رئيس التحرير

بنى وطنى.. أليس منكم رجل رشيد؟!

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريفأشرف أبو عريف  رئيس تحرير الدبلوماسى

تعليقا على ما يحدث فى بلاد الاسلام والعرب والعجم.. سواء تشريد الأطفال، وقتل الشيوخ، واغتصاب النساء، وتجويع البهائم والفتك بالشجر والحجر. وسواء ذات الشمال وذات اليمين، مسلمين وغير مسلمين.. هل تتوفر لديكم القدرة على حُسن التصرف.. وتحمُّل المسؤلية نحو البشرية وغير البشرية؟! كيف.. وكل الأطرف تصر على أن كل طرف هو “الصواب” والطرف الآخر هو “الخطأ”؟! وكيف وكل الأطراف لم ترقى للتلاقى عند نقطة المنتصف.. أى “لنتفق فيما اتفقنا عليه.. ويحترم بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه”؟ّ وهل ” إنما العرب إخوة.. أم  ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “.. فهل حل القضايا الشائكة بمعايير “العروبة” أم بمعايير “الاسلام”؟! فهل أنتم ” مؤمنون “؟! وهل أصلحتم بين أخويكم، أى الفُرقاء؟! أم أن كل فريق يحاول الاصلاح من منطلق مزاجه وهواه؟! .. فكيف يرحمكم الله؟!

وأعتقد ليس بالضرورة نصر الاسلام بأهله، فربما مسلم، لكنه بسؤ سلوكه، غير جدير به وبالتالى هو وبال على الاسلام والمسلمين، وربما غير مسلم، ولكن بسلوكه الحميد رغد للبشرية.. وهذا يُذكُّرنا بمقولة الامام محمد عبده الشهيرة عندما ذهب لمؤتمر باريس عام 1881، وبنهاية المؤتمر، عاد عند العرب ، فقال ” ذهبت للغرب، فوجدت إسلاما، و لم أجد مسلمين، و لما عدت للشرق، وجدت مسلمين، و لكن لم أجد إسلاما “! و هذا دليل على كم العدل النسبى الموجود في بلاد الغرب ، أوروبـــــا و أمريكا و بريطانيا و أستراليا .. إلخ، و أن كل إنسان ينال كامل حقوقه، حتى المهاجر من العرب وغير العرب..

وسيذكر التاريخ أنه في الوقت الذي قامت فيه انجلينا جولي بالبكاء على أطفال ” مجزرة حمص ” و ذهبت إلى سوريا ضاربة بتحذيرات البيت الأبيض لها عُرض الحائط. و ذهبت إلى الصومال الجائعة و مُصراتة الليبية دعماً لمصابيها. وأدانت دعوات حـرق المصحف الشريف في الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتمي إليها. و ذهبت إلى باكستان لدعم المسلمين المتضررين من السيول و التزمت بالـتقاليد الباكستانية و ارتدت الإسدال الذي يغطي شعرها ؛ وانشغلت اللبنانية هيفا وهبي بالرقص مع المصرية فيفي عبده على إحدى الفضائيات. و قام مواطن سعودي بالتصويت لـ كارمن سليمان بــ 150 ألف ريال سعودي.. هذا، بالطبع لمن له ظل.

والمعروف أن آنجلينا جولي (بالإنجليزية: Angelina Jolie) ولدت في 4 يونيو 1975 في لوس أنجلوس. وهي ممثلة أمريكية حصلت على 3 جوائز غولدن غلوب، وجائزتين من نقابة ممثلي الشاشة، و جائزة أوسكار واحدة. تعرف أنجلينا بأعمالها الخيرية الكثيرة، واختيرت عدة مرات لجائزة المرأة الأكثر تأثيراً على مستوي العالم.

أنا هنا لست بصدد القبول الكلى والشامل للغير، وأيضا لست بالرفض الشامل والكلى للغير، لكنى أقف أمام سلوك لبنى وطنى، مفاده قتل وذبح وهتك عِرض وتجويع وتعطيش وتشريد ودمار، وربما فى الأيام القادمة القريبة دمار شامل.. فالفتنة كانت نائمة.. من أيقظها؟! ولا أقول لعن الله من أيقظها، ولكن أقول ” هداه الله من أيقظها “..

وحتى لا نذهب بعيدا بعيدا، فالقصد من مصطلح ” بى وطنى “، هو مضمون ما قاله الرسول الأعظم في وسط ‏ ‏أيام التشريق ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، أَلا لا فَضْلَ لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ، أَلا قَدْ بَلَّغْتُ ؟ ” قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : ” لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ” .

فيا بنى وطنى فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وأنصارهم ذات اليمين وذات الشمال.. أليس منكم رجل رشيد؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى