سلايدرسياسة

بالصور.. فى يوم القدس العالمى.. سفير إيران لدى مصر يندد بشدة خرق الاحتلال الصهيونى إتفاق وقف إطلاق النار ويطالب بوحدة العالم الإسلامى لتحرير فلسطين وحق تقرير المصير

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

احتفالا بيوم القدس العالمى، أقامت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالقاهرة اليوم حفل إفطار رمضان 1446 هجرية وسط حضور دبلوماسيين وسياسيين وإعلاميين ومثقفين بمقر إقامة السفير محمد سلطانى فرد الذى ألقى كلمة بهذه المناسبة والتى جاءت على النحو التالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة، الضيوف الكرام، زملائي المدافعين عن العدالة، اليوم، ونحن نجتمع لإحياء اليوم العالمي للقدس، أقف أمامكم ليس فقط بصفتي السفير الإيراني ورئيس المصالح الإيرانية في مصر، بل بصفتي صوتاً للقضية الفلسطينية، وهي قضية لها صدى عميق في قلوب الملايين حول العالم. هذا اليوم الذي سنه الإمام الخميني، قائد الثورة الإيرانية المبجل، هو بمثابة تذكير مؤثر بمسؤوليتنا المشتركة في التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي عانى من عقود من الاحتلال والظلم. إنه يوم لإعادة تأكيد التزامنا بمبادئ الكرامة الإنسانية والسيادة والحق في تقرير المصير.

https://youtu.be/sZ_tDRI_wNM?si=qlF0GaGCWbHvTeT3

وبينما أجلس متأملاً في الأحداث الأخيرة التي وقعت في قطاع غزة، فإن خطورة الوضع تلقي بثقلها على قلبي. إن الانتهاك الإسرائيلي لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان المبارك ليس مجرد خرق لاتفاق هش؛ بل هو عمل عميق من عدم الاحترام وعدم الإحساس الأخلاقي. ويتضاعف ألم الشعب الفلسطيني ومعاناته بسبب التوقيت، حيث يضطر الشعب الفلسطيني إلى تحمل أهوال الحرب بينما هو صائم ويبحث عن العزاء الروحي. من الضروري أن يتخذ المجتمع الدولي، ولا سيما الدول الضامنة لوقف إطلاق النار ، موقفًا حازمًا وممارسة الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار. وكما كتب الشاعر محمود درويش ذات مرة: ”الأرض هي جنتنا الوحيدة التي نملكها، ونحن لا نحسن التصرف فيها“. لا يمكن للعالم أن يبقى صامتًا بينما تزداد حياة سكان غزة استحالةً على نحو متزايد، دون أن يتمكنوا من الحصول على المساعدات الإنسانية أو الرعاية الطبية.

ومع ذلك، فإن الحقيقة القاسية هي أن احتمالات التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار تبدو قاتمة، خاصة مع تواصل الدعم الأمريكي لإسرائيل ، تحت قيادة الرئيس ترامب، تقديم الدعم الثابت لإسرائيل. إن صمت المجتمع الدولي أمام هذا الاستهتار الصارخ بحياة البشر يصم الآذان. إنها لمفارقة مأساوية أن يكون الشهر الذي كان من المفترض أن يكون شهرًا للتفكير والسلام مشوبًا بالعنف وسفك الدماء. إن سكان غزة محرومون من أبسط حقوق الإنسان، ويجب على المجتمع الدولي أن يستيقظ على هذا الظلم. وبينما نشهد تصاعد التوترات ومعاناة الشعب الفلسطيني، من الأهمية بمكان أن نطالب بالمساءلة والعمل. يجب على العالم ألا يقف مكتوف الأيدي بينما تتعرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر، ليبقى حلم الحل السلمي والعادل بعيد المنال.

وبينما أقف هنا متأملاً في الأحداث التي تكشفت، لا بد لي أن أتناول الوضع في غزة بقلب مثقل. فبدلاً من أن نحتفل بانتصار غزة والمقاومة العربية والإسلامية الأوسع نطاقاً على الكيان الصهيوني بشق الأنفس، وهو انتصار بدا وكأنه يجلب بصيصاً من الأمل بعد عام ونصف من سفك الدماء بلا هوادة، نجد أنفسنا وقد عدنا بشكل مأساوي إلى المربع الأول. إن صمود وتصميم الشعب الفلسطيني، الذي تحمل معاناة لا يمكن تصورها، كان ينبغي أن يكون لحظة فخر جماعي ودعوة للمجتمع الدولي للعمل من أجل دعم إعادة إعمار غزة. ومع ذلك، فإن القرار الأخير الذي اتخذه نتنياهو باستئناف الهجمات، مدفوعًا برغبته اليائسة في التشبث بالسلطة وتجنب العواقب القانونية، قد حطم هذا الأمل الهش. ”هذه ليست مجرد انتكاسة؛ إنها خيانة عميقة للأرواح التي لا تعد ولا تحصى التي فقدت والتضحيات التي قدمت”، كما قال أحد سكان غزة. يجب على العالم الآن أن يرتقي إلى مستوى الحدث ويطالب بوضع حد لدوامة العنف هذه، ويحث جميع الأطراف على السعي إلى سلام دائم وعادل.

وفي مواجهة هذه المحنة، من الأهمية بمكان ألا نغفل عن التكلفة البشرية لهذا الصراع. إن صور المنازل والمستشفيات والمدارس المدمرة وقصص العائلات التي مزقها العنف، هي بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة للتدخل الدولي. ويقع على عاتق المجتمع الدولي التزام أخلاقي بضمان عدم ترك غزة وحدها لإعادة الإعمار، خاصة وأن الهجمات الأخيرة لم تؤد إلا إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلاً. وكما أكد أحد المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان ”لا يمكننا أن نكون متفرجين في هذه المأساة“. من الضروري أن ندعو إلى وقف شامل لإطلاق النار، وأن ندفع باتجاه المساءلة، وأن ندعم جهود إعادة الإعمار في غزة. إن الطريق إلى الأمام محفوف بالتحديات، ولكن من خلال الوحدة والمثابرة والالتزام بالعدالة فقط يمكننا أن نأمل في رؤية مستقبل أكثر إشراقًا لجميع المتضررين من هذا الصراع المستمر.

وبينما نتأمل في أهمية هذا اليوم، لا بد لنا أن ندرك الروابط التاريخية والثقافية التي تربطنا، نحن شعب إيران ومصر، بمدينة القدس الشريف. فالقدس، وهي مدينة ذات أهمية دينية وثقافية عميقة، ليست مجرد رمز للإيمان، بل هي منارة أمل لمستقبل عادل وسلمي. إن محنة الشعب الفلسطيني ليست مجرد قضية إقليمية، بل هي قضية عالمية تتطلب اهتمام وعمل كل دولة تقدّر حقوق الإنسان والقانون الدولي. إنها دعوة لنا، بصفتنا أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، للعمل على توحيد أصواتنا وجهودنا لدعم القضية الفلسطينية والدعوة إلى حل دائم وعادل للصراع.

وانطلاقاً من روح الوحدة هذه، أتوجه بالشكر إلى الشعب المصري وحكومته على دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية. فمصر، الدولة ذات التاريخ العريق والدور المحوري في الشرق الأوسط، وقفت باستمرار إلى جانب الفلسطينيين في نضالهم من أجل العدالة والحرية. وتوفر عضويتنا المشتركة في منظمة التعاون الإسلامي منبراً لنا للتعاون وتضافر جهودنا. ويمكننا معًا الاستفادة من نفوذ منظمة التعاون الإسلامي للدفع باتجاه الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف وضمانا لحماية حقوق الشعب الفلسطيني ودعمها. وكما قال الإمام الخميني ذات مرة: ”إن نضال الشعب الفلسطيني هو نضال جميع الأحرار والمضطهدين في العالم“.

ومع ذلك، فإن جهودنا لدعم القضية الفلسطينية يجب أن تشمل أيضًا موقفًا حازمًا ضد أولئك الذين يواصلون دعم الاحتلال وتمكينه. وإنني أحث الدول القادرة و الدول ذات الريادة ، على إعادة النظر في تعاونهم ودعمهم التجاري مع الكيانات التي تساهم في استمرار معاناة الشعب الفلسطيني وألا نسمح للمصالح الاقتصادية بأن تطغى على التزاماتنا الأخلاقية. يجب علينا أن نرفع صوتنا ضد ظلم الكيان الصهيوني وداعمه أمريكا وأن نعمل معًا لخلق عالم تُحترم فيه حقوق جميع الناس وتُصان.

وفي الختام، فإن اليوم العالمي للقدس هو تذكير قوي بمسؤوليتنا المشتركة في دعم القضية الفلسطينية. وبصفتنا إيران ومصر، لدينا الفرصة والواجب لنكون قدوة يحتذى بها، ولنعمل معاً في إطار منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة البريكس ومجموعة الثمانية ، ولندعو إلى حل عادل ودائم للصراع. دعونا لا نكون متفرجين على معاناة الشعب الفلسطيني، بل مشاركين فاعلين في النضال من أجل العدالة والسلام. وبينما نقف هنا اليوم، دعونا نلتزم من جديد بمبادئ التضامن والتعاطف والكرامة الإنسانية. معاً، يمكننا أن نحدث فرقاً، ومعاً يمكننا أن نبني مستقبلاً أفضل للجميع. شكراً لكم.

والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى