قراءة فى زيارة وزير خارجية إيران للقاهرة غداً الأربعاء 16 أكتوبر/ تشرين الأول
رئيس التحرير يكتب
إيماناً بدور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإقليمى والدولى، تستقبل القاهرة وزير خارجية إيران السيد/ عباس عراقجى ليل الأربعاء قادماً من سلطنة عمان لمدة تسع ساعات وسيكون فى استقباله وزير الخارجية المصرى د. بدر عبدالعاطى.
وفضلاً عن بحث استئناف العلاقات الثنائية بين البلدين، سيبحث الجانبان المصري والإيرانى الملفات الإقليمية والدولية وسُبل وقف الحرب الدائرة فى غزة ولبنان وسوريا والعراق واليمن لتجنيب العالم حرب نووية كارثية بسبب رعونة النظام الإسرائيلى المتطرف.
لا شك أن ملفات عديدة تحملها الحقيبة الدبلوماسية لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أول زيارة متوقعة للقاهرة، منذ تولّيه منصبه قبل نحو شهرين، وسط تصعيد كبير تشهده منطقة الشرق الأوسط، توجد فيه طهران كأحد أطرافه، مقابل دور مصري وسيط للتهدئة.
وأبرز هذه الملفات هى وساطة القاهرة لمنع رداً إسرائيلياً يدفع المنطقة لحرب نووية كارثية، بجانب ملفَّي غزة ولبنان، والعلاقات الثنائية التى يسعى الجانبان المصري والإيرانى لإستعادتها منذ سنوات إيماناً بحاجة لكل منهم الآخر.
يأتى هذا فى ظل تصاعد التوتر الإقليمى على يد الصهيونية العالمية، فمطلع الشهر الحالي ردت إيران لهجوم صاروخي على إسرائيل لقيام الأخيرة بمقتل الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، في ضربة إسرائيلية على بيروت نهاية الشهر الماضي، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في غارة إسرائيلية بطهران في يوليو الماضي.
والتالى، تترقب طهران رداً إسرائيلياً وسط مخاوف وتحذيرات من استهداف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، التي قد تتسبّب في تصعيد أكثر خطورة ليس بالشرق الأوسط فحسب، بل العالم بأسره.
ولهذا، يحمل الوزير عراقجى رسالة مكتوبة وليست شفوية من الرئيس مسعود بزشكيان، بشأن جراءات التهدئة الإقليمية وفق وكالة nournews التابعة لمجلس الأمن القومي الإيراني أن عراقجي سيزور مصر قريباً، وحسب المصادر ذاتها، فإن عراقجي سيلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس جهاز المخابرات، عباس كامل، ونظیره المصري، بدر عبد العاطي، خلال زیارته إلى القاهرة، في حين لم يصدر أي تأكيد من القاهرة بشأن زيارة عراقجي.
واللافت فى الأمر، أن زيارة وزير الخارجية الإيرانى ليست لمصر فحسب ، بل فى إطار جولة إقليمية.. فقد زار العراق وقطر والسعودية ومن ثم سلطنة عمان ومصر اليوم والغد.
وبلا شك، فإن الزيارة المرتقبة للقاهرة تتضمن محاولة إيرانية للحصول على دعم من القاهرة، أو مشاورة أو تنسيق بشأن التصعيد مع إسرائيل.
وكما نرى أن السياسة الإيرانية تسير بنهجَين مع التصعيد الحالي بالمنطقة عسكرياً ودبلوماسياً لحشد الدول الإقليمية ضد إسرائيل، لتكون مع طهران تماماً، أو تقف موقف الحياد، ولا يمكن للنهج الإيراني أن يستقيم في إقليميا دون أن تأتي إيران للقاهرة وتنسّق معها فيما يتعلق بهذا الأمر، خاصة أن هناك حالة توتر بين مصر وإسرائيل عقب سيطرة تل أبيب على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، ومحور فيلادلفيا، لذلك تسعى إيران للحصول على دعم القاهرة استعداداً لكل سيناريوهات الرد الإسرائيلي المتوقع، سواءً كان محدوداً أو كبيراً خاصة أن زير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، ذكر قبل أيام، أن الرد على إيران بعد هجومها الصاروخي سيكون «فتّاكاً ودقيقاً ومفاجئاً»، وفق ما أوردته وكالة «رويترز»، وقتها، بينما نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مصادر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يَعُدّ لـ«عمل عسكري كبير ضد إيران».
وترى إيران أن «مصر لطالما كانت وسيطاً نزيهاً» في الصراع الإيراني – الإسرائيلي، وبالتالي فإن الدبلوماسية الإيرانية بحاجة لأن تنسّق مع القاهرة، أو تستخلص رأياً أو مشاورة بخصوص ردودها مع إسرائيل.
وتتصدّر أزمتا غزة ولبنان، وخفض التصعيد بالمنطقة، الاتصالات والمباحثات التي يُجريها وزير الخارجية المصري، مع مختلف أطراف المنطقة، وفق إفادات سابقة لـ«الخارجية المصرية»، كان أحدثها مع رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تناولت مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والتطورات في لبنان.
وتأتى هذه الزيارة نتاجا لجهود سابقة ومتبادلة على مستوى الرؤساء ووزراء الخارجية المصريين والإيرانيين منذ القمة العربية الإسلامية بالمملكة العربية السعودية. ومؤخراً لقاء الوزير بدر عبد العاطي بوزير خارجية إيران، على هامش الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.