بقلم: ا.حذامي محجوب
الفنون والرياضة وكل أشكال الجمال في الحياة ليست مجرد ترف، بل هي نافذة يطل منها الإنسان على عمق وجوده وسر فرحته بالحياة. إنها لغة صامتة تخاطب الروح، تعيد ترتيب فوضى الأيام، تذكرنا بأن الحياة ليست فقط ما نعيشه، بل ما نشعر به وما نخلقه من جمال.
في المملكة العربية السعودية، أصبحت هذه النافذة أكثر وضوحًا، مع تبني رؤية السعودية 2030، التي جعلت من الترفيه والفنون ركيزة أساسية لتحقيق جودة الحياة ورفاهية المواطن.
وتحت قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وبالرؤية الطموحة التي تحققت بجهود المستشار تركي آل الشيخ، تحول الترفيه في السعودية إلى صناعة استراتيجية.
لم يعد مقتصرًا على العروض والمهرجانات، بل أصبح رافدًا اقتصاديًا حيويًا يسهم في تعزيز الموارد الوطنية وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
هيئة الترفيه، بالتعاون مع قطاعات السياحة والرياضة، أطلقت العديد من المبادرات النوعية، أبرزها “موسم الرياض”، الذي أصبح علامة فارقة في تاريخ البلاد.
من خلال تطوير “البوليفارد” والمناطق الترفيهية الأخرى، تحولت العاصمة الرياض إلى مركز جذب عالمي. لم تعد الفعاليات تقتصر على منطقة واحدة، بل امتدت لتشمل أحياء متعددة، لتوفر للمواطنين والزوار تجربة ترفيهية شاملة.
هذا التحول جعل من السعودية وجهة مفضلة لنجوم الفن والرياضة والتصميم والثقافة، حيث أصبحت المملكة تبهر العالم بجمالها المتجدد كل عام.
اليوم، لم يعد المواطن السعودي بحاجة للسفر إلى الخارج للاستمتاع بالفعاليات الثقافية والفنية، بل أصبح العالم هو الذي يتجه إلى السعودية.
والأكثر من ذلك، أن المواطن السعودي لم يعد مجرد مستهلك للفن والثقافة، بل أصبح منتجًا لها، إذ شهدت السنوات الأخيرة تألق العديد من المبدعين السعوديين في مجالات الفنون والتصميم والرياضة.
الترفيه في السعودية ليس فقط مصدرًا للبهجة، بل هو نموذج يُحتذى به في دمج الإبداع مع التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كل هذا يأتي في إطار رؤية 2030، التي تعزز مكانة الترفيه كوسيلة لتحقيق طموحات أوسع، بدءًا من تحسين جودة الحياة وصولًا إلى ترسيخ الهوية الثقافية.
بهذا التوجه، أصبحت السعودية تقدم للعالم صورة جديدة ومختلفة، صورة تجمع بين التراث العريق والطموح الحديث.
الترفيه هنا ليس مجرد نشاط، بل هو أداة لإعادة تعريف معنى الجمال والفرح في حياة الإنسان، ولإظهار قدرة المملكة على التحول إلى مركز إقليمي وعالمي للإبداع والتجدد.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري: “إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا”.