السُنة والشيعة.. صراع الأنا إلى أين ؟!
ليس عيبا أن يتخذ المرأ من “الأنا” مسلكا حميدا عندما يكون فى مصلحة نُصرة الأمة الاسلامية وعزة المسلمين كما لمسنا ذلك فى حروب حزب الله وحماس ضد العدو الصهيونى منذ عام 2000 وحتى عام 2014 وهى ليست الأخيرة.. وفيها رفعت المقاومة رؤس المسلمين شرقا وغربا وفى الوقت نفسه أسقطت وزرقة التوت عن عورة العرب المعروفين بخدام الصهيونية.. هنا مرحبا بــ “الأنا”. أما أن تتصارع دول الغريزة والشهوات نحو اسقاط المقاومة فى لبنان وفلسطين لصالح الصهيونية من أجل ضمان مقاعدهم واستمرارهم فى مص دماء شعوبهم، فهؤلاء هم وبلا شك أصحاب الأنا الخبيثة!
من هنا نلمس مرارة الأنا الخبيثة فى شكل الصراع الدائر فى سوريا وحالها المرير الآن وكذلك العراق ولعل أخيرا اليمن.. فقط لتوسيد الزعامة الفارغة وتصفية الحسابات الشخصية دون أدنى اعتبار لكم وحجم الخسائر لموارد البلاد البشرية والاقتصادية والعسكرية ما يدفع فى اتجاه تحقيق الآمال الصهيونية. وقد تمثل ذلك فى أمور عديدة فمثلا محاولة إقناع أحد الأمراء السعوديين الغرب بما فيهم اسرائيل فتح المجال الجوى السعودى للطيران الصهيونى لضرب المفاغلات النووية السلمية دون الالتفات إلى الترسانة النووية والذرية القائمة بالفعل على أرض العرب المغتصبة واكفيلة بالتدمير الشامل لعواصم العرب!
ومؤخرا وليس أخيرا ابرام الصفقات العسكرية مع روسيا والذي تخطى ال 80.8 مليار دولار العام الماضي ، وفي زيادة هذا العام أيضا ، قد أغرى روسيا وجعلها تتنازل عن مواقفها الداعمة لإيران والحوثيين في اليمن . وقد وجهت الحكومة الروسية دعوة رسمية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي لزيارة جمهورية روسيا الاتحادية ، والذي أوفد ولده الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي لتلك الزيارة ولقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
و يبدو أن النهم الروسي لعقد صفقات سلاح جديدة مع المملكة وعدم خسارة العميل السعودي الثقيل سيجعلها تتراجع عن مواقفها السياسية التي تقف أمام السعودية مع الطرف الإيراني في مختلف قضايا المنطقة حسبما يتوهم البعض.
وقد رصدت صحيفة “تيليغراف” البريطانية أن السعودية واحدة من عشرة دول الأكثر إنفاقاً على ميزانيات الدفاع والإنفاق العسكري خلال عام 2014 مقارنةً بالعام الماضي ، نقلا عن دراسة لمؤسسة آي إتش إس “IHS” الاستشارية ، والتي جاءت فيها السعودية في مركز متقدم ومن أكثر الدول العربية إنفاقا في مجال التسلح .
وقد ارتفع الانفاق العسكري السعودي بنسبة 17 في المئة في 2014، حسبما ذكر معهد دولي متخصص في شؤون الدفاع.
وقال أحدث تقرير للمعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم إن قيمة ميزانية التسلح السعودية الإجمالية العام الماضي بلغت 80.8 مليار دولار.
وقد تمكن العاهل السعودي الملك سلمان ، وتحرك بسرعة، بعد شهر من جلوسه على العرش؛ وقام بتعزيز العلاقات مع واشنطن، وإحياء الاتفاق النووي مع باكستان وألغى تمويل صفقة روسيا لمصر.
كما تمكن من عرقلة محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفتح الأسواق العربية الغنية على صناعة الأسلحة الروسية وتعويض انخفاض العوائد المالية الروسية التي أدت لانخفاض سعر الروبل الروسي لأدنى مستوياته ،
وقد ذكر موقع “ديبكا” الاستخباراتي الاسرائيلي إن الهدف السعودي من عرقلة الصفقة الروسية مع مصر هو تشديد الحصار على روسيا، في ظل السياسة السعودية الخاصة بالسماح بخفض أسعار النفط العالمية لضرب الاقتصاد الروسي والضغط على موسكو لوقف دعمها لسوريا وإيران.
وقد ألغت السعودية تمويل صفقة السلاح المصرية على الأسلحة الروسية، التي بحسب صحيفة “لايزيكو” الاقتصادية، تقدر بما بين ثلاث وست مليارات يورو ، وأبدلتها بـ”صفقة فرنسية“، في إشارة للصفقة التي عقدتها القاهرة مع باريس وتشمل 24 طائرة “رافال” وفرقاطة حربية، الشهر الماضي
وكشفت مصادر موقع “ديبكا“، في تقرير نشرته الخميس 12 فبراير الماضي بعنوان: “سلمان يحيي الحلف النووية مع باكستان، ويوقف الزحف الروسي نحو القاهرة“؛ أن الملك سلمان اتصل بالجنرال عبد الفتاح السيسي وأبلغه أنه بعد مشاورات مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فإن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تراجعتا عن وعودهما قبل عامين بتمويل صفقة أسلحة كبيرة قيمتها 3.2 ملياري دولار بين مصر وروسيا، مشيرًا لتعويضها بصفقة مع فرنسا، وهذا هو سر التعجيل بها، والتي تقول القاهرة إنها ستصل في أغسطس القادم (موعد افتتاح الفرع الجديد لقناة السويس).
ومؤخرا تم توقيع صفقات بين فرنسا و السعودية بقيمة 12 مليار دولار، من بينها صفقة شراء 23 طائرة مروحية طراز H145 من شركة إيرباص بقيمة 500 مليون دولار.
بهذا الغليان بسبب صراع الأنا بين الصالح والطالح على خلفية السُنة والشيعة، ماذا بعد؟!