مينيابوليس.. ترامب والعنصرية

د. حذامى محجوب
ما يقدّر في الحياة عادة ، ليس أنّنا عشناها، بل ما أحدثناه من فرق في حياة الناس الآخرين .
اعتاد العالم الغربي منذ La Fayette و Johnny Hallyday الاعتقاد كون الولايات المتحدة دولة الحرية وهي التي تشع على العالم انطلاقا من غيتارة كهربائية (على غرار بارتولدي وتمثاله).
ان هذه الصورة النمطيّة الرائعة هي قبل كل شيء ثمرة النجاح الاستثنائي للصناعة الثقافية الأمريكية عبر ” شخصيّات ” بعضها كرطونيّة و اخرى حاضرة بيننا ، اصبحت مسيطرة على اذهان الناس تؤثّر في سلوكاتهم و حتى ثقافاتهم ، على غرار : ميكي ماوس ، كونز ، عائلة سمبسون ، هوليوود و مادونا .
لقد أقنعتنا هذه الأعمال بأن هذا البلد هو شعلة الإبداع والديمقراطية و حقوق الانسان والحرية .
عندما نرى شارون ستون وكيم كارداشيان ، نعتقد أيضًا أن الحرية الجنسية هي السائدة كذلك هناك.
لكن بان الان ، انّ الولايات المتحدة الأمريكية دولة عنصرية ، متشددة ، محافظة ، اجرامية بوحشية لا تكاد تصدق ضد الفقراء و المستضعفين ، حيث أن أكثر الكلمات شيوعًا في كل الفضاءات وفي وسائل الإعلام ، كلمة “الدولار”.
ان الأمريكي هو ذلك الشخص الذي ينظر أولاً إلى ما يوجد بالجيب ، بالتالي يرى البشر والشعوب حسب ما لديهم من ثروات .
تعدّ الولايات المتحدة كذلك إمبراطورية عسكرية لا حدود لميزانيتها الحربية التي لا تقارن و لا مثيل لها في العالم.
ان بلدانا مثل الفيتنام والعراق وأفغانستان وإيران تدرك جيدا عظمة و حجم تلك القوة العسكرية وقدراتها الفائقة ، انها ليست بالدولة الديمقراطية بل إمبراطورية.
مع بعض الاستثناءات النادرة ، اذ حكم هذه البلاد البقالون (ترومان ، نيكسون) ، والمليارديرات (عائلة بوش ، ترامب ، كينيدي) ، المغنون (أوباما) ، لاعبو ساكسو (كلينتون) والجنود (أيزنهاور).
يعتبر ترامب افضل من يمثّل هذا البلد بكل تجلياته الفضيعة و تجاوزاته الأخلاقية و رغم كلّ ذلك سيتم إعادة انتخابه لدورة رئاسية ثانية .
إنه خنزير قادر على أن يعلن وضاعته بنفسه بشفاهه البغيضة ، كمشتري الدجاج السلوفيني والعاهرات المضمونة “صحيا” ، لديه خوف وذعر كبيرين من ” الفيروسات و الجراثيم” ، أكثر بكثير من اصحاب البشرة السّوداء .
ان الشيء الوحيد الذي قد ينقذ هذا البلد ، على الأقل على مستوى الصورة ، هو ضمّه لعدد كبير من اليهود يفوق عددهم بما هو موجود في دولة إسرائيل ، مما يجعلنا نعتقد أن اللوبي الاسرائيلي هو صاحب القرار و الحاكم الفعلي هناك في بلاد العمّ سام .
الم يُقل ، ويل لأمة، كل قبيلة فيها أمة ..