رأى

لمســـــة وفـــــــاء !

استمع

عبدالمنعم مبروك يكتب

• في كل يوم مع نسمات الفجر ومع كل صباح تستنشق الروح عبير التضرع إلى الله مع صلاة الفجر ليوم جديد بنداء (الله أكبر) … والدعاء للراحلين بأن يتغمدهم الله برحمته، وفى مقدمتهم شهداء الشرطة والجيش … والصبر هو نصف العبادة … والطاعة لله سبحانه مع كل صلاة هي النصف الآخر المشمول بالتضرع إليه بأن ينقذ الوطن الحبيب من الحرائق المشتعلة حولنا بالمنطقة العربية … ونحمد الله أن حرب أكتوبر 1973 التي عبرت أيامها الماضية قد أنقذت مصر وأعادت لها العزة والكرامة … في وقت تعيش فيه الأمة العربية ما يشبه الحرب العالمية بالوكالة على أرضها أو على الأقل حربًا إقليمية وصراع الإرادات المدمر للأخضر واليابس في غزة ولبنان بين مشروعين للسيطرة على مقدرات المنطقة الغنية بالثروات، وهي مشروعات تتسبب في حرق المنطقة عن عمد … المشروع الإسرائيلي بقيادة مجنونة عنصرية في إسرائيل تحت عنوان إقامة إسرائيل الكبرى وهو المشروع الذي سيدمر إسرائيل ويحرقها قبل أن يدمر المنطقة بسبب الإبادة الجماعية للأبرياء واللعب بالنار التي يهواها (شمشون) الشرق الجديد بنيامين نتنياهو بإجرامه غير المسبوق … وهناك المشروع الإيراني المضاد للسيطرة على المنطقة تحت مزاعم كاذبة لنصرة القضية الفلسطينية وباستخدام الأذرع … حزب الله والحوثي وحماس والميليشيات التابعة لإيران في سوريا والعراق … وهو المشروع الذي يطوِّعُه الغرب بقيادة الولايات المتحدة لخدمة أغراض الصهيونية العالمية بآليات أمريكية ودعم أعمى لإسرائيل في مواجهة التغلغل الصيني اقتصاديًا في المنطقة والروسي سياسيًا وعسكريًا …!!

• ولعل لمسة الوفاء جاءت واضحة ومعبرة في ذكرى أكتوبر الشهر الماضي وحديث القائد والبطل الذي أنقذ الوطن بجيش مصر العظيم الرئيس عبد الفتاح السيسي … عندما تحدث الرئيس عن عظمة البطل الراحل أنور السادات في وفاء نادر.

• ألهمتني كلمة الرئيس السيسي بمشاعرها الفيَّاضة خواطر خيَّمت على جلسة الأصدقاء عن الأبطال في كل مجالات الحياة من أجل مصر ونهضتها وذهبت الخواطر نحو أحد الرجال العظماء من أبطال الجيش المصري العظيم ومنهم أبطال رحلوا بعد أن شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة … ومن هؤلاء الذين تربطني به علاقة مودة وصداقة حميمة قبل أن تربطنا علاقة النسب؛ حيث كان الراحل زوجًا مثاليًا لخالتي العظيمة رحمها الله والتي أنجبت رجالاً عظماء يخدمون وطنهم حاليًا بإخلاص وشرف وأمانة في القضاء والأجهزة السيادية والجيش والشرطة … إنه الفارس الراحل اللواء زكي عبد الغني سليمان أحد الذين أفنوا حياتهم في خدمة لمصر بالقوات المسلحة تحت قيادة الراحل العظيم المشير محمد حسين طنطاوي … تزامل الراحل اللواء زكي عبد الغني سليمان مع الرئيس عبد الفتاح السيسي – أمد الله في عمره – منذ التحاقه بالجيش ضابطًا بسلاح المظلات ثم انتقل إلى سلاح المدفعية … ومن زملائه الأشاوس اللواء سمير فرج مدير الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة سابقًا واللواء حمدي وهيبة رئيس الأركان الأسبق … إنها نماذج من أبطال مصر الذين تعلمنا منهم التواضع والعمل الجاد والانضباط والإخلاص من أجل الوطن.

• جمعتني هذه الخواطر والذكريات مع صديق العمر الأستاذ السيد عبد الغني سليمان بارك الله في عمره والذي خدم هو الآخر وأفنى عمره في إحدى الأجهزة السيادية، وهو رجل كرَّمه الرئيس السيسي عام 2017 تقديرًا لجهوده في خدمة الوطن بالداخل والخارج كممثل لمصر مبعوثًا من جهة عمله كما كرَّمه الراحل اللواء عمر سليمان بشهادة تقدير في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك … وصديقي العزيز الأستاذ السيد عبد الغني سليمان هو شقيق الراحل العظيم اللواء زكي عبد الغني رحمه الله الذي كانت له أيادٍ بيضاء في الوقوف بجانبي لمواجهة ظلم تعرضتُ لها في حياتي الوظيفية وأنا أخدم بالإعلام المصري بشرف وأمانة وهو الجهاز الذي أعتز بالانتماء إليه حتى الآن … حيث بدأتُ حياتي مراسلاً للشؤون العسكرية بالإذاعة المصرية لدى وزارة الدفاع ثم محررًا للشؤون الداخلية ومندوبًا لوزارة الداخلية ثم أخيرًا عملت كمحرر دبلوماسي لوزارة الخارجية والتي أشعر بالفخر بالانتماء إليها سنوات طويلة في الداخل وفي الخارج كصحفي مرافق لوزراء خارجية مصر في تغطية نشاط مصر الدبلوماسي في المؤتمرات الدولية وكذلك تغطية أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سنويًا لعشر دورات متتالية حتى منحني الله فضله باختياري في السنوات الأخيرة وقبل خمسة عشر سنة درجة مستشار إعلامي بالاختيار وهذا شرف عظيم وختام لحياة طويلة من العمل من أجل وطني الحبيب مصر والذي أواصل الكتابة حول همومه الداخلية والخارجية حتى الآن تحت قيادة رئيسنا المحبوب الذي أنقذ الوطن بتفويض الشعب في عام 2013 من الضياع والانهيار الرئيس السيسي … كما أنني أعيش بقية حياتي من أجل أسرتي وأنا مفتون ومُغرم بفلاحة قطعة الأرض التي ورثتها عن والدي العظيم رحمه الله لأساهم بجهد بسيط في دعم الإنتاج بالمحاصيل التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي لأبناء بلدي.

• وفي مقالنا القادم سوف نستكمل الحديث حول الصور المشرقة في حياة الراحل العظيم اللواء زكي عبد الغني سليمان الذي قدَّم خدمات جليلة لوطنه بالقوات المسلحة تحت علم مصر لتكون هذه الصور نبراسًا لشباب مصرنا الحبيبة وتدفعهم للاقتداء بهم كنموذج للعمل الجاد المُنتج.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى