12 ساعة سيراً علي سطح الماء !
صاح الديك “حي علي الصلاة”.. توضأت لصلاة الفجر.. حزمت حقائبي.. وانطلقت بصحبة الرفقاء صوب مطار القاهرة الدولي متجهاََ إلى نيويورك الأمريكية.. وصلت صالة الركاب 3 عند السادسة والعشرون دقيقة.. كان عليَّ انتظار الرفيق في السفر.. قبل موعد الاقلاع بــ ٤ ساعات، أخذنا في انهاء اجراءات السفر.. تسللت حقائبي ماكينة الفحص الأمني.. دقت صفارات الإنذار.. الكل يهرول هنا وهناك.. عناصر الامن تردد “مولوتوف”.. كانت هواجس الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء منذ أيام فى أعين موظفى المطار والمسافرين.. العناصر المختصة بالمفرقعات تفتح حقيبتي لنزع فتيل “المولوتوف” حسبما أقر جهاز التفتيش.. كافة الاحتياطات الأمنية كانت علي قدم وساق، الكل يرتعد.. فمنهم من انبطح أرضاً.. ومنهم من آوي إلي ركن شديد.. العاشقون يلتصقون ببعضهم التصاقا تحسبا للحظات الوداع من دنيا الحياة..
يتقدم قائد فريق المفرقعات لانقاذ النفوس الحاضرة دون أدني تفكير في فُراق أبناءه وأم العيال.. ترقب وحذر من سيلقي مصير التفجير.. من سينجو.. من سيكمل قصة حبه بمحبوبه في دنيا الفرح..
وبتأني شديد وروية يفتح فريق المفرقعات الحقيبة الملغومة لنزع فتيل زجاجة البيبسي ومحتواها من المواد المتفجرة طبقا لصورة جهاز الفحص.. أنا في ذهول مما يجري.. سافرت كثيرا لم يحدث ذلك معي.. أتساءل ما الخبر؟ ماذا أفعل؟ كم من المسافرين سيموت؟ وكم سأدفع لكل ضحية؟ مالمصير؟ شفاهي تردد “لا حول ولا قوة إلا بالله “.. “يارب سترك”..
قائد المفرقعات يمسك بالزجاجة.. ينزع عن غطائها البلاستر للتخلص من محتواها بأمان.. إذ به يعطس ويعطس.. تنتابه الكحة علي التوالي، لكنه يقرأ بصوت مدوى “أنا وزوجي روحين في إزازة “.. ثم يقرأ المكونات “فلفل أسمر، بهارات هندى، شطة سودانى حارة،” وفى السطر الأخير: هذه رسالة تحذير لحسناوات ماما أمريكا.. إياكم والإقتراب من زوجى.. هكذا كتبت سهيلتي العزيزة!