
أشرف أبو عريف
في فترة ما بعد الظهر من يوم 24 فبراير، تلقى الرئيس شي جين بينغ مكالمة هاتفية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتن.
أشار الرئيس شي إلى أنه خلال الاجتماع الافتراضي مع الرئيس بوتن قبل عيد الربيع، قدمنا التوجيه لنمو العلاقات الصينية الروسية في عام 2025 وتنسيق المواقف بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية. وقد عملت السلطات المختصة في بلدينا على أساس تفاهماتنا المشتركة للتقدم بشكل مطرد في التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك إحياء الذكرى الثمانين للنصر في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني وحرب العالم ضد الفاشية. يخبرنا التاريخ والواقع أن الصين وروسيا مقدر لهما أن تكونا جارتين جيدتين، وأن بلدينا صديقان حقيقيان يتقاسمان السراء والضراء، ويدعمان بعضهما البعض ويسعيان إلى التنمية المشتركة. تتمتع علاقتنا الثنائية بقوة دافعة داخلية قوية وقيمة استراتيجية فريدة. إنها لا تستهدف أي طرف ثالث ولا تتأثر بأي طرف ثالث. لدى كلا البلدين استراتيجيات تنمية وسياسات خارجية طويلة الأجل. “بغض النظر عن كيفية تغير المشهد الدولي، فإن علاقتنا سوف تتحرك إلى الأمام بوتيرتها الخاصة، وتساهم في تنمية وإحياء بلدينا، وتضفي الاستقرار والإيجابية على العلاقات الدولية.
وقال الرئيس بوتن إن روسيا تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع الصين. وفي العام المقبل، يتطلع الجانب الروسي إلى الحفاظ على التبادلات رفيعة المستوى مع الصين، وتعميق التعاون العملي، والاحتفال المشترك بالذكرى الثمانين للنصر في حرب العالم ضد الفاشية وفي حرب المقاومة التي خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الياباني. إن تطوير العلاقات مع الصين هو خيار استراتيجي اتخذته روسيا بهدف تحقيق أهداف طويلة الأجل؛ وهو ليس عملاً نفعياً، ولا يتأثر بأي حوادث مؤقتة، ولا يخضع لتدخل العوامل الخارجية. وفي ظل الوضع الحالي، فإن التواصل الوثيق بين روسيا والصين يتماشى مع الشراكة الاستراتيجية الشاملة للتنسيق بين البلدين في العصر الجديد، وسوف يرسل رسالة إيجابية مفادها أن روسيا والصين تلعبان دوراً استقرارياً في الشؤون الدولية.
وقد قدم الرئيس بوتن تحديثاً عن آخر التفاعلات بين روسيا والولايات المتحدة، وعن الموقف المبدئي لروسيا بشأن أزمة أوكرانيا. وقال إن روسيا ملتزمة بإزالة الأسباب الجذرية للصراع والتوصل إلى خطة سلام مستدامة وطويلة الأجل.
وأشار الرئيس شي إلى أنه بعد وقت قصير من التصعيد الكامل لأزمة أوكرانيا، حددت موقف الصين الأساسي، بما في ذلك أربع نقاط حول ما يجب القيام به لمعالجة الأزمة. وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أطلقت الصين والبرازيل، إلى جانب بلدان أخرى في الجنوب العالمي، مجموعة أصدقاء السلام لتعزيز الأجواء والظروف اللازمة للتسوية السياسية للأزمة. وترحب الصين بالجهود الإيجابية التي تبذلها روسيا والأطراف المعنية لحل الأزمة.
واتفق الجانبان على الحفاظ على التواصل والتنسيق بطرق مختلفة.