قُبلة “آشتون” لــ “بن علوى” وقِبلة سان جورج !
أشرف أبو عريف
أعتقد أن البارونة كاثرين آشتون، المفوضة السامية للشؤن الخارجية بالإتحاد الأوربى سابقا، كانت قديرة وموفقة عندما فاجأت وزير الشؤن الخارجية لسلطنة عُمان بطبع ” قُبلة ” على جبين بن علوى تقديرا لبراعته وحنكته فى إدارة ملفات الأزمات للضفة الغربية لخليج فارس .. أى جزيرة العربب.. ولا شك أن الملف النووى الإيرانى كان يتصدر تلك الملفات الملغومة بذرات ونوايا محاور الشر من بنى جلدتنا.
فبحكم السياسة التى يحرص عليها سلطان البلاد لما يزيد على أربعة عقود، كان من الطبيعى أن تصل عملية التخصيب لفرق العمل على كافة الأصعدة العُمانية إلى ذروتها خاصة فى الوقت الحاضر عبر بوابة الماضى المؤلم وصولاََ إلى صمَّام آمان بوابة المستقبل برفع العقوبات عن الضفة الشرقية للخليج الفارسى وصراع قُوىَ الشرق الأقصى والغرب على رضا الجمهورية الإسلامية الإيرانية كما نرى اليوم..
كان من الممكن للبارونة ” آشتون ” أن تُكرِّم ” بن علوى ” كما هو مُتبع تقليديا، لكنها، رغم علمها بعادات وتقاليد أرض الغُبيراء، أعتقد أن غرامها بدبلوماسية الوزير العُمانى أصابها بالسُكر وغياب الوعى وما كان منها إلا أن تنقش ” قُبلة ” بنكهة دبلوماسية ولم تستفيق إلا عندما رأت هذه القُبلة قد طُبعت ونُشرت ووزعت على الإنس والجن وتربعت على عرش الشبكة العنكبوتية..
وبلا شك أن هذا التقدير الفريد فى شكله ومضمونه خاصة فى محيط وزراء الخارجية العرب قد أثار حسد بعض الوزراء من ناحية ومن ناحية أخرى خجل البعض الآخر لتفوق الدبلوماسية العُمانية فى شخص بن علوى.. وهذا كان دليلاََ كافيا لنجاح المفاوضات النووية والتى أسفرت عن برودة ولُطف مياه الخليج بعد أن كانت ملتهبة بفعل عراك ذرات وجُزيئات النووى الإيرانى الناتج عن استفزاز بنى صهيون والرُعاة بالوكالة..
هكذا كانت الدبلوماسية العُمانية الحاضر دائماََ حتى أثناء مرض السلطان قابوس بن سعيد.. وجاحد من ينكر دور السلطنة فى تجنيب الشرق الأوسط والعالم بأسره من حرب نووية مدمرة للأخضر واليابس بعد تجاوز درجات المفاعلات النووية الإيرانية كل ألوان الخطر ووصول مدها إلى الحدود الغربية لسوريا مع الدويلة الصهيونية.
” إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا “.. هكذا ضربت الدبلوماسية العُمانية المثل فى صدق نوايا الإصلاح وليس الإفساد فى الأرض والبحر والجو. هذا، بالطبع لم نراه فى العراق وسوريا واليمن وليبيا بسبب أن اللاعبين الرئيسيين فى صناعة القضايا الإقليمية والدولية وستبقى صراعات الأنا وصدام الحركات لطالما ” إن لم يُريدا إصلاحاََ.. ”
واعترافا بدور سلطنة عمان في ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين، تسلم بن علوى جائزة “سانت جورج” الألمانية للسلام في إطار مهرجان “سيمبر أوبرا بال 2016” السنوي بمدينة درسدن بولاية سكسونيا الألمانية.
وحسب المنظمة، جاءت هذه الجائزة تقديراً لمنطق العقل والحكمة التي تنتهجها القيادة الحكيمة للسلطان قابوس بن سعيد واعترافا بدور سلطنة عمان في ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وأصبحت عاملاً من عوامل الاستقرار في المنطقة العربية.
السؤال الذى يطرح نفسه الآن: أليس بن علوى الأجدر فى قيادة الجامعة العربية بعد ولاية العربى؟ ألسنا فى حاجة ماسة لــ “بن علوى” مبعوثاََ سامياََ للأمم المتحدة إلى العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ وبرغم أهمية جائزة “سان جورج” للسلم، إلا أن قُبلة آشتون لــ “بن علوى” أليست أبلغ من قِبلة سان جورج؟!