باول_ترامب.. والخيار المستحيل!

أشرف أبو عريف يكتب
تُمثل العلاقة بين جيروم باول ودونالد ترامب واحدة من أكثر المعارك إثارة للجدل بين رئيس ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التاريخ.
والآن، يلوح في الأفق صراعٌ أكبر – صراعٌ قد يُحدد مصير مدخرات الأمريكان التقاعدية.
الأرقام تجعل التسوية مستحيلة. لقد ارتفع الدين الأمريكى الوطني إلى 34 تريليون دولار، مما خلق ما يُطلق عليه الاقتصاديون “الخيار المستحيل“.
إذا أبقى باول أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، فستستنزف مدفوعات فائدة الميزانية الأمريكية بأكملها. وإذا خفض أسعار الفائدة لدعم الانتعاش، فإنه يُخاطر بتدمير قيمة الدولار. لا يوجد حل وسط لأن الحسابات ببساطة لم تعد تُجدي نفعًا.
قليل من الأمريكيين يُدركون النطاق الحقيقي لسلطة مجلس الاحتياطي الفيدرالي. فبينما يأتي الرؤساء ويرحلون، يُسيطر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي على النظام النقدي بأكمله.
تمتد ولاية باول إلى ما بعد عام 2024، مما يُمهّد الطريق لمواجهة تاريخية ذات عواقب وخيمة على مدخرات أمريكيين.
وقد وصف ترامب باول بالفعل بأنه “جاهل” و”عدو” للازدهار الأمريكي. لكن هذه المرة، لا يقتصر الصراع على السياسة فحسب، بل يتعلق بالواقع الرياضي.
ما يجعل هذا الوضع خطيرًا حقًا هو السياق العالمي. فالبنوك المركزية حول العالم تشتري الذهب بأسرع وتيرة في التاريخ.
دول البريكس تُنشئ أنظمة مالية جديدة لتجاوز الدولار. حتى حلفاؤنا يُقلّلون من تعرضهم لسندات الخزانة الأمريكية. جميعهم يرون ما هو آتٍ.
وأعتقد أن “الاحتياطي الفيدرالي ضد ترامب: المعركة القادمة من أجل مستقبل أمريكا المالي”، ما هو على المحك حقًا.