قصائد في رثاء رسول الله محمد بن عبد الله.. ص
قصائد في رثاء رسول الله محمد بن عبد الله.. ص
———————————-
سبعة قصائد رثائية بذكرى رحيل سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا وطبيب نفوسنا رسول الله الاعظم أبي القاسم المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) … عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الجلل …
_____________________________________
(القصيدة الاولى)
عشقَ الكونُ جميعاً طُهرَهُ
_____________________
يا رسول الله في يوم الرحيلْ
هاج حزني أيها البدرُ الجميلْ
وغزا قلبيَ ألوانُ الأسى
ليت شعرى إنهُ الخطبُ الجليلْ
يا رسولَ اللهِ يا قائدَنا
هذهِ اعينُنا تترى تسيلْ
تندبُ اليومَ الذي صِرتَ به
في ثنايا القبرِ والتُربِ المَهيلْ
وقلوبُ المؤمنين اعتصرتْ
حالما بِنتَ وذي الشمسُ اُفُولْ
والسماواتُ استزادتْ حسرةً
فثرى القبر استضاءتْ بالرسولْ
وهي تهوى أحمداً مذ شاهدتْ
حُسْنَ هذا البدرِ والنُبلَ الأصيلْ
عَشِقَ الكَوْنُ جميعاً طُهْرَهُ
كيف لا والمصطفى فذٌّ كَمِيلْ
قد حباهُ اللهُ مولانا هُدىً
ليس في الدنيا له صنوٌ مثيلْ
فهو في الأخلاق نبراسُ الورى
وهو في الإيثار مقدامٌ نبيلْ
……………………….
(القصيدة الثانية)
فداءٌ لنهجِ الوَعْي أنتَ أبَنْتَهُ
______________________
أجـبْ أيها الرَّمْسُ المحيطُ برحمَة
ألا هلْ الى الهادي البشيرِ مَحجَّتي
فإنّي لأَخشى المُغرِياتِ غِـوايةً
فتردَعُني عنْ أنْ أصونَ مَغَـبَّتي
بذلْـتُ لهـا عُمْرِي وأهلي وصِحّةً
أطالَتْ عذاباتِ السُّهادِ بِغُرْبَتِي
فكنتُ أرى أنْ ذا يَهونُ مع الهُدى
مَخافةَ يومٍ رائقٍ فيهِ شِقـوَتِي
مَخافةَ عُقبَى الناقِضيَنَ عهُودَهُم
فَهبّـوا خِفـافاً مُسرعِينَ لِفتنَـةِ
وقد تركوا طه الحبيبَ جَنازةً
وعادُوا وهم لايفقَهُونَ بفِـريَةِ
فوا ألمـاً كيفَ استطابَتْ نُفوسُهم
عُـزُوفاً وحامِي الدَّينِ شرطُ وصيَّـةِ
إمامٌ بهِ قالَ الكِتابُ ومُـرسَلٌ
وبُويعَ في يومِ الغديرِ بِحُـجَّـةِ
عليٌّ أخُو طه الأميـنِ وليُّـنا
وإمـرَتُهُ فخرُ الحياةِ بعـزَّةِ
الى طيبةٍ اُزجي الدُّمـوعَ حزينةً
لِمَثوى رسولِ الله خيرِ البريَّةِ
أيا زائراً قبـرَ الهُدى بالمدينةِ
أطِلْ نظَراً عنّي وأبلِغْ تَحيَّتي
وشُمَّ نسيماً أحمدِيّاً مِزاجُهُ
صلاةٌ وقرآنٌ وطُـهْـرُ أَرومَـةِ
حنانَـيكَ إقرأه السلامَ وقلْ لهُ
عُبَيدُكَ يا طهَ صريعُ المحـبَّـةِ
يناضلُ للقُربى وأنتَ أمَـرتَهُ
وينصُرُ مِعواناً بمنهاجِ عِـترةِ
بهم فاخَرَ اللهُ العظيمُ جلالهُ
فهم قِـمَـمٌ في المَكرُماتِ تجَلَّـتِ
أبا القاسمِ المختار أنتَ وليُّنا
ونحنُ بما ترضى وَفاءُ الأذِمَّـةِ
فداءٌ لنهجِ الوَعْي أنتَ أبَـنْتَـهُ
مصاديقَ لو سادتْ بقسطٍ لَـعَـزَّتِ
وكنّا بها خيرَ الأنامِ طريقةً
يلوذُ بنا الظامي اللهـوفِ لِـشِـربةِ
وتقصدُنا كلُّ الشعوبِ بَواعِـداً
وليسَ كما صِرنا شرائدَ فُـرقَةِ
اُصِبْنا بداءِ الذُلِّ رغم جُمـوعِنا
وأقطارُنا أمسـتْ ميادينَ قِتْـلَةِ
تُـحَـرِّقُـنا باسمِ السماء عصابَةٌ
رمتْ بلَظاها خيرَ دينٍ واُمّـةِ
تُكـفّرُ إسلاماً وتهـدِمُ مسجِداً
وتفجُرُ تُعْـمٍيها ضغائنُ نَعْـرةِ
أتَـتْها خِراجُ البغـيِ تنفُثُ سُمَّـها
سَعُوداً” و”أحلافاً” ثعابينَ زُمـرةِ
أعاقتْ وما جاءت سوى بجريمةٍ
تريدُ بِـنا خَسْـفـاً وثاراتِ رِدَّةِ
ألا يا رسولَ الله أصرِخْ فُـلولَـنا
فنحنُ وقد جارَ الزمانُ بشـدّةِ
نرى اُمّـةً طُـعمَ الذّئـابِ فريسَةً
وقد غابَ ربّـانُ الطريقِ المَـحَجّةِ
يرى فيئـهُ شتّانَ ينهَـبُهُ العِدى
على كـثـْرةٍ منّـا ونحنُ بِغُصّةِ
الا يا أبا الزهراءِ شَكوى ندامةٍ
فنحنُ و إنْ هانَ الخِـطابُ بقوةِ
وقد صالَ أبناءُ الولايةِ صَولةً
اُصيبَ بها التكفيرُ شـرَّ مَرَدَّةِ
فتلكَ “دواعيشُ” الضلالةِ مُـزْقَةٌ
تُطاردُها إذلالُـها حيثُ ذَلّـتِ
بنو الحشدِ والجُنـدُ الكماةُ دواؤُها
بواسلُ نهجِ الأصفياءِ الأئمةِ
لنا بكَ يا طهَ الرّسولِ مُحمداً
تأسٍّ فأنتَ النورُ في كلِّ ظُلمـةِ
وربّكَ إنّـا يا رؤوفُ مَوَدّةٌ
لأهلِـكِ بلْ إنّا فِداءُ المَـوَدَّةِ
عليكَ صلاةُ اللهِ أنتَ وعِترةٌ
بِكـِمْ فَيـْصَلٌ بينَ الجَحيمِ وجَـنـَّةِ
————————-
(القصيدة الثالثة)
أجبْ مأتمَ الهادي دموعاً تهلِّلُ
____________________
أَجِبْ مَأْتَمَ الهادي دُمُوعاً تُهلِّلُ
على مِثلِهِ إنَّ المدامِعَ تَهطِلُ
أَدِمْ لَوعَةَ الوَجْدِ المُؤبِّنِ أحمداً
رَؤوفاً وبالخَيرِ العَميمِ يُؤَمِّلُ
أَجِبْ أَحرُفَ القلبِ انهِماراً لأَنَّها
مَزامِيرُ آياتِ الوَفاءِ تُرتِّلُ
ويا مُلتقَى الحُزْنِ العظيمِ مَهابَةً
دَعِ الخَطْبَ بَكّاءً يُجِيبُ ويَسْأَلُ
ويا دَمعةَ الحانِي الرّهيفِ صَبابَةً
أَسيلِي فإنَّ الرِّزءَ ما زالَ يَعذِلُ
يناشِدُ أَحلامَاً ويطلُبُ ناصِرَاً
ويرقُبُ سَبَّاقاً الى الحقِّ يرْحَلُ
أيا نادِبَاً يَومَ الهُمُومِ مُصيبةً
ونائِبةً عُظمى وحُزنَاً يُزَلزِلُ
ذَرِ الدَّمْعَ إِهراقاً يُحدِّثُ ناعِياً
رَحيلَ رَسُولِ اللهِ فَقْدَاً يُجَلْجِلُ
ويا باكياً طهَ الحَبيبَ مَودَّةً
وتستذكِرُ الجُودَ الذي دامَ يَبذُلُ
أَطِعْ بانتصارٍ للمُرُوءَةِ صابِراً
تناضلُ مِعطاءً وأَنتَ مُهَلِّلُ
وصُنْ مُؤمِناً نهْجَ الرّسالةِ إنّهُ
هُدى دينِ وَحي اللهِ لا يتبدَّلُ
وإنَّ رَسولَ اللهِ مِصباحُ اُمّةٍ
أزالُوا قلاعَ الشِّركِ لم يتزلْزلُوا
وكانَ رسولُ اللهِ دِرْعَ وِقائهِم
وقائدَهُم وعلى الشدائدِ يَحمِلُ
سَقى شِربةَ التقوى نُفُوساً أبيّةً
فهبُّوا مَصاديقاً ولم يتزيَّلُوا
وما خانَ إلا مُرجِفٌ ومنافقٌ
توَعَّدَهُ المولى بيومٍ يُهَوِّلُ
سلامٌ على طه الأمينِ محمدٍ
سلامٌ على النُّورِ الذي يتهَلَّلُ
فأحمدُ في بَطنِ التُّرابِ غياثُنا
كما كانَ حيّاً رحمَةً تتَهطَّلُ
عليهِ صلاةُ اللهِ تترى تحيةً
عليهِ سلامُ اللهِ طُهْراً يُبَجَّلُ
وثُمَّ على آل النبيِّ كمِثلِهِ
صلاةً وتسليماً ووُدَّاً يُوَصِّلُ
فهم حُجَجُ اللهِ العظيمِ مثابَةً
وخاتَمُهُم مَنْ للأنامِ مُؤمَّلُ
________________
(القصيدة الرابعة)
آهٍ على رِزءٍ تلتْهُ جُروحُ
……………………..
ضجّتْ ملائكةُ السّما والرُّوحُ
برحيلِ أحمدَ فالعُيونُ قُـروحُ
وتصاعدتْ آهاتُ أخيارُ الورى
جزَعاً وأفئدةُ الخلائقِ نُـوحُ
بكتِ المدينةُ والبقاعُ بأسرِها
وديارُ مكةَ قلبُها مَجرُوحُ
عرَجَتْ الى العلياءِ رُوحَ محمدٍ
آهٍ على رِزءٍ تلـتْهُ جُروحُ
ما كان أعظمَ أنْ تسودَ وصيّةٌ
والمؤمنونُ هدايةٌ ووُضُوحُ
يمضي بهِم نحوَ التكامُلِ قائدٌ
بَـرٌّ إمامٌ في المـآثرِ ريـحُ
من أهلِ بيتِ الطهرِ نفسُ محمدٍ
وهو الوصيُّ ومَن هُـداهُ صحيحُ
أوَ لم يكنْ فادي النبيِّ بهجرةٍ
بفراشهِ باتَ الفَتى المَمْـدوحُ
أو لم يكنْ حتفَ الطغـاةِ عصابةً
بطلٌ وملءُ فؤادهِ التسبيحُ
فاضتْ حياةُ محمدٍ ووَزيرُهُ
صدرٌ تُـوُسّـِدَ بالنقاءِ يفوحُ
يا عينُ جُودِي يا قلوبُ تلوَّعي
حزناً شجيّاً فالنبيُّ ضريحُ
غابَ التمامُ البدرُ في كنفِ الثّرَى
يا للفجيعة أنْ يغيبَ صَبُـوحُ
وهو الذي فَخْـرُ المكارِمِ فخـرُهُ
نـورُ العبـادِ ومن شَذاهُ طفُوحُ
صلّتْ على الهادي البشيرِ دمُوعُنا
وعلى ضريحٍ عَـزَّهُ السبُّـوحُ
………………………………….
(القصيدة الخامسة)
سلامٌ على كلِّ من زانَنا
…………………………
مدَدْتُ إليكَ إلهَ الأنامْ
يدَيَّ فقيراً فهَبْنِي المَرامْ
وهبْ إخوةَ الدينِ إشراقةً
تكونُ بها نهضةٌ للوِئامْ
كفى أهلُنا أدمُعاً تكتوي
بِها أعيُنٌ رامَتِ الإبتسامْ
فأُمةُ فخُرِ الورى أحمدٍ
همُ الخَيرُ لايرتضُونَ الصِّدامْ
إليهِمْ قضى اللهُ أحكامَهُ
وبالمصطفى أرسلَ المُستدَامْ
وصانَ الرسالَةَ بالمُرتضى
وصيّاً إماماً يُحِبُّ الأنامْ
ليحْكمَ عدْلاً ولا ينثني
عنِ الحقِّ مهما أعاقَ الطّغامْ
سلامٌ على كلِّ من زانَنا
وليسَ على المارِقينَ السلامْ
مذاهِبُنا كلُّها رَحْمةٌ
ومنْ شَذَّ فهو فَحيحُ اللِئامْ
فيا حبّذا وَحدَةٌ يَشتَفي
بأنسامِها كلُّ داءٍ جُذامْ
يشوِّهُ إسلامَنا جَهرةً
ويرمي علَينا الأذى والخِصامْ
الى غايةِ الوُدِّ نمضي هُدىً
وباللِّينِ يُستَدْرَكُ الإنسِجامْ
وإنَّ محمدَ نبراسُنا
وآلَ محمدَ نعمَ الإمامْ
_________________
(القصيدة السادسة)
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ
…………………………..
رسولَ اللهِ يا حُلْوَ المعاني
أتيتُكَ هارباً مما اعتراني
ذنوبٌ أثقلتْ أوزارَ ظهري
وتوبةُ بائسٍ يحكي لِساني
وذا زمنٌ يُبشِّرُ بانعتاقٍ
منَ العادي على صدقِ المعانِي
وأهلُ الخيرِ مِبذالون جُوداً
على حُبِّ الكريمِ المُستَعانِ
حبيبي يا رسولَ اللهِ إني
أعُوذُ بخالقي مِنْ كلِّ جانِ
ومِنْ فِتَنٍ أزاحَتْ كُلَّ وُدٍّ
ومن طاغٍ يُهدِّدُ بالهَوانِ
فأنت وليُّنا ياخيرَ داعٍ
بوجهكَ يستضيءُ الفرقدانِ
وانت ملاذُ إخوانٍ إذا هُمْ
أحاطَ بساحِهم غدْرُ الجَبانِ
فثمَّةَ حملةٌ سَعَرَتْ لَظاها
تريدُ المسلمِينَ على امتهانِ
تكالبَ ظالمُونَ قُساةُ قلبٍ
لهُم في الدّينِ لقلقةُ اللّسانِ
أشاعوا في الأقاليمِ الرزايا
وقتلَ الأبرياءِ على العَيانِ
ومُفتيهِم يُشرعنُ كلَّ فِسقٍ
إذا طلبَ “الأميرُ” وفي ثَوانِ
إليكَ نسوقُ شكوانا نبيّاً
بنَي إيمانَنا يا خيرَ بانِ
فأنتَ الطُّهرُ تَروي بانهِمارٍ
غليلَ ظِماءِ صاديةِ الحَنانِ
وانت مغيثُ مَن فقدوا سَحابا
أعاقَ غِياثَهِ الشَرِهُ الأنانِي
رسولَ اللهِ جِئتُكَ والخطايا
تَنوءُ بِكاهلي وتحُطُّ شاني
ومعذرتي إليكَ بيانُ حُبٍّ
جثا لعُلاكَ يا أجلى بيانِ
وإنّي طالبٌ غفرانَ ربِّي
بوجهِكَ بل أتُوقُ إلى الجِنانِ
أﻻ يا ريحُ صِلْ طه بِوُدِّي
وأبلغْ روحَهُ السبْعَ المَثاني
وأنفاساً من الصلواتِ تجري
عليه وآلِهِ في كلِّ آنِ
رسولَ اللهِ هاكَ مِدادَ حُبِّي
قصائدَ أدمُعٍ مِنْ قلبِ حانِ
يُضمِّخُها بأشواقِ انتظارٍ
الى شمسِ الإمامَةِ والزَّمانِ
إلى السِّبطِ المؤمَّلِ لانطلاقٍ
يسيرُ بِنا بأوْجِ العُنفوانِ
يجدِّدُ شِرعةَ الهادي نقاءً
ويهدي المؤمنينَ الى التدَاني
بِآلِكَ يا رسولَ اللهِ فخري
ومُنقلبي فهمْ سُفُنُ الأمانِ
ومَرضَاةُ الإلهِ ونهجُ حقٍّ
يسدِّدُ مَن أطاعَ إلى اتِّزانِ
(القصيدة السابعة)
يا رسول الله يا نورَ الهدى
دَعْ دُمُوعَ العينِ تنسابُ انسيابا
فرَحيلُ المُصطفى كَرْبٌ أَذابا
هُو رِزءٌ ملأَ الدُّنيا شَجىً
يومَ غابَ النُّبْلُ أمسَينا سَرابا
واعتَرَتْنا عُتمةُ البغْيِ عَمَىً
واحتَوَتْنا زُمرَةُ الجَهلِ انتِهابا
ما بهذا جاءَتِ الكُتْبُ لَنا
لا ولنْ نَعرِفَ بالغيِّ الصَّوابا
كيف يغفُو سيدُ القومِ سُدَىً
دونَ أنْ يترُكَ مَنْ يَهدِي المَثابا
عجباً قالُوا : النبيُّ المصطفى
غادَرَ الخَلْقَ ولم يَترُكْ مَنابَا ؟!
أعَلى الاُمَّةِ نبكي جَزَعاً
أَم على أحمدَ حُزناً واكتئابا
ليتَ شِعري لوَصِيٍّ صابِرٍ
إحتسى الكربَ ولم يُبْدِ اضطرابا
شغَلَتْهُ النّكبةُ العُظمى أسَىً
عنْ فريقٍ هائجٍ ثارُوا انقلابا
طفِقُوا يَسعَونَ سَكرَى نَعرَةٍ
لِغَدٍ يَجلِبُ للدِّينِ السُبابا
لم يُراعُوا ذِمّةَ الهادي وقد
كانَ مَسْجُوَّاً ثلاثَاً واغترابا
تركُوا العدلَ إماماً طاهراً
ومَضَوا في غايةٍ خابَتْ مَآبا
جَعلُوا الزهراءَ تبكي حُرقَةً
وتُواسِي العينَ بالدمعِ انسِكابا
فلقد بانَ أبُوها سيّداً
مَلَكَ الدُّنيا وِئاماً واقترابا
وعَطايا ما لها حَدٌّ ولا
تنتهي إنْ حفِظَ الخلْقُ الرَّبابا
لكنِ الحِقدُ تمادى جارِفاً
كلَّ مجدٍ يرفَعُ الناسَ اكتسابا
نُحِّيَ الخيرُ رَخاءً دائماً
فاكتَسَتْ أمصارُنا دوماً خَرابا
لَهفَ نَفسي لمُصابٍ مُفجِعٍ
حينَ نامَ الطُّهْرُ في القَبرِ مُثَابا
وهو نُورُ اللهِ في الأرضِ سَنَا
والسَّمَاواتِ وخيرُ الخلْقِ بابا
يا رسولَ اللهِ يا نُورَ الهُدى
إنّما الأحرُفُ ترثِيكَ انتِحابا
وحديثُ الرُّوحِ يَشدُو ألَماً
ودُمُوعُ القلبِ تَسقيكَ احتِسابا
فاقبَلِ الأعذارَ مِنّا اُمَّةً
نالَها التِّيهُ نُكُوصاً واحتِرابا
وَاعتَلاها ناقِمٌ لا يرعَوِي
يبتغي الإسلامَ ثأراً وطَلابا
بِكَ نرجُو اللهَ أنْ ينقُذَنا
مِنْ خَصِيمٍ لم يَزَلْ يَقْطُرُ نابا
يا رَسولَ اللهِ شَكوى اُمّةٍ
أَجهَدَتهُم فِتنةُ الزِّيفِ اكتِرابا
يومَ سادَتْ كُنْتَ جُثماناً سَجا
فأزاحتْ مَنهجَ الحقِّ استِلابا
إيهِ يا مَهديُّ إنّا حَسرَةٌ
لرَحِيلٍ أرَّقَ الدنيا مُصابا
أعظَمَ اللهُ لكَ الأجْرَ فتَىً
غابَ عنّا يَرقُبُ الخَلقَ ارتِقابا
تركُوا نَهجاً قضاهُ اللهُ في
مُحكَمِ القرآنِ فازدادُوا ارتِيابا
فارَقُوا سُنَّةَ طهَ مَغنَماً
وأطاعُوا أَمْرَ “إبليسَ” اصطِحابا
إنّنا نبكي وفي العَينِ قذَىً
إي وربِّ الخلقِ نبكيكَ احتِجابا
فمتى تظهرُ يا بدرَ الدُّجى
لنرى سِيماكَ يا خيراً أَطابَا
صلواتُ اللهِ تَترى دائماً
تشمِلُ المُختارَ والآلَ انصبابا
يا بني الإيمانِ بِرُّوا أحمداً
وعليهِ بالصلاةِ اْمضُوا خِطابا
وعلى آل النبي المصطفى
فهمُ الميثاقُ أَجوادٌ ثَوابا
__________________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي