دبلوماسية الوزير عراقجى.. “عيش وملح.. ودعوة كُشرى” إلى طهران
رئيس التحرير يكتب
لم يكن فى فى الحُسبان أن تمتد زيارة الوزير عباس عراقجى لمصر لحوالى 48 ساعة بل كان مقررا 9 ساعات فقط، ولكن نزولاً على كرم وتعليمات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت هكذا مدة الزيارة. وعلى غرار “عيش وملح”.. آثرَ وزير خارجية إيران السيد/ عباس عراقجى تناول الوجبة الشعبية فى مصر كونها تمثل أكبر شريحة فى عموم الشعب المصري الكادح الأصيل.. وهى خطوة إن دلت فإنها تدل على ذكاء لافت ودبلوماسى محنك يؤمن بنظرية “أقرب طريق للمحبة والوئام هو إحترام البسطاء القاعدة العريضة لأى مجتمع كى يقبع فى القلوب عبر نوايا حميدة تتكون حروفها من “كلنا واحد”.. وهذا، بعيداً عن المظاهر الكاذبة ذات التيوس والخِراف وتناولها فى فنادق فارهة فى الوقت الذى يموت فيه ملايين البشر جوعاً أو ألماً أو بلا مأوى.. إلخ لتأكيد نظرية “السادة والعبيد”!
ومع الأسف، جاءت ردود فعل البعض منزوعة البصيرة وسخرت من سلوك حميد يرنو للإشادة بانحيازه للبسطاء والإستماع إليهم ونيل إعتماد الأخوة والصداقة من أصحاب حضارة ألاف السنين فى إطار السعى لإستئناف العلاقات الثنائية بين مصر وإيران بأمر التاريخ والجغرافيا وتكليلا لحضارتين تقفان شاهدان على عصر الترابط الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والثقافي بين شعوب البلدين.
اختيار السيد/ عراقجى لمحل بسيط وأكلة بسيطة فى مكان تراثى بوسط القاهرة الفاطمية تدعو لوقفة بالنقد البناء والتحليل، ليس هذا فحسب، بل دعوته إلى تعميم أكلة “الكشرى” فى طهران وسائر البلاد.. الفكرة رمزية بامتياز، فقظ جرت العادة لعودة المياه لمساراتها كما كانت ولملمة الفُرقاء بتصفية خلافات الرأى خاصة وإن كانت مصطنعة، أن يقوما كلاهما بضيافة الآخر على أبسط أصناف الطعام تعبيراً عن زوال سواد القلوب المفروضة بفعل فاعل وكأن تناول هذا الطعام البسيط بات يوثق صفحات جديدة وصلا لأصل العلاقات الثنائية التاريخية المتجذرة والتى تقف عادات وتقاليد الشعبين الشقيقين المصرى والإيرانى لكل مجالات الحياة شاهد على العصر.. من هنا، جاء المثل الحكيم “عيش وملح”..
وكون “الكشرى” يحتوي على كميات عالية من البروتين نظرا لاحتوائه على العدس والحمص مما يساعد على بناء وتقوية العضلات وهذه رمزية أخرى كأن الوزير عراقجى يدعو لبناء علاقات بينية مع مصر مفرداتها الصفاء والوضوح والبساطة ودون تعقيد.. وباعتبار عنصر”الشطة” أحد مكونات “الكشرى” فهذه رمزية لحرارة الشعب الإيرانى المتلهفة لشقيقه الشعب المصري بعودة الحنين وإن إستعصى شطط الآخرين!
ايضاً، يساهم “الكشري” في تقوية المناعة نظرا لاحتواء مكوناته على أطعمة صحية تساهم في محاربة الفيروسات خاصة إذا كانت صهيو_أمريكية أو تصهينت فى غفلة من الزمان..
وكذلك احتواء “الكشري” على ألياف متعددة تساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي وحركة الأمعاء، وهذه رمزية ربما ليست الأخيرة فى إشارة لرسم خطوط التماس العريقة بين خغرافية البلدين خصوصاً باب المندب وتداعيات السفاح نتن ياهو والذيول على البحر الأحمر سلبياً وخساة واحد مليار دولار شهرياً لمصر المصريين..
أيها السادة، فقط اليوم أدركت أن “الكشرى” هو الحل لتفادى “عُسرْ الهضم ومتاعب القولون خاصة العصبى.. !