رأىسلايدرسياسة

النائب أسامة شرشر يدق أجراس الخطر: لماذا تُستباح سوريا الآن؟! وما موقف إيران؟! ولماذا لم تدعو الجامعة العربية لقمة طارئة؟! فاالأمس فلسطين ولبنان واليوم دمشق، وغدًا بغداد، وما خفى كان أعظم.. ؟!

استمع الي المقالة

فى مقاله عبر جريدته “النهار” رئيساً لمجلس إدارتها ورئيساً لتحريرها، جاءت كلمات السيد/ أسامة شرشر تفيض مرارة وحزناً عميقاً على تساقط بعض عواصم العرب بفعل أعراب وضباع مستعربين.. ومع الأسف المتقاتلين مسلمين عقدوا العزم على لقب “زعيم من ورق” دون أدنى إكتراث من يفوز بغنائم الشرق الأوسط تحت وفوق الأرض.. هكذا، يوثقون نظرية “يخربون بيوتهم بأيديهم”.. فهل أصبح وأضحى وأمسى العرب والمسلمون الأكثر خطراً على العروبة والإسلام ؟!..

على كل جاء مقال الكاتب أسامة شرشر على النحو التالى:

النائب أسامة شرشر يدق أجراس الخطر: لماذا تُستباح سوريا الآن؟! وما موقف إيران؟! ولماذا لم تدعو الجامعة العربية لقمة ط

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

أعتقد أن الزيارة الخاطفة التى قام بها الرئيس السورى بشار الأسد، إلى روسيا مهمة جدًّا فى هذا التوقيت الهام والحساس، بعد قيام الجماعات الإرهابية والظلامية باحتلال حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا بدعم من بعض الأطراف الفاعلة فى المنطقة، وتحت غطاء أمريكى مستتر، فى محاولة لتفتيت الأرض السورية أرض التاريخ والحضارة والبطولة، ولكن ستبقى وستظل دمشق هى البوابة الشرقية الحقيقية للأمن القومى المصرى والسورى والعربى.

إن عدم إدانة الدول العربية لهذا الإرهاب المنظم فى هذا التوقيت، يثير علامات استفهام خطيرة، خاصة بعد عودة سوريا إلى حضن العالم العربى.

فلذلك فإن كل التغيرات الجيوسياسية التى تحدث فى المنطقة تعطى علامات استفهام فى ظل الصمت الروسى وتسليم مطار حلب العسكرى إلى جماعات النصرة وتحرير الشام وكل هذه المسميات الإرهابية، خاصة بعد وقف إطلاق النار الهش فى لبنان.

لماذا تُستباح سوريا الآن؟ ولماذا كل هذه المحاولات لتفتيت الأرض السورية، رغم صمود الجيش السورى الوطنى العظيم، الذى ما زال يدافع عن وحدة التراب السورى، ولكن أن نترك سوريا بلا غطاء أو دعم عربى فى هذا التوقيت؛ فهو ما يثير الدهشة والريبة.

فهل نريد أن تسقط سوريا فى يد المنظمات الإرهابية المدعمة دوليًّا أم أنه ما زالت هناك مساحة من الوقت لاستعادة حلب، هذه المدينة التى كنا نفخر بها، فحلب ليست عاصمة اقتصادية فقط ولكنها تموج بالرموز والمفكرين والأدباء الذين صنعوا التاريخ والأمجاد لهذا الشعب العريق، الذى يحمل حضارة بابل وآشور وكل أشكال الحضارات.

ولكن أن يتم أخذ الجولان بقرار من ترامب وضمها للاحتلال الإسرائيلى، وقيام إسرائيل باستباحة المجال الجوى السورى، وضرب المطارات والمعسكرات والمراكز البحثية والعلمية تحت مسمى وجود عناصر إيرانية وعناصر من حزب الله، فهذه هى الفوضى الصهيونية التى تريد أن تؤكد نظرية بن جوريون من النيل إلى الفرات.

فدجلة والفرات من الروافد التاريخية والثقافية والحضارية، وما زال جامع صلاح الدين الأيوبى، فى وسط دمشق، يمثل علامة التحدى والصمود أمام هذه التحديات الخطيرة، رغم وجود أكثر من 10 ملايين لاجئ سورى خارج سوريا، والتساؤل الآن: لماذا لم يتم اللقاء المنتظر بين الرئيس التركى أردوغان وبشار الأسد؟ وما الأسباب الحقيقية التى تعطل هذا اللقاء الذى سيكون بمثابة تحجيم وحصار لهذه الجماعات الإرهابية؟ لأن تركيا لاعب أصيل وحقيقى فيما يجرى من أحداث ومعطيات فى الداخل السورى، خاصة فى إدلب وحلب وحماة وكل الشمال السورى.

والتساؤل: ما موقف إيران مما يجرى فى حلب الآن من محاولات تفتيت الدولة السورية؟

ودعونا نتذكر أخطر ما قاله الباحث الأمريكى جوزيف بارنسكى (علينا احتلال سوريا كى نضمن التحكم فى خطوط نقل النفط من الموصل إلى حيفا، والمعادلة هنا تنطبق أيضًا على العراق) فالمخطط الأمريكى الصهيونى يقضى بتقسيم المنطقة وتوزيعها لكيانات إثنية ودينية وعرقية وطائفية والتخلص من الجيوش الوطنية، وهو ما قام به بول بريمر، الحاكم الأمريكى للعراق بعد الغزو، حيث قام بحل الجيش الوطنى العراقى، وهو نفس ما يريدون فعله فى سوريا.

مطلوب الآن تحرك مصرى سعودى عربى لوقف نزيف تفتيت الأرض السورية، وتقديم كل الدعم المادى والعسكرى واللوجستى إلى الجيش السورى، فى هذا التوقيت الهام والحساس.

وأتساءل ويتساءل معى كل عربى حر: لماذا لم تعقد الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا لبحث تداعيات ضرب العمق السورى واحتلال حلب من جماعات ظلامية متطرفة تموَّل من الداخل والخارج؟ أعتقد أن سوريا عادت إلى مقعدها فى الجامعة العربية، أم أننا ما زلنا نتعامل على أنها غير موجودة؟!

وإلى متى سنظل صامتين أمام هذا العبث بالتراب السورى، البوابة الشرقية للأمن القومى العربى؟

فاليوم دمشق، وغدًا بغداد، وما خفى كان أعظم!

أعتقد أن التحرك بفعل موحد فى هذا التوقيت ضرورة قومية وعربية، لمحاولة وقف نزيف ضرب الدولة السورية فى مقدراتها وسيادتها وأرضها وشعبها.

وأعتقد أن الشعب السورى العظيم الذى تحمل الكثير والكثير آن الأوان أن يستريح ويعود إلى أرضه ووطنه بعد حالة الشتات فى كل بلاد العالم، فمصر تستوعب أكثر من 2 مليون سورى أصبحوا جزءًا من النسيج المصرى بمشاريعهم وعملهم ويشعرون أنهم فى وطنهم وبكل الأمان الاجتماعى والاقتصادى والتعليمى والاستثمارى، وهناك نماذج رائعة وفاعلة أضافت للاقتصاد المصرى، لأن القاهرة ودمشق كانتا رأس الخيمة العربية الحقيقية أيام الوحدة بين الشعبين فى عام 1958 وما زال أهل الشام يعشقون عبدالناصر حتى الآن، والمد القومى والعروبى، فسوريا صدّرت كفاءات ورموزًا فى كل المجالات.. فمتى يقوم العرب بدعم سوريا للحفاظ على أرضها؟!

فإذا كانت هناك زلازل طبيعية تضرب سوريا، فالأكثر تأثيرًا هو الزلازل السياسية التى تحاول تفتيت سوريا وتحولها إلى طائفيات وقوميات لا تمتّ لنا بصلة، وكلها ممولة وتابعة لأجندات أجنبية.

انتبهوا يا حكام العرب..

فالدور على الجميع إذا لم نستفق ونُعِدْ دمشق إلى حضن معادلة الأمن القومى العربى الحقيقى.

وشكر الله سعيكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى