رأى

استراحة

استمع

محمد محسوب

كثيرا ما تفرض الظروف المحيطة ضغوطا تفوق قدرات الفرد على احتمالها، فيتم التعامل معها على أنها من معوقات الحياة مما يجعلنا نعيش فى حالة من الضغط النفسي، وغالبا ما يعتبر الناس أن الضغط ما هو إلا التزامات العمل أو مرض الابناء أو حتى التعامل مع الزحام المرورى، والحقيقة أن هذه الأحداث ما هي إلا منبهات وعلامات الوصول والدخول في مرحلة الضغط النفسي، في حين أن الضغط النفسي ما هو إلا رد فعل الجسم الداخلي تجاه هذه العوامل .

ولو تساءلنا: كيف تتكون الضغوط عند الانسان؟ وهل كل البشر تؤثر فيهم الضغوط سلبا بحيث يفقدون السيطرة على التحكم في ضغوطاتهم ولا يستطيعون تصريفها بشكل مناسب؟ فى الواقع عزيزي القارئ إن الاجابة على تلك التساؤلات ليست ثابتة، بل هى مختلفة تعتمد على طبيعة شخصية الانسان، فبعض العوامل الضاغطة تشكل عبئا على أنماط معينة من الشخصيات، في حين تستطيع أنماط أخرى تحملها ومن ثم تصريفها بالشكل الذي لا يترك أثرا لديها أو عليها .

من هنا نصل إلى أن الضغوط النفسية هى نتيجة طبيعية لابد منها طالما نعيش في مجتمع متغير ، لذا يجب التأقلم معها والعمل على التخلص منها أو التقليل من حدتها وتأثيرها، فلا يجدي الاستسلام لها ولا وضع حلولا حالمة مثالية لاقتلاعها من جذورها، فأول خطوة لمواجهتها هو التعرف على أسباب تلك الضغوط النفسية والتي إما أن تكون ضغوط داخلية تنتج بسبب ضعف المقاومة الداخلية للفرد وعدم التعبير عن انفعالاته ومشاعره وبالتالي كبتها، وأشهر أمثلة تلك الضغوط: التوتر والقلق والأفكار السلبية ، وإما أن تكون ضغوطا خارجية نشأت بسبب عدم القدرة على مواجهة المواقف الصعبة التي يتعرض لها الفرد في التعامل مع المحيط الخارجي في حياته اليومية ، مثل : الخسائر المادية، موت شخص عزيز، خلافات مع شريك الحياة، وغيرها .

ومن هنا نصل إلى سؤال المقال والذي قد يقفز إلى أذهاننا، وهو: ما هي الخطوات اللازمة لمساعدة الذات في إدارة الضغوطات النفسية؟ أو وبشكل آخر أكثر بساطة: كيف اتعامل واواجه تلك الضغوط؟

تذكر عزيزي القارئ أن أشد أنواع الضغط النفسي هو التردد بين رغبتنا في معرفة الحقيقة وخوفنا من سماعها، وبناء على ذلك لابد لنا من اتخاذ خطوات لتقليل وتخفيف الضغط النفسي الذي قد نواجهه في حياتنا، ولعل أبرز تلك الخطوات:

1. تحديد مصادر وأسباب الضغط النفسي، من خلال كتابتها على ورقة لتنظيم الافكار والتعبير عن المشاعر.

2. تحديد الأهداف، على أن تكون واقعية و في حدود قدراتك لتجنب مواجهة الضغط النفسي.

3. تعلم فن التسامح واستخدام المرونة ، وذلك للتكيف مع الظروف وتجنب مالا قدرة لك على تحمله.

4. ابحث عن التنوع والتجديد، لأنه سيبقيك في حالة إثارة وحماس وتجدد.

5. استمتع بأوقات الفراغ وخصص وقتا للاستجمام والتسلية والترويح عن النفس بعيدا عن الضغوط اليومية.

6. خذ قسطا مناسبا ووافرا من النوم، لأن النوم يوفر للعقل فترة راحة من العمل الذهني.

7. عش حياة متوازنة ، فإذا كان الاعتدال هو مفتاح الصحة البدنية ، فان التوازن هو مفتاح الصحة النفسية.

ختاما وفي نهاية المطاف اعلم عزيزى القارئ أن الضغوطات النفسية قد تكون خارج إرادة الانسان ، ولكن تبقى إدارة الضغوط النفسية فن مفتاحه بيدنا جميعا، وتذكر أن إخفاؤك ضغوطاتك النفسية ما هو إلا ضغط آخر.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى