأنامِ سرائِري
فأنا بنهجكَ يا حبيبي أقتدي
وبودّ آلِـكَ أستَضيءُ مَعابِري
مني السلامُ على المدينةِ طيبةٍ
وعلى ثراكَ وما يُكَـحِّلُ ناظري
صلّى عليكَ اللهُ طه المصطفى
وعلى بَنيكَ الأطهرينَ مَفاخري
فهمُ الأئمةُ للأنامِ جميعِهِمْ
وَلَنَـهْجُـهُمُ دَربُ السَّلامِ ألآخِرِ
ـ القصيدة الثانية ـ
المُصابُ العظيم
……………………..
ضجّتْ ملائكةُ السّما والرُّوحُ
برحيلِ أحمدَ فالعُيونُ قُـروحُ
وتصاعدتْ آهاتُ أخيارِ الورى
جزَعاً وأفئدةُ الخلائقِ نُـوحُ
بكتِ المدينةُ والبقاعُ بأسرِها
وديارُ مكةَ قلبُها مَجرُوحُ
عرَجَتْ الى العلياءِ رُوحَ محمدٍ
آهٍ على رِزءٍ تلـتْهُ جُروحُ
ما كان أعظمَ أنْ تسودَ وصيّةٌ
فالمؤمِنونَ هدايةٌ ووُضُوحُ
يمضي بهِم نحوَ التكامُلِ قائدٌ
بَـرٌّ إمامٌ في المـآثرِ ريـحُ
من أهلِ بيتِ الطهرِ نفسُ محمدٍ
وهو الوصيُّ ومَن هُـداهُ صحيحُ
أوَ لم يكنْ فادي النبيِّ بهجرةٍ
بفراشهِ باتَ الفَتى المَمْـدوحُ
أو لم يكنْ حتفَ الطغـاةِ جَهالَةً
بطلٌ وكُـنْهُ فؤادهِ التسبيحُ
فاضتْ حياةُ محمدٍ ووَزيرُهُ
صدرٌ تُـوُسّـِدَ بالنقاءِ يفوحُ
يا عينُ جُودِي يا قلوبُ تلوَّعي
حزناً شجيّاً فالنبيُّ ضريحُ
غابَ التمامُ البدرُ في كنفِ الثّرَى
يا للفجيعةِ أنْ يغيبَ صَبُـوحُ
وهو الذي فَخْـرُ المكارِمِ فخـرُهُ
نـورُ العبـادِ ومن شَذاهُ طفُوحُ
صلّتْ على الهادي البشيرِ دمُوعُنا
وعلى مـزارٍ عَـزَّهُ السُبُّـوحُ
ـ القصيدة الثالثة ـ
رسائل دامعة الى حضرة النبي( ص)
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أجـبْ أيها الرَّمْسُ المحيطُ برحمَةِ
ألا هلْ الى الهادي البشيرِ مَحجَّتي
فإنّي لأَخشى المُغرِياتِ غِـوايةً
فتردَعُني عنْ أنْ أصونَ مَغَـبَّتي
بذلْـتُ لهـا عُمْرِي وأهلي وصِحّةً
أطالَتْ عذاباتِ السُّهادِ بِغُرْبَتِي
فكنتُ أرى أنْ ذا يَهونُ مع الهُدى
مَخافةَ يومٍ رائقٍ فيهِ شِقـوَتِي
مَخافةَ عُقبَى الناقِضيَنَ عهُودَهُم
فَهبّـوا خِفـافاً مُسرعِينَ لِفتنَـةِ
وقد تركوا طه الحبيبَ جَنازةً
وعادُوا وهم لايفقَهُونَ بفِـريَةِ
فوا ألمـاً كيفَ استطابَتْ نُفوسُهم
عُـزُوفاً وحامِي الدَّينِ شرطُ وصيَّـةِ
إمامٌ بهِ قالَ الكِتابُ ومُـرسَلٌ
وبُويعَ في يومِ الغديرِ بِحُـجَّـةِ
عليٌّ أخُو طه الأميـنِ وليُّـنا
وإمـرَتُهُ فخرُ الحياةِ بعـزَّةِ
الى طيبةٍ اُزجي الدُّمـوعَ حزينةً
لِمَثوى رسولِ الله خيرِ البريَّةِ
أيا زائراً قبـرَ الهُدى بالمدينةِ
أطِلْ نظَراً عنّي وأبلِغْ تَحيَّتي
وشُمَّ نسيماً أحمدِيّاً مِزاجُهُ
صلاةٌ وقرآنٌ وطُـهْـرُ أَرومَـةِ
حنانَـيكَ إقرأهُ السلامَ وقلْ لهُ
عُبَيدُكَ يا طهَ صريعُ المحـبَّـةِ
يناضلُ للقُربى وأنتَ أمَـرتَهُ
وينصُرُ مِعواناً بمنهاجِ عِـترةِ
بهم فاخَرَ اللهُ العظيمُ جلالهُ
فهم قِـمَـمٌ في المَكرُماتِ تجَلَّـتِ
أبا القاسمِ المختار أنتَ وليُّنا
ونحنُ بما ترضى وَفاءُ الأذِمَّـةِ
فداءٌ لنهجِ الوَعْي أنتَ أبَـنْتَـهُ
مصاديقَ لو سادتْ بقسطٍ لَـعَـزَّتِ
وكنّا بها خيرَ الأنامِ طريقةً
يلوذُ بنا الظامي اللهـوفِ لِـشِـربةِ
وتقصدُنا كلُّ الشعوبِ بَواعِـداً
وليسَ كما صِرنا شرائدَ فُـرقَةِ
اُصِبْنا بداءِ الذُلِّ رغم جُمـوعِنا
وأقطارُنا أمسـتْ ميادينَ قِتْـلَةِ
تُـحَـرِّقُـنا باسمِ السماء عصابَةٌ
رمتْ بلَظاها خيرَ دينٍ واُمّـةِ
تُكـفّرُ إسلاماً وتهـدِمُ مسجِداً
وتفجُرُ تُعْـميها ضغائنُ نَعْـرةِ
أتَـتْها خِراجُ البغـيِ تنفُثُ سُمَّـها
سَعُوداً” و”أحلافاً” ثعابينَ زُمـرةِ
أعاقتْ وما جاءتْ سوى بجريمةٍ
تريدُ بِـنا حِقـدَاً وثاراتِ رِدَّةِ
رمَت بنبال ِالغَـدْرِ شعبَ عِراقِنا
يموتُونَ صَرعى مارِقينَ أخسَّةِ
ولكنّهم رُغمَ المجازرِ قِـمَّـةٌ
من الجُودِ والحُسنى ومظهرِ وَحـدَةِ
يُسـائلُني البـاكيِ : هـل انَّ مَـوَدّةً
يُصَـدَّقُ أنْ تُـفدَى بِـروحٍ وخِـلَّةِ
فقُـلتُ له : حُبّـاً وطَـوعَاً فـإنّهـا
لِـعَيْنِ رسولِ اللهِ أَطـيَبُ اُجْـرَةِ
ألا في سبيلِ اللهِ نَصـبرُ شُـهَّـداً
ألا إنَّ ميعادَ الدواعشِ جَبهتي
هنالِكَ اُصـليـهِم عِقابَـاً اُوارُهُ
مَظالِمُ أطيابٍ قَضَـوا حينَ غِـرَّةِ
ألا يا رسولَ الله أصرِخْ فُـلولَـنا
فنحنُ وقد جارَ الزمانُ بشـدّةِ
نرى اُمّـةً طُـعمَ الذّئـابِ فريسَةً
وقد غابَ ربّـانُ الطريقِ المَـحَجّةِ
يرى فيئـهُ شتّانَ ينهَـبُهُ العِدى
على كـثـْرةٍ منّـا ونحنُ بِغُصّةِ
إليكَ رسـولَ اللهِ شَكوى ندامةٍ
فنحنُ و إنْ هانَ الخِـطابُ بقوةِ
وقد صالَ أبناءُ الولايةِ صَولةً
اُصيبَ بها التكفيرُ شـرَّ مَرَدَّةِ
فتلكَ “دواعيشُ” الضلالةِ مُـزْقَةٌ
تُطاردُها إذلالُـها حيثُ ذَلّـتِ
بنو الحشدِ والجيشِ الكماةُ دواؤُها
بواسلُ نهجِ الأصفياءِ الأئمةِ
لنا بكَ يا طهَ الرّسولِ مُحمداً
تأسٍّ فأنتَ النورُ في كلِّ ظُلمـةِ
وربّكَ إنّـا يا رؤوفُ مَوَدّةٌ
لأهلِـكِ بلْ إنّا فِداءُ المَـوَدَّةِ
عليكَ صلاةُ اللهِ أنتَ وعِترةٌ
بِكـِمْ فَيـْصَلٌ بينَ الجَحيمِ وجَـنـَّةِ
وقرةُ عينِ المؤمنينَ تعاونٌ
على البرِّ والتقوى وخيرِ اُخُـوَّةِ
فيحيا بنو اﻻسلام سلماً ديارُهم
من المسجدِ الأقصى الى بَطن مكةِ
28 نوفمبر، 2016
503 3 دقائق